المحذوف من “أبيات غزل” لمحمود درويش وخالد الشيخ
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها.
كتبت : أحمد السماحي
من التجارب الغنائية الهامة للغاية والتى لم يتم تقيمها بطريقة نقدية صحيحة، ولم يلقى عليها الضوء الذى تستحقه، تجربة المطرب والملحن البحريني الكبير “خالد الشيخ”، هذه التجربة الثرية والعذبة ثراء وعذوبة نيل مصر، التى قدمت لنا ملاحم موسيقية وغنائية أوركسترالية على قدر كبير من الجمال والشجن والإبداع، وعرفت كثير من شباب العالم العربي بشعراء هامين مثل “محمود درويش، بدر بن عبدالمحسن، غازي القصيبي، نوري الجراح، قاسم حداد، فاروق شوشه، محمد السويدي، الصمة القشيري، علي عبدالله خليفة، هتان” وغيرهم، فضلا عن رفيق دربه الشاعر الكبير “علي الشرقاوي” الذي رافقه منذ بداية المشوار.
كما قدم “الشيخ” ألحان رائعة طرز بها حناجر الفنانين مثل “طائر الأشجان” لعبدالمجيد عبدالله، و”شويخ بأرض مكناس” لأحمد الجميري، ويعتبر أحد المراحل الهامة في مسيرة المطرب “عبدالله الرويشيد”، حيث قدم له العديد من الأغنيات الناجحة مثل “الليل، وينك، تصور، صدقيني، ملفت الأنظار، خذيت الروح، لمني بشوق، غير طريقك” وغيرها.
هذا الأسبوع نتوقف في باب “محذوفات الأغاني” عند رائعة من روائعة الغنائية الكثيرة وهي قصيدة “أبيات غزل” التى قدمها فى منتصف التسعينات، من خلال ألبومه “وأنا وياك” الجزء الثاني الذي أنتجته له شركة “ريلاكس إن” لصاحبها “محمود موسى”، القصيدة كلمات “محمود درويش” شاعر الجرح الفلسطيني، وشاعر المقاومه الفلسطينيه، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب، والذي كان “الشيخ” أول مطرب يلتفت إلى قصائده ويقدمها من خلال ألبوماته الغنائية.
فى هذه القصيدة تم حذف مجموعة من الكلمات على غير عادة “الشيخ” فى قصائد “محمود درويش” التى يتعامل معها بكل حب وأمانة، ولا نعرف سر حذف “الشيخ” لها، هل خوفا من اعتراض الرقابة عليها، أو لأنها جاءت زائدة لن تضيف للمعنى شيئا أم لأسباب أخرى؟! هذا السبب لا أحد يعلمه، وسنكتب لكم القصيدة كاملة وستجدون الكلمات المحذوفة مكتوبة باللون الأحمر…
سألتكِ: هزّي بأجمل كف على الأرض
غصنَ الزمان!
لتسقط أوراق ماض وحاضرْ
ويولد في لمحة توأمان :
ملاك..وشاعر!
ونعرف كيف يعود الرماد لهيباً
إذا اعترف العاشقان!
أُتفاحتي ! يا أحبَّ حرام يباحْ
إذا فهمتْ مقلتاك شرودي وصمتي
أنا، عجباً ، كيف تشكو الرياح
بقائي لديك؟ و أنتِ
خلودُ النبيذ بصوتي
و طعم الأساطير و الأرض.. أنتِ !
لماذا يسافر نجم على برتقاله
و يشرب يشرب يشرب حتى الثمالهْ
إذا كنت بين يديّ
تفتّتَ لحن، وصوت ابتهالهْ
لماذا أُحبك؟
كيف تخر بروقي لديك ؟
و تتعب ريحي على شفتيك
فأعرف في لحظةٍ
بأن الليلي مخدَّة
و أن القمر
جميل كطلعة وردة
و أني وسيم.. لأني لديك!
أتبقين فوق ذراعي حمامه
تغمّس منقارها في فمي؟
و كفُّك فوق جبينَي شامه
تخلّد وعد الهوى في دمي ؟
أتبقين فوق ذراعي حمامه
تجنّحي.. كي أطير
تهدهدني..كي أنام
و تجعل لاسمِيَ نبض العبير
و تجعل بيتيَ برج حمام؟
أريدك عندي
خيالاً يسير على قدمين
و صخر حقيقة
يطير بغمرة عين !