الذكري الـ 50 لرحيل محمود ذوالفقار
كتب : شهريار النجوم
نحتفل خلال الأيام القادمة بالذكرى الـ”50 ” لرحيل المخرج الكبير “محمود ذوالفقار” الذي رحل عن حياتنا يوم 22 مايو 1970، والذى أثرى الساحة الفنية بالعديد من الأفلام التى قام ببطولتها أوقام بإخراجها، وهو أول مخرج يقدم فيلم يتناول القضية الفلسطينية من خلال فيلمه “فتاة من فلسطين” في أعقاب حرب فلسطين عام 1948 والذي قامت ببطولته لأول مرة الوجه الجديد المطربة “سعاد محمد” .
ولد “محمود ذوالفقار” فى مدينة طنطا يوم 18 فبراير عام 1914 وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1935 والتحق بوظيفة مهندس بوزارة الأشغال، وعشق السينما منذ صباه، وأكتشفه المخرج ” حسين فوزي” وراهنت عليه وتزوجته رائدة السينما المصرية “عزيزة أمير” وقدمته أمامها كبطل مطلق في فيلم ” بياعة التفاح” عام 1939 .
ولهذا الاكتشاف قصة حيث كان المخرج “حسين فوزي” فى زيارة لوزارة الأوقاف فلفت نظره شاب وسيم وأنيق ملامحه قريبة من مواصفات نجوم هوليود فى تلك الفترة، فقرر ترشيحه للدور الأول فى فيلم “بياعة التفاح” أمام “عزيزة أمير” وحدثها عنه فطلبت رؤيته وإجراء اختبار له، ونترك “محمود ذوالفقار” يكمل قصة إكتشافه كما ذكرها في مجلة ” أهل الفن” :
حدد لي المخرج “حسين فوزي” يوم للاختبار، وفى هذا اليوم وجدته ينتظرني ومعه السيدة “عزيزة أمير” والأساتذة “محمود حمدي، إدمون نحاس” وقد قابلوني بالترحاب، وبدأ الأستاذ “حسين فوزي” يطلب مني أن أقف، وأن أدور حول نفسي، وأن أتحدث، ثم قالت لي السيدة ” عزيزة” إنها سعيدة بي، وإنها سترسل فى طلبي عندما تبدأ العمل في الفيلم، وبعد فترة استدعوني بالفعل إلى الشركة وقابلني “حسين فوزي” وعلى وجهه تأثر شديد وقال لي: خلاص حياخدوا “سليمان نجيب”.
كدت أفقد فرصة العمر، وسألت ماذا حدث؟ فعلمت أن شركة “بهنا فيلم” الموزعة للفيلم والتى كانت تسهم بمبلغ كبير فى تمويله، أصرت على إسناد البطولة إلى زميلي الفنان “سليمان نجيب” باعتبار أنه من نجوم السينما المعروفين، وأن ظهور وجه جديد قد يؤثر على دخل الفيلم وإقبال الجمهور، لكن تمسكت بي السيدة “عزيزة أمير” ووقعت معي عقدا بمبلغ عشرين جنيها، مما أدى إلى فسخ عقد توزيع فيلم “بياعة التفاح” بينها وبين الأخوة بهنا، فاتفقت مع شركة “فنار فيلم” للسيدة “بهيجة حافظ” على توزيعه، وعرض الفيلم وحقق نجاحا جماهيرا كبيرا، جعل مني نجما سينمائيا وتوالت أفلامي وأبرزها “وادي النجوم، ابن البلد، الورشة، حبابة، الفلوس، إبنتي، هدية، مصنع الزوجات، قمر 14 ، الآنسة بوسة، عصافير الجنة، هارب من الحب، بنت 17 ، الست الناظرة”.
كتب الراحل “محمود ذوالفقار” القصة والسيناريو والحوار للعديد من الأفلام، وعام 1947 قدم أول أفلامه كمخرج من خلال فيلم “هدية”، وتوالت أفلامه كمخرج حتى وصلت لـ 50 فيلما سينمائيا منها “فوق السحاب، الليل لنا، قسمة ونصيب، أخلاق للبيع، خدعني أبي، أمنت بالله، غلطة العمر، بنت الجيران، الأرض الطيبة، رنة الخلخال، رحلة غرامية، أنا وقلبي، شباب اليوم، توبة، نساء محرمات، المرأة المجهولة، العملاق، الرباط المقدس، موعد مع الماضي، لا تذكريني، إمرأة فى دومة، الأيدي الناعمة” وغيرها.
رحم الله النجم الكبير محمود ذوالفقار صاحب الطلة الفنية الهوليودية الساحرة.