كتبت : سدرة محمد
في واحد من المسلسلات السورية القوية في موسم رمضان 2020، جاء مسلسل “مقابلة مع السيد آدم”، من تأليف وإخراج فادي سليم، وبطولة “غسان مسعود، محمد الأحمد، رنا شميس، لجين إسماعيل، كارمن لبس، منة فضالي، السدير مسعود،مصطفى المصطفي، وغيرهم في شكل بوليسي يتمتع بعناصر الإثارة والتشويق إلى حد الشغف بالمتابعة في جزئه الأول الذي تكون من 34 حلقة، جاء المشهد الأخير منها بمثابة “ماستر سين”، رغم أنه أغلق الأحداث بنهاية مفتوحة على النحو التالي.
على جناح الشك الظني وبعد أن حسم أمره في أن مدام “عالية” – كارمن لبس، هى من قتلت البنت المصرية “سالي” مسئولة التسويق والعلاقات الخارجية بشركة “البيك” التي ورثتها عن زوجها الراحل، وذلك كنوع من ردة فعل على كشفها مستندات تورط الشركة في صفقات أغذية فاسدة بالمليارات، حيث قام ابن اخته “مصطفى” – مصطفى المصطفي، بوضع السم في فنجان قهوتها، بعد أن قامت بالاعتراف على نفسها – على أثر الشك الظني من جانب الدكتور آدم – في سبيل حماية ابنها الوحيد “معتصم”، بعد أن أدركت بفطنتها وغريزتها كأم تورطه في عملية القتل وهى ترجع شريط الذكريات، في أثناء اعترافه لها على سبيل المزح في إحدى المرات عندما سألته عن تعاطفه مع “نور” – منة فضالي، شقيقة خطيبته “سالي”، قال لها في برود : كيف أعامل وحدها قتلت لها أختها؟
جلس الدكتور “آدم” الذي لعب دوره الفنان القدير “غسان مسعود – في هدوء وقدرة خرافية على التحكم في انفعالاته التي تؤكد موهبته الفذة في التجسيد العالمي بأداء احترافي فائق الجودة – في مواجهة “عالية” قائلا لها : قهوتك بردت ثم بدأ يستطرد في حديثه بعد أن اطمأن قلبه لأنها القاتلة : غريب ولادنا .. شو نقدر نعمل كرمالهم..صح ؟!.
ترد عالية : مو غريب أبدا !!
د. آدم : الانسان كرملو شيئ ولا من الخيال ممكن نتخيل ايش يسوى .. ثم يوجه سؤالا كرره أكثر من مرة من قبل : أنت ليش عملتي هيك؟
ترد عالية في ثقة: قلت لك علشان أحميه (تقصد ابنها معتصم).
د. آدم : مو هيك قصدي .. مو هيك قصدي أبدا .. إشربي قهوتك إشربي!!
تنتقل زاوية الكاميرا إلى وجهة أخرى حيث “يوسف” – لجين إسماعيل، ابن الدكتور آدم ينتظر لحظة سانحة كي يدخل على زوجته “ديالا” – رنا شميس، التي خططت لعملية ما بعد قتل “سالي” مع “معتصم” -السدير مسعود، وذلك بتجريف الرحم واستئصال بعض أجزاء داخلية من الجسم في إطار عملية التمويه، من خلال التخطيط مع الدكتور “رامي” الذي يقوم بدوره بالاتفاق مع أبو “جبري” لدفن جثة “سالي” في منطقة ريفية نائية قبل اكتشاف الجثة.
ومن زاوية أخري تبدو الدكتورة “ريتا” – تولين البكري، في مطبخ بيتها وهى تقف حائرة وفي حالة من الارتباك، حيث تتذكر كلام الدكتور آدم عن التقرير الذي تم تبديله في بيته من جانب أحد لايعرفه حتى الآن.
ثم تعود الكاميرا من جديد إلى الدكتور آدم الذي يجلس على أريكة في بيته مسترخيا يسحب نفسا عميقا من سيجارته بعد أن أنهى عملية قتل “عالية” وقد رسخ في يقينه أنه انتقم لابنته “حياة”، ويقول لمصطفى : مسحت كل الآثار ورجعت كل شيئ متل ما كان (يقصد جهاز مراقبة مسرح جريمة قتل عالية في فيلتها)؟!.
يرد مصطفى : ما قدرت .. طول بالك ويستخرج الجهار من ملابسه قائلا: جبت الجهاز كلياته، ثم يستلقي على ركبتيه في محاولة لسؤال الدكتور آدم : قائلا خال بدي أسأل سؤال، فيقاطعه آدم : ولا كلمة، ما بدي أسمع ولا كلمة الآن.. خلصنا مصطفى.. أنا بعرف انك تعبان مانك نايم بس يعني .. ممكن تروح تستريح الآن، فيرد عليه لا خال أنا كرمالك ممكن أسهر أسبوع .. بس قولى شو بدك؟.
وتتجه الكاميرا إلى منزل يوسف ليشهد مشاجرة بينه وبين ديالا زوجته التي خدعته سنوات طويلة عبر تقارير مزورة تفيد بأنه لا يستطيع الإنجاب، فيدخل عليها ويقوم بضربها ضربا مبرحا لكنها تتغلب عليه وتضربه ضربة قوية في منطقة حساسة تفقده بالفعل خصوبته، وتهدده بأنها سوف تلفق له عميلة قتل “سالي”، خاصة أنه متورط في تزوير التقرير من جهازه والده الدكتور آدم.
وينتهي المشهد نهاية مفتوحة، وذلك بجلوس الدكتور آدم أمام كاميرا في مكتبه بالبيت، حيث يعترف بكافة جرائمه التي ارتكبها بقناعة شديدة بأنه ينتقم لموت ابنته حياة، التي اختطفت من جانب عصابة قتل “سالي” لمدة يومين، وعلى أثر ذلك ساءت حالتها الصحية بسب عدم تناولها أدوية “متلازمة داوون” التي كانت تعاني منها، ويظهر في الكادر الأخير المقدم “وردط – محمد الأحمد، وهو يؤكد ظنونه في الدكتور آدم، لكنه لايخفي في الوقت ذاته إعجابه بما ارتكبه من جرائم قائلا: لو كنت مكانك ربما فعلت ما هو أكثر من ذلك .. يالله شو بدي أقول إني معجب فيك كتير!!