تعرف على الفكرة المبتكرة التى صنعها مخرج “يحيا الحب”
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
اليوم سنتوقف في باب سيلفي نجوم زمان” مع صورة جماعية لأبطال فيلم “يحيا الحب” بطولة الموسيقار الكبير “محمد عبدالوهاب، ليلى مراد، زوزو ماضي، محمد عبدالقدوس، أمين وهبه”، وقد عرض الفيلم يوم 24 يناير 1938 ، وقد حقق نجاحا كبيرا في سينما “رويال” بالقاهرة، وسينما “كوزمو” وقد لجأ مخرج الفيلم “محمد كريم” لفكرة رائعة وجديدة ومبتكرة ولم تقدم بعد هذا الفيلم وحتى الآن، وهى غناء “محمد عبدالوهاب” أغنيات الفيلم “لايف” فى أحد أيام الأسبوع في دور العرض التى تعرض الفيلم، على أن يضاف خمس قروش على ثمن التذكرة في اليوم الذي يغني فيه ” عبدالوهاب”، وكان الجمهور يفاجئ عندما يجيئ مثلا عرض أغنية “يا وابور قوللي رايح على فين” تتوقف آلة العرض وتضيئ الأنوار، وتفتح الستار علي “عبدالوهاب” وسط فرقته الموسيقية، ويغني وسط صياح وإعجاب الجمهور، لكن أصحاب دور العرض وجدوا أن هذا الحل رغم مكاسبهم المالية، يقضي على باقي الحفلات فى السينما، لأن الأغنية التى تستغرق مدة عرضها 6 دقائق في الفيلم، كان “عبدالوهاب” يغنيها فى أكثر من ساعة لدرجة أن حفلة الماتينيه التى كانت تنتهي فى التاسعة، كانت تنتهي فى الحادية عشرة، و يبدأ السواريه الساعة 11.30 تقريبا، فتم إلغاء الفكرة بعد عدة ليال.
ولم تكن هذه الفكرة هى الوحيدة المبتكرة، ففي أثناء وجود المخرج “محمد كريم” فى باريس هو وبعض أبطال الفيلم لتصوير بعض المشاهد هناك، خطرت له فكرة نتركه يحدثنا عنها كما جاءت في مذكراته فيقول :
نظرا لأن الفيلم كوميدي غنائي، وأقدم فيه ” عبدالوهاب” بشكل جديد، فكان لابد أن تكون الدعاية مبتكرة ففكرت أن نضع على ورق مقوى سميك مخصوص مشبع برائحة جميلة اسم الفيلم والعاملين فيه، وأغنيات الفيلم، وبمجرد فتح هذا الـ “بمفيليت” تخرج منه رائحة جميلة جدا، وزكية، وتنبعث منه موسيقى “يا دنيا يا غرامي” لمدة ثواني معدودة.
وبالفعل طبعنا من هذا “الكتيب” حوالي 20 ألف نسخة ووزعناه على جمهور “الفوتي لوج”، وكان الإقبال يفوق الوصف، والكل يريد الحصول على هذا “الكتيب” وكان إسم الرائحة التى بها “سأعود” وكنا نقصد بها أن يعود الجمهور مرة ثانية لمشاهدة ” يحيا الحب”.
وكان هذا الفيلم هو أول ظهور لكلا من ” ليلى مراد” و” زوزو ماضي على الشاشة”.