الصدفة كانت سبب حب “ميرفت أمين وعمر خورشيد”
* ولدت شرارة الحب فى سينما “قصر النيل”، و”أزمة سكن” وطدت علاقتهما
* “أعظم طفل في العالم” وبيروت يشهدان على خطبتهما
* لم تسمح إدارة الجوازت بسفر “نور الشريف” إلى لبنان فحل بدلا منه الخطيب الوسيم
* عبدالحليم حافظ سبب الطلاق الأول للعاشقين ورشدي أباظة يصلح بينهما
* الاعتياد وانشغال النجمين أضاع قصة الحب الجميلة
كتب : أحمد السماحي
“كان يوم حبك أجمل صدفة” هذا مطلع أغنية للعندليب الأسمر “عبدالحليم حافظ” يلخص قصة تعارف نجمة السبعينات المثيرة “ميرفت أمين”، بساحر الجيتار “عمر خورشيد”، فالصدفة لعبت دورا كبيرا في حبهما وزواجهما، فقبل زواجهما بشهور، كان القلب الجميل ينزف، والنزيف من قطرات الذكريات وليس كريات الدم، والقلب في صدر “ميرفت أمين” وسبب النزيف العاطفي انفصالها عن زوجها الأول المطرب السوري “موفقت بهجت” الرجل الذي استقرت بين ذراعيه وفي بيته بعد رحلة شقية في ملعب القلوب، حيث زوجوها أكثر من مرة، ولأكثر من رجل، ورشحوها بطلة لأكثر من قصة حب فى الحياة وليس على الشاشة الكبيرة.
شائعات وأقاويل
ترددت حولها الشائعات ولاحقتها الأقاويل منذ أن دخلت إلى عالم الفن والأضواء، وكانت أول قصة مع النجم “أحمد مظهر” الذي قدمها للشاشة في فيلم من إخراجه بعنوان “نفوس معقدة”، قالوا أنه أحبها بشدة، وأنها هجرته بشدة أيضا، ومنذ ذلك اليوم وأخبار الحب والهجر تلاحق طالبة الجامعة الجميلة التى اختارت لنفسها طريق الفن الصعب، وتضاءلت أخبارها الفنية إلى جانب أخبارها العاطفية، وأصبحت الفكرة السائدة عنها أنها فتاة مراهقة تستهين بالعواطف وتلهو بقلوب الرجال.
ولعل ما أكد هذه الفكرة الدور الذي تخصصت فى أدائه على الشاشة، دور الفتاة العصرية المتحررة، المنطلقة فى عواطفها ومشاعرها والعابثة والمستهترة أحيانا، لكن النجمة المثيرة، لم تلتفت لهذه الشائعات، وتزوجت مطرب “وابوري رايح، وابواري جاي”، الذي كان فى بداية مشواره، ولم تتزوج من مليونير كما زوجتها الشائعات، ولا من نجم مصري شهير كما رددت الأقاويل، لكن بعد فترة بسيطة من الزواج اكتشفت كعادة الزوجات فى الوسط الفني أنها تسرعت، وبالرغم من أنها هى التى طلبت الطلاق إلا أنها أول من بكت الفراق، وهذا طبع حواء، والدموع في عيون المرأة هى مناديل صغيرة مرفوعة بالاستسلام المسبق.
بعد طلاقها عاشت حالة ضياع نفسي، صحيح أنها عادت إلى بيت الأسرة فى مصر الجديدة، ولكنها كانت تتردد كثيرا على بيت صديقتها “رجاء صادق”، لأنه في قلب القاهرة وهو أقرب إلى ستديوهات السينما من بيت الأسرة البعيد، وانطلقت حولها قصص الحب، وكان طبيعيا أن يحاول الكثيرون التقرب منها سواء بغرض الحب أو الزواج، وتقدم المطرب “محرم فؤاد” عارضا أوراق اعتماده، وكان من بين هذه الأوراق مشروع فيلم بعنوان “الأوتوستوب” يجوبان فيه العالم.
