محرم فؤاد ينعى حبه وطلاقه من تحية كاريوكا في “غدارين”
صلاح فايز استوحى كلماتها من تجربة حب شخصية مرت به
الأغنية كتبت فى 8 دقائق، وحبست سنتين، ولحنت فى ساعتين!
كانت أول لقاء جمع بين “صلاح فايز” و” محرم فؤاد”
كتب : أحمد السماحي
نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاد ورحيل المطرب الكبير “محرم فؤاد” الذي أمتعنا بالعديد من الأغنيات الناجحة المحفورة فى وجدان الجمهور، خاصة عشاق صوته، من أهم هذه الأغنيات أغنيته الشهيرة “غدارين” التى كان ورائها جرح كبير، سببته إنسانة عزيزة على الشاعر الراحل “صلاح فايز”، وفى دقائق قليلة كان الشاعر يوقف نزيفه الذي سال منه بخنجر الغدر، بكلمات رائعة عبرت عن هذا الجرح الذي كاد أن يعرقل مشوار الشاعر، عن هذه الأغنية حكى لي صديقي الشاعر الكبير “صلاح فايز” وكتب تفاصيل هذه القصة فتعالوا بنا نرى ماذا كتب شاعرنا الكبير الراحل…
فى عام 1960 تزوج “محرم فؤاد” من الفنانة الكبيرة راقصة مصر الأولى “تحية كاريوكا”، وكان من عادتها أن تتزوج من يدخل قلبها وتتعلق به لأنها لا تحب الخوض فى مغامرات عاطفية عابرة، ووجدت “تحية”
فى “محرم” كل المواصفات التى تنشدها فى زوج لها فى ذلك الوقت، رغم أن “محرم” كان يصغرها بسنوات كثيرة إلا أن سهم ” كيوبيد” أصاب الاثنين فى صميم القلب لبعض الوقت.
وعندما خبت جذوة نار الحب المشتعل وهدأت عاصفة العواطف المتأججة دب الخلاف قوياً بينهما وأطاح بكل ما تصوراه وتمنياه، فكان الطلاق، أبغض الحلال عند الله، وفى ذلك الوقت كنت قد قرأت على “محرم” أغنية بعنوان “غدارين” كتبتها عن تجربة عاطفية فاشلة حسبتها ستنجح وتدوم طول العمر، ولكنها انتهت نهاية دراماتيكية لا مجال هنا لعرض تفاصيل قصتها لأني ما زلت أحمل لصاحبتها كل المشاعر الجميلة والذكريات الحلوة، رغم ما ارتكبته فى حق حبنا الذى قتل بفعل فاعل أو فاعلة رحمها الله .
أعجب يومها “محرم” بالأغنية جداً جداً ولكننا لم نتفق على شئ بخصوصها، ومرت سنتان عندما طلبنى “محرم” وبعد السلام والذى منه سألنى عملت إيه فى “الغنوة” اللى سمعتها لى من فترة واللى اسمها “غدارين” فلما أخبرته بأننى لم أتصرف فيها طار من الفرح وطلب منى أن أسلمها له عاجلاً ليلحنها “محمد الموجى” أو “محمود الشريف”، وتقابلنا وسلمتها له، وهى التى كنت قد ألفتها فى حوالى ثمانية دقائق دون حذف أو شطب إبان التجربة السابق ذكرها.
بعد أقل من أسبوع فاجأنى “محرم” على الهاتف يسمعنى لحن مذهب الأغنية بصوته الرخيم العميق وعندما سألته بعد اعجابى عمن قام بالتلحين؟! فاجأنى بأنه هو صاحب اللحن ومبتكره لأنه انفعل بكلمات الأغنية والتى تتطابق مع حالته العاطفية والنفسية بعد طلاق “تحية كاريوكا” قلت له أنك سوف تكون أنسب من يلحن الأغنية لأنك أحسست بها إحساساً صادقاً واضحاً فى تلحين المذهب وأكملها على بركة الله.
وفى أول حفل بشتاء سنة 1961 لحفلات “أضواء المدينة” الذى كان يشرف عليه فتى الإذاعة اللامع “جلال معوض” قدم “محرم فؤاد” أغنية “غدارين” التى استقبلها الجمهور استقبالاً رائعاً وذاعت ذيوعاً كبيراً، وأصبحت هذه الأغنية أحد علامات “محرم” الغنائية فى بدايات حياته الفنية.
كما كانت هذه الأغنية أول الأعمال التى جمعت بينى وبين صديق عمرى الفنى المطرب الكبير والملحن المجتهد “محرم فؤاد”.