بقلم : محمد حبوشة
لاشك أن مسلسلات البيئة الشامية لعبت دورا كبيرا في الترويج للدراما السورية، ، بل ووضعتها على طريق المنافسة بقوة مع مسلسلات مناظرة لها في الدراما المصرية تحمل نفس مضمون الصراع والحبكة الدرمية فائقة الجودة مثل “ليالي الحلمية”، لكنها تفوقت للأمانة من حيث الشكل في رسم ملامح الحارات وأزقة وزواريب دمشق التي تحمل في طياتها قصص وحكايا، فكل حارة شامية كانت كما تم تجسيدها دراميا عبارة عن وحدة اجتماعية متكاملة البنيان على المستوى الأفقي، فهي تمثل في الواقع مدينة مصغرة، يعيش أهلها كعائلة واحدة في السراء والضراء، كما كان للحارة الدمشقية أيضا تفاصيل وتشعّبات ترتبط ارتباطا كبيرا بحركة الحياة اليومية، وحتى في جزئياتها البسيطة.
واشتهرت تلك الحارات الشامية العتيقة، كما جاءت في أعمال شهيرة تقترب من الـ 30 مسلسلا، مثل “أهل الراية ، أيام شامية، خواتم، أبو كامل، الأميمي، الحوت، الدبور، الزعيم، الغربال، باب الحارة، بيت جدي، خواتم، طالع الفضة، ليالي الصالحية، وردة شامية)، بأنها حارات ضيقة ومتعرجة، حتى ليخال للمرء أنها لوحة فنية رائعة لرسام جمع بين التاريخ والجمال، واختزل بريشته قصة مدينة اسمها “دمشق” الفيحاء في طلتها البديعة، ظلت وستبقى خالدة أبد الدهر، وتميزت حاراتها القديمة بأنها ضيقة مدخلجة (أي ملتوية، متعرجة) كالحرباء، ويصف أهل دمشق حاراتهم بأن (فيها فوتات وطلعات، وزواريب، وزوابيق ماهب ودب)، بحسب تعبيراتهم الدقيقة عنها.
وهذا يعني أن فيها الكثير من التعرجات والتقاطعات الضيقة، وتؤلف كل حارة أو زقاق وحدة إجتماعية مغلقة، فكل منهما أشبه بمدينة صغيرة كما ذكرنا سابقا، لها بابها ومسجدها، وسويقتها (السوق الصغيرة، التي يعرض فيها الفلاحون الوافدون مع شروق الشمس انتاج ارضهم ليبيعوه في هذه السويقة) خلف الباب… كما أن فيها كتاتيبها الملحقة بالمساجد أو عند خجا أو خوجة (كلمة تركية تعني معلم أو معلمة)، والحلاق والمقهى الصغيروكل ماتحتاجه الحارة، أماالبيت الدمشقي، فهو محط اهتمام وانبهار، لكل عشاق دمشق، منذ الأزل يتغنّون به، فهو آية في الجمال والروعة، وأحد مآثر العمارة العربية بمواصفاته الفريدة.
سوق الحرير وخان الحرير
تلك البيئة بما تحمله من عبق الماضي مغلف بتحدياته السياسية في ظل الاستعمار الفرنسي، وجبروت ممارسات الدولة العثمانية كانت تحمل قصصا وحكايا تعكس الواقع الاجتماعي في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة ربما تشبة تلك الأيام الحالية التي تشهد أكبر مؤامرة في التاريخ على سورية “الأسد”، صاحبة الباع الطويل في الدفاع عن القضايا القومية الكبرى في تاريخ الأمة العربية، ومنها في القلب القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في حياتنا العربية، كما أنصفها مسلسل “حارس القدس” الذي انتجته وزارة الإعلام السورية هذا الموسم، وهذا يأتي على العكس تماما مما جاء في مسلسل “سوق الحرير”، الذي يشبه في ملامحه العامة مسلسل “خان الحرير” بجزئيه الأول والثاني.
لكن صناع “سوق الحرير” يصرون على أنه ليس مسلسلا يحمل ملامح البيئة الشامية التي تخصص فيها صاحب الفكرة ومخرجه “بسام الملا” الذي يطلق عليه “شيخ الكار” في هذا اللون من الدراما، وهو من تأليف حنان حسين المهرجي، وبطولة “بسام كوسة، أسعد فضة، سلوم حداد، كاريس بشار، نادين تحسين بيك، هيفاء واصف، ميلاد يوسف، فادي صبيح، عبد الهادي الصباغ، وغيرهم من كوكبة من النجوم السوريين المشهود لهم بالكفاءة، إلا أن التوفيق لم يكن حليفا لهم هذه المرة.