توأمان فى الحب والجرح
كادت أوراق “محرم فؤاد” تقبل لولا ذلك اللقاء الذي نظمته الصدفة بينها وبين عازف الجيتار الشهير والوسيم “عمر خورشيد” الذي كانت ظروفه الشخصية تشبه ظروفها كأنهما توأمان فى الحب والجرح، فالنجم الوسيم كان مثلها خارج من تجربة زواج سريعة و فاشلة من السيدة “أمينة السبكي”، فرغم الحب الذي ربطه بهذه السيدة وحفل الزفاف الضخم الذي حضرته كوكب الشرق أم كلثوم، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وكبار رجال الدولة، لكن حدث ما يحدث لكل فنان يحب عمله فتغار زوجته من اهتمامه بالعمل.
فإذا كان الفنان محتوما عليه أن يتعامل مع زميلاته، فإن الغيرة من العمل تخالطها الغيرة من العاملات الفنانات، ثم سرعان ما تطغي الأخيرة على الأولى، وقد كانت “أمينة” عاقلة في البداية لأنه عندما تزوجها شرح لها طبيعة عمله، وقال لها: أن وقفتي على المسرح لابد أن تجذب المعجبات، وعملي فى السينما قد يحمل إليك من الشائعات ما يرجفك ويرعبك، ليلتها قالت له: أنا واثقة من حبك، وأعاهدك على أن تكون هذه الثقة سورا من الأشجار العالية يحمي بيتنا من العواصف.
ولكن حياتهما الزوجية انقلبت إلى جحيم بسبب الغيرة، وقد وجد أن هناك ما لا يعرفهم يغذون الغيرة عند “أمينة” ووجد أن تلبية ما تطلبه “أمينة” سوف يشل حياته تماما، وقال لها: أن التعارض واضح بين تصرفاتك وما تعاهدنا عليه واتفقا فى هدوء على الطلاق، فتم الطلاق بعد حوالي 11 شهرا من الزواج حيث تزوجا فى شهر مارس عام 1971، وتم الطلاق في فبراير1972، بعدها ربطت الشائعات بينه وبين شادية، ونجاة الصغيرة ولبلبة.
عمر يستغيث من الشائعات
بعد انتشار شائعات زواج “عمر خورشيد” من الفنانات سأله الكاتب الصحفي “مجدي فهمي” فى مجلة “الشبكة” كيف تتلقى الشائعات؟
فرد عمر: خربت بيتي فكيف أتلقاها؟ إنها تهدد عملي أيضا تصور أن “شادية ونجاة ولبلبة” ومن تستجد بهن الشائعات يقلن مثلا إنهن لا يردن “عمر خورشيد” فى الفرقة الموسيقية ساعتها ماذا أفعل؟!
الصدفة تجمع بين عمر وميرفت
فى هذه الفترة جمعت الصدفة بين “عمر وميرفت”، حيث عرض على فاتنة السبعينات أن تقدم أحد المطربين فى حفل “أضواء المدينة”، ووافقت، يومها رأها “عمر” لأول مرة، فوجدها فاتنة وبسيطة، واذا كانت الفتنة تأسر الرجال، فـ “عمر” تأسره البساطة، وبعد أسابيع قليلة رأها مرة ثانية في سينما “قصر النيل” تشاهد أحد الأفلام، كانت وحيدة، وكان مهموما ولديه إحساس بالضياع، فقام من مقعده وجلس بجانبها فرحبت به، وعزمها على مشروب “كولا”، وظل يروى لها أخبار النميمة فى الوسط الفني ويضحكان، والناس الذين ينتظرون مشاهدة الفيلم يحاصرونهم بأعينهم، ولم يكفا عن الكلام إلا عندما أطفئت الأنوار ليبدأ الفيلم.
أزمة سكن
بعد ذلك التقيا في شيراتون كانت فى جلسة مع مجموعة من الفنانيين فهمس فى أذنها: أنا شفت لك حاجة حلوة جدا؟” فسألته بلهفة: “أزمة سكن”؟، فقال نعم شهدت الفيلم لأضع موسيقاه التصويرية، وسيراه غدا أحد الموزعين المهمين، فسألته: وهتكون معه؟ قال لها: طبعا، فقالت: خذ هذا رقم تليفوني حدثني غدا وطمني عن رأيه في الفيلم، وفى أدائي.
