صورة نادرة تجمع يوسف إدريس بيحيي الفخراني
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
الصورة التى نعرضها اليوم في باب “سيلفي نجوم زمان” تنشر لأول مرة وهى من كواليس مسرحية “البهلوان” فى إحدى الدول العربية، وهى تجمع بين الفنان المبدع “يحيي الفخراني”، وأديبنا الكبير الراحل “يوسف إدريس” ومخرج المسرحية “عادل هاشم”، والفنانة “رانيا فتح الله” وبعض الوجوه الأخرى.
المسرحية قدمت عام 1988، وهى من أجمل العروض المسرحية التى قام ببطولتها النجم الساحر “يحيي الفخراني” في مشواره المسرحي، وتدور أحداثها حول بعض الناس الذين يعيشون بوجوه غير وجوههم الحقيقية، ولا يستطيعون أن يعبروا عن حقيقة ما بهم إلا حين يضعون مسكات تخفي حقيقة شخصياتهم تماما لكي لا يحاسبوا على ما يصدر عنهم.
حيث تصور المسرحية مشكلة رئيس تحرير جريدة الزمن “حسن المهيلمي” الذي يحب الكرسي الذي يجلس عليه، ولكي يحافظ عليه نراه يتنفس كذبا ونفاقا ويتلون مع تغير رؤساء مجلس إدارة هذه الجريدة الكبيرة، ولأن في داخله جزءا لا يرضى بتصرفاته هذه وبدأ يؤرقه لهذا قرر أن يخرج كل الصراحة التي لديه، ولكن دون أن يعرض نفسه للمساءلة، ودون أن يفقد كرسي رئيس التحرير الذي يعشقه .
لهذا ذهب للسيرك المصري العالمي مرتديا ماسك مهرج وعمل فيه مهرجا وهناك في السيرك وخلف قناع المهرج أخرج كل الصراحة التي كادت تخنقه، ونقد كل الشخصيات التي يتملقها في واقعه، والتى لا يستطيع بوجهه الحقيقي أن يواجهها بهذه الصراحة وإلا فقد منصبه، وحسن علاقته بهم، ولكنه حين يتخفى خلف قناعه ينقدهم كما يشاء، وبهذا وصل لمرحلة التوازن التي كان يبحث عنها وأرضى الجزء المضيء في نفسه الذي كان يرفض سلوكه المنحرف في حياته بين الكذب والنفاق.
وتعرف زوجته أمره، وتذهب إليه في السيرك وتراه مع لاعبة السيرك “ميرفت” التي كانت تحبه دون أن ترى وجهه، وتراه و”ميرفت” تقبل قفاه فتغضب وتفضحه في الصحف، وفي الوقت نفسه يكون “الغرباوي” رئيس مجلس إدراة جريدة “الزمن” الجديد قد كشفه للناس حين تركه يهاجم الرئيس السابق للجريدة “المحلاوي”مثلما هاجمه هو من قبل، ثم فصله “الغرباوي” من الجريدة.
ويكشف “حسن” أن رئيس السيرك هو نفسه “الغرباوي” رئيس جريدة “الزمن” ويطلب إليه “الغرباوي” أنه لكي يستبقيه في السيرك ويعيده لرئاسة تحرير الجريدة فعليه أن يترك له “ميرفت” لأنه يريدها، ويوافقه “حسن”، وهنا تظهر “ميرفت” التي كانت تتابع ما يجري من حوار بين “حسن والغرباوي” بتخطيط من “الغرباوي” ليكشف لها حقيقة موقف “حسن” منها فتتخلى عنه وتغضب لتخليه عنها.
ويشعر “حسن” أنه فقد كل شيء، ولكن “ميرفت” تأتيه وتقول له إنها ما زالت تحبه مع تصرفه الذي تخلى عنها فيه، فهو مهرج وهي تحبه بهذا الشكل وتقول له إنها مثلت أمام “الغرباوي” غضبها منه لكي لا يطرده من السيرك، ويعلق “حسن” على كل ما حدث بقوله: “ما الدنيا إلا سيرك كبير” وتنتهي المسرحية التى حققت نجاحا كبيرا عند عرضها وطافت العديد من الدول العربية.