كلاب النار تبكي الملايين على رحيل “الشيخ حسان”
كتب : مروان محمد
انتابت أهالي سيناء بالأمس حالة من الغضب المصحوب بالبكاء الشديد وسط تجدد أحزانهم مع عرض حلقة الاحتيار رقم 23 حلقاته على أثر تعرض الشيخ “حسان” للقتل على يد كلاب النار من التكفيريين في سيناء، والذى دفع حياته ثمن لحب وطنه ومساعدة جيش بلاده في التخلص من هؤلاء الإرهابيين القتلة والتصدى لهم بكل قوته، وهو ماجدد أحزان أهالي سيناء من البدو والسكان المدنيين الذين يعرفون سيرة هذا الرجل الشجاع الذي لم يمنعه سنة الطاعن من إثبات وطنيته وحرصه على أهل بلده، فقام بالاتصال بقائد الكتيبة 103 صاعقة المقدم “احمد منسي” ليبلغه بقتلة العقيد الشهيد رامي حسنين.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا مع مشهد تنفيذ حكم الإعدام على “الشيخ حسان” – الذي أدى دور بحرفية كبيرة تنم عن خبرة وحنكة طويلة في التجسيد الدرامي الحب الفنان القدير (رشدي الشامي) – كالعادة وسط أهم التريندات علي موقع تويتر، حيث تفاعل مغردو تويتر مع الحلقة علي طريقتهم الخاصة من خلال نشر مجموعة من الصور لبطل الحكاية الحقيقي، وذلك فور قيام المقدم منسي بالذهاب إلى الوكر الذي يختبئ فيه الإرهابي ويسحبه بحيلة ذكية بانتحاله صفة أحد البدو المعرفين في المنطقة وإغرائه بالمال الذي يعطيه إياه مقابل القيام بإحدى العمليات القذرة التي يقوم بها في العادة، فما كان من التكفريين إلا أن قاموا على الفور بتتبع سير الشيخ حسان والتقاطه في أثناء عودته إلى منزله، وألقوا به في دهاليز سجونهم القبيحة وقاموا بتنفيذ حكم الإعدام فيه رميا بالرصاص وتصويره عن طريق الفيديو.
جدير بالذكر أن الشيخ حسان هو شخصية رمزية تحكي قصة شيخٌ زاهدٌ عابد تجاوز عمره التسعين عاما، وهو سليم الصدر محبًا للوطن وللخير داعيًا إلى الله ورسوله بأن يحفظ البلاد والعباد في سيناء من وطأة هؤلاء من كلاب النار، كما بدا لنا في أثناء ركضه على الأرض مكتوف اليدين، مرتديًا “بزة برتقالية اللون”، ملتف حوله عدد من الإرهابيين ملثمي الوجه بهيئات متبانية، وعلى بعد خطوة منه يقف شيطان يرتدي ثوبه الأسود ووجه ملثم، وكذلك قلبه وعقله حاملًا بندقية آلية، (سيفا في العملية الأصلية) يسلطها على رقبة الشيخ الزاهد غدرًا، عبر ذلك المشهد الذي يعود إلى عام 2016.
ألقابٌ كثيرة كانت من نصيب البطل الحقيقي “الشيخ حسان” للقصة التراجيدية، واسمه الشيخ (سليمان أبو حراز)، الذي كان صامد لم يهتز له جفن تحت تهديد السلاح، ومن تلك الألقاب التي يذكرها أهالي سيناء الذين بكوا عليه بكاء مرا ليلة أمس مع الحلقة 23 من مسلسل “الاختيار” منها “المتصوف السيناوي وشيخ الزاهدين”، وغيرها من الألقاب، كان يستحقها (كما تقول القبائل والعشائر السيناوية)، والتي كانت جميعها تكن له الاحترام، بل تجله وتوقره، لا سيما وأنه رفض دعم الإرهاب والإرهابيين وحارب فكرهم الإجرامي، فرموه بالشرك والكفر حتى قتلوه.
وبالعودة إلى لحظة مقتل الشيخ العاشق لتراب بلاده يذكرنا التاريخ بذلك اليوم في التاسع عشر من شهر نوفمبر 2016، حين خيم الحزن على قبيلة “السواركة”، على أثر إعلان تنظيم تحت مسمى “الرايات السوداء” يتبع لداعش،( ذبح الشيخ سليمان أبو حراز)، في مشهد بكاه جموع المصريين، وبكاه الشهيد الراحل أحمد المنسي، والذي عرف حب الشيخ وتقديره لأرض سيناء، التي يعشقها.
كان اللقاء الأول الذي جمع شيخ الزاهدين بالشهيد “منسي” كما كان مسماه بين التكفيرين”، على أرض سيناء الطاهرة بدماء الشهداء، حينما اقترب عجوز “عرباوي” تخطى التسعين عامًا محني الظهر بملامح سيناوية وخطوات بطيئة، من كتيبة 103 صاعقة، والتي عرفت فيما بعد بكتيبة المنسي، ليطلب مقابلة قائد الكتيبة، ويتقابل مع الشهيد ويتبادلا أطراف الحديث عن حبهما لأرض سيناء، مبلغا عن ابن أخيه الذي أغواه الشيطان وكان اختياره خاطئا فاتبع هواه ليلتحق بالتكفيريين، مشهد عرض في الحلقة 22 من مسلسل “الاختيار”، في إطار توثيق بطولة من بطولات شيخ الزاهدين الذي قتل في الحلقة 23 على يد كلاب النار في سيناء، ومن بعدها يقوم المنسي وزملائه باقتحام وكر التكفريين ونسفه لأخذ ثأر الشخ (أبو حراز) الذي بكته الملايين من أبناء الشعب المصري مع أهالي سيناء في ثنايا الحلقة التي أعادت الذكرى الحزينة.
……………………………………………………………………………………………………………………..نماذج من التغريدات التي أطلقها الجمهور فور الحلقة