والحقيقة التي لمستها من خلال متابعتي حلقات “سوق الحرير” أن هنالك نوع من رتابة الأحداث وفقدان بريق الأداء، وتلك أسباب تشير إلى أنه مسلسل يفتقد للهوية من حيث الشكل والمضمون، بحيث أصبح بمثابة حجر عثرة في مسيرة “شيخ كار” دراما البيئة الشامية، فقد عرفت أعمال بسام الملا، وخصوصا تلك التي تناولت البيئة الدمشقية، بجماهيريتها الشديدة، حتى أنه أعيد عرضها على شاشات القنوات الفضائية العربية عشرات المرات وحققت ولا تزال نسب مشاهدة مرتفعة، فضلا عن أنها حصدت العديد من الجوائز كذهبية المسلسلات في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن (أيام شامية) و(العبابيد) وجائزة أحسن إخراج عن الجزء الأول من مسلسل (باب الحارة) في مهرجان التلفزيون العربي بتونس عام 2007 وسواها من جوائز المنوعات والبرامج.
كلاسيكيات البيئة الشامية
ربما لم يحقق بسام الملا نجاحاً جماهيريا كبيرا في عمله التاريخي “العبابيد”، رغم الجهد الفني الكبير الذي بذله في تقديم صورة إنتاج ضخم ومتقن العناصر، لكن أعماله المستلهمة من البيئة الشامية تحولت إلى كلاسيكيات تتبارى المحطات الفضائية على عرضها، ولعل الجزء الثاني من (باب الحارة) الذي عرض عام 2007 تحول إلى ظاهرة اجتماعية اجتاحت الوطن العربي والمهجر، وحققت أعلى نسبة مشاهدة عربية على الإطلاق، حتى أن المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) قامت بترجمته وقتها لفهم أبعاده وتأثيره على إعادة الروح الوطنية والقومية من جديد في نفوس أبناء الشعب السوري، ويبدو أنه كان في إطار الاستعداد لإشعال مايسمى بثورات الربيع العربي.
وقد ترافق ذلك مع تفسيرات اجتماعية وسياسية عدة في عدة بلدان عربية، ففي فلسطين رأى الفلسطينيون في (باب الحارة) رمزا للوحدة الوطنية في الوقت التي تعصف بالشارع الفلسطيني خلافات الأخوة، وفي العراق كتب أحد المحللين السياسيين، معتبراً أن (باب الحارة) يقدم صورة راقية للحكم الفيدرالي (مجلس عضاوات الحارة)، وفي سورية كرم التيار الديني المسلسل باعتباره يقدم صورة عن الرسالة الإصلاحية للفن، وفي لبنان والأردن والخليج ألهمت النماذج الرجولية (العقيد أبو شهاب- معتز) الشبان قيم الشهامة والمروءة، ولو بشكل عاطفي وانفعالي، إلا أنها عبرت عن الحاجة للنموذج المحلي والعربي الأصيل في كل تلك البلدان.
صحيح أن أعمال بسام الملا، غالبا ما تلقى انتقاداً عنيفاً بسبب صورة المرأة التي يقدمها في مسلسلاته، وهى صورة نمطية ينتصر فيها المنطق الذكوري، ويرى كثيرون أن المرأة تتحول من خلالها إلى جارية همها تدبير شؤون المنزل وإرضاء الزوج فقط! كما تعرض “المل أيضا لانتقادات تخص طبيعة علاقته مع الممثلين ومعروف عنه حب تغيير الشخصيات باستمرار والتعديل على محتوى المسلسلات وخصوصا إذا كان ذو أجزاء عدة كمسلسل “باب الحارة” على سبيل المثال، وقد تلقى انتقادات كثيرة جدا بعد الأجزاء الكثيرة لباب الحارة بعد المديح والثناء اللذي تلقاه لاسيما في أول 3 أجزاء من هذا العمل، إذ يرى البعض أن باب الحارة قد فقد بريقه وبات ضعيفا بعد أجزاء عديدة وتغيير معظم الشخصيات الرئيسية وتحوله لمشروع تجاري بحت في نظر البعض، رغم أن التجارب الجادة والتي تستحق الثناء في هذا المضمار انتهت منذ أمد بعيد وتحديدا في مرحلة “أبو كامل، أيام شامية، الخوالي، ليالي الصالحية”، لتبدا موجة “باب الحارة” التي أتت على الأخضر واليابس ومهدت لمرحلة الأجزاء التي كان عرابها صاحب الحضور اللافت في هذا التخصص بالذات المخرج بسام الملا أو “الأغا” كما يطلق عليه في الوسط الفني السوري.