ونترك عمر خورشيد يكمل قصة حبه وتعارفه كما جاءت فى أحد حوارته: وظللت أطمأنها كل يوم، وكل صباح، وكل مساء، وأحيانا كل الليل!، حيث وقعت في حبها لشوشتي!.
أعظم طفل في العالم
كما ذكرنا فى البداية فالمصادفة تسير وتحافظ وتحمى حب “ميرفت وعمر”، وتلعب دورا كبيرا فى مستقبلهما الفني والشخصي، حيث كانت النجمة الشهيرة فى هذه الفترة متعاقدة على بطولة فيلم سيصور في لبنان بعنوان “أعظم طفل في العالم” مع النجوم “هند رستم ورشدي أباظة، ونور الشريف”، وهنا طلب “عمر” أن يسافر معها، فهو لم يعد يستطيع الابتعاد عنها، وعرض عليها الخطوبة ووافقت، ولم يقلا لأحد من أسرتهما، وأرجأوا القول ومصارحة الأهل حتى يعودان من بيروت، حيث اتخذا القرار وأودعاه قلبيهما حتى يجئ الوقت المناسب للتنفيذ.
عمر بدلا من نور
في شهر إبريل 1972 عندما وصلا إلى مطار بيروت لاحظ المستقبلون أن ابتسامة الوافدة الشقراء أكثر اتساعا وأن سعادة الشاب الأسمر واضحة جلية على ملامحه، وما أن غادرا منطقة الجمرك حتى رأى الجميع حول أصبعها محبسا من البلاتين، وحول إصبعه آخر من ذهب، وقالا معا للصحافة اللبنانية التى كانت تنتظرهما فى المطار حتى يبددان غموض الموقف نعم لقد تمت خطبتنا، وهكذا أعلنت “ميرفت أمين”، وهكذا صرح “عمر خورشيد” بأحلى نبأ فى حياتهما فى نفس لحظة وصولهما بيروت.
وفى بناية “الجمال” على الروشة حملتهما السيارة الفارهة حيث يقيم أبطال فيلم “أعظم طفل فى العالم”، وهناك وجدا المخرج “جلال الشرقاوي” فى حالة توتر شديدة، فجميع الأبطال موجودين من أيام باستثناء الفنان “نور الشريف” الذي لم تسمح له جوازات المطار بالحضور، واعتذر عن دوره فى الفيلم، وهنا نظر منتج الفيلم للعازف الوسيم، وطلب منه أن يقوم ببطولة الدور بدلا من “نور الشريف” ووجد اقتراح المنتج ترحاب من الجميع، وبدأ تصوير الفيلم.
عيد ميلاد حبي أنا
بعد أسابيع من وجودهما في بيروت دعت “ميرفت أمين” زملائها النجوم “هند رستم، رشدي أباظة، رجاء صادق، فاروق الملثم، روميو لحود، جلال الشرقاوي” في شقتها الأنيقة بعمارة “ريزيدانس الجمال” وقدمت للجميع قالب جاتوه كبير تتوسطه شمعة واحدة بمناسبة العيد الأول لخطبتها من “عمر خورشيد”، فـ “ميرفت” وقتها ومن فرحتها كانت تحسب الأعياد بالشهر وليس بالسنة.
وبعد أسابيع انتهى تصوير الفيلم، والكل يحمد ربنا على الانتهاء من التصوير بسبب تعطيل “رشدي أباظة” للتصوير، واختفائه أيام دون أن يعرف أحد مكان إقامته!!، وعاد الخطيبان إلى مصر، وعلم الجميع خبر الخطوبة.
