كتب : أحمد السماحي
يرفض الظهور الإعلامي “للشو” أو لمجرد الظهور، ويرفض العبث بموهبته فى أدوار تنسى بعد ااإنتهاء من عرضها، ويفضل أن تظل التلقائية والحب والاحترام هى التى تربط علاقاته بجمهوره من محبي فن التمثيل، يعيش شخصياته حتى الأعماق، لذلك يمكنه بسهوله أن يعبر عنها، وأن يرى بعينيها، ويحس أحاسيسها، و يجعلها تطوف فى أماكن مألوفة لديها، وتقابل شخصيات لابد لها فى حتمية فنية أن تلقاهم، وأن تعيش صراعاتها معهم، لذا عندما يوافق على عمل نال إعجابه يضع كل موهبته فى خدمة هذا العمل الفني، ليعبر عن العالم الذي رسمه المؤلف بدقة رسام عبقري، رغم نجوميته الكبيرة يحمل على عاتقه هم بلده، ويحلم بأن تكون سوريا بلد ديمقراطي، ويسافر ويطوف العالم حتى يراها سورية العفية الحرة الأبية، وليست سوريا “الأسد”!.
إنه النجم العربي الكبير “جمال سليمان” الذي يعود لبلاتوهات الدراما التليفزيونية بعد آخر أعماله الفنية الجزء الثاني من مسلسل “أفراح إبليس” الذي عرض على قناة “O.S.N ” منذ سنتين، ويستعد هذه الأيام لبدء تمثيل مسلسله الجديد “الحرير المخملي” المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديبة الشابة “أميمة عز الدين”، التى تدور أحداث رواياتها في إحدى قرى الدلتا في القرن الحادي والعشرين، عن جد مزواج تزوج من أربعة واحدة من القرية التي تدور بها الأحداث، والأخريات من القاهرة والنوبة والإسكندرية، ونتج عن كل زيجة إبن أو إبنة، اختارتهم المؤلفة ليكونوا أبطال روايتها وكأنها تحلل من خلالهم المزيج الاجتماعي المصري، وترصد مصائرهم من خلال هذا التفاعل، وتناقش من خلال رواياتها صراع الأجيال، ونظرة المجتمع للأنثى.
جمال سليمان أكد لـ” شهريار النجوم” أنهم سيبدأون تصوير المسلسل خلال الأيام القادمة، مع التزام الجميع بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية التى تضمن سلامتهم، وسلامه كل العاملين فى “البلاتوه” من فيروس “كورونا” المستجد.
وصرح أن المسلسل سيناريو وحوار “محمد ناير”، إخراج رؤوف عبدالعزيز، وتدور أحداثه فى فترة الثمانينات، ويجسد من خلاله شخصية “عبدالرحمن التهامي” أحد الإقطاعيين الكبار الذي يمتلك العديد من الأراضي، وسليل عائلة إقطاعية كبيرة، والذي تزوج أكثر من مرة، آخرها كانت من نجمة سينمائية شهيرة نشأت بينهما علاقة حب وأجبرها على الإعتزال، وهى وافقت لأنها تحبه بقوة، و”عبدالرحمن التهامي” رجل “حنبلي” يريد أن ينفذ كل شيئ بطريقة سليمة وصحيحة.
ويعتبر وجهة نظره سليمة دائما، لهذا يعيش حالة صراع مع نفسه ومع عائلته، لأنه اكتشف أن الحياة لا يمكن أن تسير كما يريدها بالضبط، وأن الحياة تغيرت وأن ما يريده ليس حكما مطلقا.
وأشار إلى أن ما جذبه لهذا المسلسل أنه مكتوب بشكل جميل جدا، والأحداث غنية جدا، ويحكي بشكل إنساني عن الاختلاف بين الأجيال مع تطور الحياة، مما يخلق صراعا بين هذه الأجيال، فكل جيل يرى الحقيقة والسعادة من وجهة نظره وبطريقته الخاصة.
وأعرب صاحب شخصية أبو أحمد في “التغريبة الفلسطينية” عن سعادته بالظهور مع المخرجة “إيناس الدغيدي” فى برنامجها الرمضاني “شيخ الحارة والجريئة” حيث حققت الحلقة التى ظهر فيها رواج جماهيري كبير، ونسبة مشاهدة عالية، مما عوض غيابه نسيبا عن الظهور فى أعمال درامية هذا العام.
وعن كيفية قضاء وقته هذه الأيام قال: أمارس السباحة بصفة منتظمة مع ابني “محمد”، وأقرأ كتاب “أشياء كنت ساكتة عنها” للكاتبة والأكاديمية الإيرانية المقيمة في أميركا “آذر نفيسي”، بعد أن سحرتني فى كتابها السابق “أن تقرأ لوليتا في طهران”، ويجمع بين الكتابين أنهما يندرجان ضمن كتب المذكرات.
وتتحدث “نفيسي” عن التحولات الاجتماعية والسياسية فى طهران، وفي الكتاب الجديد تتطرق إلى حياتها الأسرية أكثر، وما مرت به من ظروف حالكة ومتحولة، ومذكراتها هذه المرة أكثر حميمية.
جدير بالذكر أن فكرة كتاب “آذر نفيسي” جاءت من يومياتها التي بدأت تكتبها بعد الثورة عام 1979، مقتبسة أيضا من يوميات والدها الذي كان “نائب في البرلمان” في طهران، وأصدرها وأهداها إليها يوم كانت في الرابعة من عمرها.
والمذكرات قصة أسرة تتكشف إزاء خلفية عهد مضطرب من تاريخ إيران السياسي والثقافي، ثمة قصص كثيرة بين ولادة جدة المؤلفة في بداية القرن العشرين، وولادة ابنتها في نهايته، وقد وسمتها ثورتان أعطتا إيران شكلا معيناً، وأحدثتا انقسامات وتناقضات كثيرة بحيث اصبح الاضطراب الموقت هو الشيء الوحيد الدائم.