تسعينيات القرن الماضي
لا يخفي المخرج الدمشقي بسام الملا، شغفه بالأعمال الشامية منذ باكورة أعماله “أيام شامية” التي قدمها للمتفرج المحلي في تسعينيات القرن الماضي، كان الرجل قد اشتغل ما بين أول عمل شامي في رصيده على العمل الاجتماعي “الخشخاس” الذي يتحدث عن الأرياف الدمشقية دون أن يخرج عن الإطار العام للمواريث الاجتماعية المتعارف عليها في أعماله الدرامية، ولاحقا العمل التاريخي الوحيد في سجله “العبابيد” الذي يحاكي فترة حكم المكلة “زنوبيا” لمدينة تدمر، قبل أن يعود إلى شغفه الأول البيئة الشامية من بوابة “الخوالي” الذي تدور التخمينات بأنه الجزء الثاني لباكورة أعماله الشامية التي غيرت كثير من المفاهيم في الدراما السورية.
ومن ذلك الحين رسم بسام الملا خطًا ثابتًا لأعمال الفانتازيا الشامية بنى عليها قصصه الشعبية، باعتماده على حكايات جاءت قيل عن قال عن الأزقة الدمشقية القديمة، وفي هذا الجانب لا يجب تجاهل أن “أيام شامية” يبقى واحدًا من أهم كلاسيكيات الأعمال الدرامية السورية باعتباره عتبة أعمال البيئة الشامية التي أنتجت لاحقًا، رغم ما يسجل عليه من سلبيات إخراجية، غير أن هذه السلبيات عوّضها الأداء المتميز لنجوم الدراما الراحلين، ونخص هنا خالد تاجا بدور “أبو عبدو”، ورفيق سبيعي بدور “الزكرتي/ القبضاي” اللذين يأتي ذكرهما في مقدمة أي نقاش عن أعمال البيئة الشامية في معرض الحديث عن الدرما السورية.
هكذا رسم “شيخ الكار” خطًا ثابتًا لأعمال الفانتازيا الشامية بنى عليها نسيج قصصه الشعبية ولعب على وتر حياة الشوام قبل قرن كامل بتقديمه حبكات درامية بصور “شعبوية” عن الحياة الاجتماعية قبل أكثر من 70 عامًا لا يمكن ارتقائها لمستوى الترفيه التلفزيوني، بالأخص بعد تحوير سلسلة “باب الحارة” الشهيرة عن سرديات العنتريات الشهيرة المعتاد عليها في مثل هذه الفانتازيات الدرامية إلى دروس بالتوجيه السياسي والقانون والتنمية البشرية، وقد كان مأمولا أن يأتي مسلسله “سوق الحرير” في موسم رمضان هذا العام على شكلة تلك الأعمال الخالدة في الدراما السورية.
الترهل في الشكل والملامح
وعلى الرغم من الأعمال المطروحة في رمضان 2020 قليلة جدا بالمقارنة مع الأعوام الماضية غير أنها جاءت “وفية” للترهل في شكلها وملامحها – وربما هى عليه منذ فترة – ومع ذلك فإن الآمال كانت عريضة على مسلسل “سوق الحرير” الذي حمل بصمة “الأخوين بسام ومؤمن الملا”، وتقف خلف انتاجه شبكة mbc في “وصفة جديدة” الغاية منها “استنساخ” تجربة “باب الحارة” التي جمعت الطرفين ومنذ المشاهد الأولى، بحيث يمكن استنتاج سعي صناع المسلسل نحو تكريس موضوع الأجزاء وبمجرد رؤية “الماكياج” المعتمد لنجوم المسلسل وبالأخص الثنائي “سلوم حداد وبسام كوسا” ستتأكد هذه المسألة، مع العلم ان المسلسل يتحدث عن فترة الخمسينات، ولأول مرة شاهدنا نساء متبرجات في مسلسلات “الملا” بالإضافة الى مشاهد لدور السينما بعيدا عن الصورة النمطية المثيرة للاستفزاز في أغلب مسلسلات البيئة الشامية.
فعليًا، لم يخرج الملا في “سوق الحرير” عن السرديات التي كان يختلقها في الأعمال الشامية السابقة، باستنثاء انتقال الحياة الاجتماعية لخمسينيات القرن الماضي، يبدو واضحًا من أزياء الشخصيات بابتعاده عن الزي الشعبي مع ظهور متنوع للنسوة غير المنتقبات والمتعلمات، وتناوله الحياة الاجتماعية لشخصيات تعمل في “سوق النساء” الواقع في نهاية سوق الحميدية قرب الجامع الأموي، تدور حبكتها الدرامية في إطار السرديات التي قدمها في أعماله السابقة، معظمهم تحولوا من سكان واحدة من الحارات الدمشقية المتخيّلة إلى تجار أقمشة يعيدون سرد القصص نفسها في “سوق الحرير”.