الزواج
مرة أخرى تلعب المصادفة دورا فى حياة الخطيبان السعيدان وتعجل بالنهاية السعيدة لقصة حبهما، حيث كان من المقرر أن يتم الزفاف فى منتصف أغسطس 1972 لكن “عمر” رأى أن يتم الزفاف قبل سفره إلى لبنان للاشتراك فى الحفل الغنائي الذي أقيم فى “عالية”، وبالفعل عقد القران ليلة السفر أي يوم 28 يونيو 1972، وأمضى العروسان ليلة عسل وحيدة في فندق “الشيراتون” طار بعدها العازف الوسيم إلى بيروت، من المصادفات الغريبة أن الخطبة أعلنت قبل سفر العروسين إلى بيروت بليلة واحدة والزفاف كذلك، ويبدو أن الاثنين كان يتفاءلان بكل زيارة لبلد الأرز الشامخ.
حليم سبب الطلاق
تزوج الحبيبان وعاشا أسابيع وشهورا في بحر العسل، ولكن هل يحيا الحب في أحضان الاعتياد؟!، سؤال لم يلح على أي منهما في غمرة العشق، فقد كانت السعادة تطغى على كل التساؤلات والمخاوف والأحزان، وأثناء ذلك مرض “عمر” فكانت تعتني به كأم وكزوجة وكحبيبة، وتطبخ له رغم وجود طباخ فى المنزل.
لكن انشغال “عمر” الشديد ببروفاته مع “عبدالحليم حافظ” والتى استمرت 40 يوما، ثم انشغال “ميرفت” عنه فى أفلام متتابعة فى نوبة حظ واسترداد الاعتبار الفني كفنانة من نجمات الصف الأول، تجمعت كل الأشياء الصغيرة، الأشياء التى لا تستحق معركة، ولكنها تتراكم وتصبح كقطرات الماء تسح من حنفية مفتوحة على حجر فتشطره بعد مدى زمني، وتفعل فيه مالا يفعل معول، تم الطلاق.
رشدي أباظة يتدخل
فى اليوم التالي للطلاق ذهبت “ميرفت” إلى ستديو “الأهرام” والتقت بالنجم “رشدي أباظة”، وسألها كيف حال عمر؟! فقالت والدموع تغلف نبراتها: خلاص انتهى كل شيئ، فسألها بلهفة: ماذا حدث؟ وانتقلت الدموع من نبرات صوتها إلى عينيها وردت عليه بكلمة واحدة: حدث الطلاق!
ولأن “رشدي أباظة” كان يعتبر نفسه أبا روحيا للزوجين، فقد تجمعت الدموع في عينيه وهو يقول: أنا لا أصدق!، هذا لعب عيال!، أين عمر الآن؟!
فردت: مش عارفة، يبدو أنه عند أحد أصدقائه، وذهب “رشدي أباظة” وتحدث مع “عمر خورشيد”، وبعد 100 ساعة طلاق وكما كتبت مجلة ” الشبكة” عاد الزوجان الحبيبان لعشهما الدافئ، ويومها نظر في يدها سألها لماذا لم تخلعي الدبلة؟! فقالت له بدلال والبسمة ترتسم على وجنتيها: أصلها مطلوبة فى فيلمي الحالي كإكسسوار!، وسألته بدورها ولماذا لم تخلع دبلتك، فقال لها مبتسما وبدلال أيضا: أصلها ضيقة ولازم أخلعها بعملية جراحية!!
الاعتياد يقتل الحب
عادت السعادة ترفرف على البيت السعيد، أيام وأسابيع وشهور، وسرعان ما عادت الأزمة مرة أخرى، وانعكست حالتهما النفسية والعصبية على الحياة الزوجية، وكثرت المشاجرات والخلافات الصامتة بينهما، لكن احتكم كل منهما إلى صوت العقل، وانتهى النقاش الهادئ بالاتفاق على الطلاق الذي تم في هدوء تام..
يومها اكتشف الأصدقاء أن ساحر الجيتار الذي ينثر بأوتاره نغمات الحب على العشاق، يفتقد هذه النغمات فى معزوفة حياته، وأن فاتنة مصر التى تعلم العشاق الحب فشلت فى أن تعقد مع الحب أواصر صداقة.