الرئيس “محمد نجيب” يجتمع بأهل الفن
كتبت : سما أحمد
ليست هناك حركة عسكرية يمكن أن تنتصر وتعيش وتغير نظام المجتمع إلا إذا تجاوبت أهدافها مع إرادة الأغلبية الشعبية، وفتحت للطبقات الكادحة المظلومة باب الأمل، والانتصار الذي تحقق ليلة 23 يوليو 1952 لم يتم فجأة وبلا مقدمات ولم ينطلق من الفراغ، ولكنه كان ثمرة ونتيجة طبيعية لموقف عدد من الضباط الذين شغلتهم السياسة، خرجوا من حصار الانغلاق الذاتي، إلى التفكير في الآخرين، وارتبطوا ببعضهم البعض قبل تشكيل الضباط الأحرار، وكان قائد هذا التشكيل اللواء “محمد نجيب”.
أريد من أهل الفن
فى مجلة ” الجيل” كتب الرئيس الراحل “محمد نجيب” افتتاحية العدد رقم 58 الصادر يوم 2 فبراير 1953، بعد أن اجتمع بعدد من رموز الفن، وفى هذه الافتتاحية قال:
(لعب أهل الفن منذ قام الجيش بحركة المباركة ضد الفساد الذى استشرى فى البلاد وإعادة بناء الدولة على أسس من الحرية والكرامة والعزة القومية، لعب أهل الفن دورا وطنيا جليلا فى الحركة الجديدة فأثبتوا أنهم مواطنون صالحون يؤثرون الصالح العام على مصالحهم الشخصية، ويلبون نداء الوطن إذا ما احتاج الوطن إلى جهودهم.
ولا ينسى مصري أو سوداني ما كان لهم من أثر عظيم فى مشروعي إعانة الشتاء وقطارات الرحمة، وفى إذكائهم للروح الوطنية وإشعال النفوس حماسا للحركة، وأريد أن أقول لأهل الفن أنني أنتظر منهم أن يسيروا في ركب النهضة الجديدة، فالسينما والمسرح أداة تثقيف وتهذيب ومدرسة للشعب أثرها قوي وعميق، وأريد أن يكون للإنتاج الفني هدف وسياسة مرسومة، فلا يسف إلى تملق الغرائز وإرضاء الرغبات الرخيصة.
أريد أن تنعكس على أفلامنا فى العهد الجديد أهدافنا الوطنية ومثلنا العليا وأن تساهم السينما فى معركة التحرير، التحرير من الاستعمار والتحرير، من الرشوة والتحرير من الفساد، وأن نثبت الروح الوطنية والثقة بالنفس بين أبناء الشعب، وإني ليسعدني أن أكرر شكري الجزيل لأهل الفن على مساهمتم فى الحركة المباركة، جزاهم الله أوفى الجزاء).
محمد نجيب لواء أ.ح.
28 / 1 / 1953
افتتاحية مجلة ” الجيل الجديد” العدد ” 58″ الصادر يوم الأثنين 2 فبراير 1953.