في “سوق الحرير”، حاول “الملا” – وبحسب تصريحاته – في عمله الجديد الابتعاد قليلا عن السرديات الشامية التي اتسمت بها أعماله السابقة، ويمكن لمتتبعي مسيرة الملا الإخراجية ملاحظة بطء تصاعد الأحداث الدرامية في جميع أعماله الشامية، وهذا الأمر انطبق على جميع الحلقات الأولى من “سوق الحرير”، كما أن الحلقة الأولى لم تخرج عن الإطار العام لـ”دهاء النساء الشاميات” التي تبدأ مع إخفاء هوية طفل كريمة (نادين تحسين بيك) المولود حديثًا بسبب وفاة أمينة الزوجة الرابعة لعمران (بسام كوسا) أثناء الولادة، وقَسَم الداية (مولدة الأطفال) على القرآن بضغط من “أم عبد الله” لعدم كشف هوية طفل أمينة، بعدما فرضت على كريمة تربية الطفلين دون أن تخبرها بهوية طفلها الحقيقي.
الترميز للأحداث السياسية
وبالطبع هناك ملاحظة مهمة مهة في أنه يغيب عن “سوق الحرير” الترميز للأحداث السياسية التي كانت تعيشها دمشق في تلك الحقبة – عدا حادثة حرق البرلمان من جانب الاستعمار الفرنسي – في مقابل صعود مشاكل عمران مع زوجاته الثلاث، والتنافس بين طبقة تجار الأقمشة في “سوق النساء” للسيطرة على السوق، مع استعادة لمظلومية (محمود الفوال) في “أيام شامية” لكن بصورة “شحادة” الذي جسده (فادي صبيح) الذي سرق كيس طحين في صغره لإطعام والدته، فضلا عن احتفاظه بشخصية الشامي البخيل الحاضرة دائمًا في الأعمال الشامية، وغريب (سلوم حداد) الرجل الذي يبحث عن عائلته التي فقدها في صغره، زاد عليها قصة اتهامه بقتل زوجته التي قتلت أساسا على يد أقاربها للحصول على ورثتها.
حتى في محاولات صناع العمل إظهار الفترة الذهبية لدمشق الخميسينيات بإدخال حضور النسوة لوحدهنّ أفلام عبد الحليم حافظ في صالات السينما كانت خجولة؛ تتلخص في مشهدين اثنين فقط لاغير، في واحد منهما تشاء الصدف لقاء زوجات عمران الثلاث بالطبيبة المصرية (شمس) ، التي وقع تاجر الأقمشة في غرامها، وقد لوحظ أن الملا يعتمد في هذا العمل على نجوم من الدراما المصرية “عبد الرحيم حسن، نهال عنبر، دارين حداد، ماجد الشرقاوي” بتجسيدهم لحياة عائلة مصرية تنتقل للاستقرار في دمشق التي تبعث عبر حواراتها برسائل سياسية مبطنة عن مركزية القومية العربية خلال مرحلة ما قبل الوحدة بين سوريا ومصر، وتناسى تماما أن يصور لمحة عامة للحياة الثقافية لدمشق الخمسينيات.
نهاية غير متوقعة
والذي لايمكن جزمه في نهاية تناولنا بالنقد لمسلسل “سوق الحرير” نقطة غاية في الأهمية وهى أننا عانينا كثيرا من رتابة الأحداث وبطئها بشكل يبعث على الملل، والذي لازمه بالضرورة أداء غير متوقع من كل من “بسام كوسة، سلوم حداد، أسعد فضة”، خاصة أننا على مسافة زمنية قريبة جدا من أداء ساحر وعالمي لبسام كوسة في مسلسله السوري اللبناني “سر”، فضلا عن كل سبق كانت نهاية المسلسل صادمة للغاية، بل هى أقرب لفيلم هندي زاعق بالتراجيديا، أو باختصار خروج عن حكايا الأعمال السابقة المسجلة في سيرة “شيخ الكار” الإخراجية، على الرغم من أن قصة العمل بُنيت على ثلاثة أجزاء مبدئية ويقال أنها ستصل إلى خمسة، ما يعني انتظار المتفرج العربي لجزئين آخرين أو أكثر من المتوقع أن يشطحوا في السرد عند الحديث عن الوحدة السورية – المصرية بالصورة النمطية أو “الشعبوية” المتعارف عليها في أعمال الملا “شيخ الكار” بسام الملا، الذي وضع أكب حجر عثرة في طريق سلسلته الجديدة “سوق الحرير” في جزئها الأول الذي كتب له شهادة الفشل.
وتبقى الموسيقى التصويرية للمبدع السوري من أصل فلسطيني “إياد الريماوي” هى من أجمل ما في المسلسل من عناصر فنية مبهرة، خاصة أغنية التتر التي استدعاها من التراث الشعبي السوري للفنان “معن دندشي” بصوت رانيا البسام، والذي تقول كلماته :
يا لابسة عباة القصب.. لبس القصب غية
زينة بنات العرب .. ياسمرة يا شامية