بقلم الدكتور: طارق عرابي
ليست من نمط النجمات الحسناوات والفاتنات بجمالهن وقدودهن الممشوقة كما هو شائعٌ عن هوليوود ، لكنها تفتنك بأدائها الساحر وذوبانها “كامل الأركان” في كل شخصية تلعبها في أيٍ من أفلامها ، وهو الأمر الذي ستراه واضحاً في لغة عينيها ، التي تعكس في شخصيتها الحقيقية ذكاءً حاداً ، وتعبيرات وجهها التي تخرج تلقائياً من الشخصية التي تلعبها وليس منها كنجمة .. إنها الممثلة البارعة “فرانسيس ماكدورماند”Frances McDormand التي ترشحت للأوسكار خمس مرات وفازت بها مرتين وأتوقع لها الترشح السادس أوالفوز الثالث بالأوسكار في العام القادم عن واحدٍ من أعمالها الثلاثة التي أنهت للتو واحداً منهم وهو فيلم The French Dispatch مع النجمين “إدوارد نورتون” و “كريستوف وولتز” والنجمة “تيلدا سوينتون”.
أما فيلماها الآخران فهما تحت مرحلة التحضير والإنتاج ، العمل الأول هو فيلم Nomadland مع المخرجة الصينية “كلووِي تشاو” وقصة الفيلم تتناول إمرأة في الستينات من العمر خسرت كل شيء في أزمة الركود الاقتصادي العظيم ، والتي تقرر عمل رحلة عبر الغرب الأمريكي لتعيش في هذا العصر الحديث تجربة حياة الترحال كما البدو. والعمل الآخر هو فيلم Macbeth المأخوذ عن مسرحية الكاتب الإنجليزي الأسطوري ويليام شكسبير “ماكبث” وتقوم فيه “ماكدورماند” بدور “الليدي ماكبث” زوجة اللورد الاسكتلندي الذي أقنعته ثلاث ساحرات بأنه سيصبح ملكاً لاسكتلندا ، وتدعمه الليدي ماكبث في خطته التي تستهدف الاستيلاء على كرسي العرش الاسكتلندي ،، تدخل “ماكدورماند” هذا التجربة السينمائية الجديدة مع النجم الأسمر “دينزل واشنطن” ، وزوجها “جويل كُوين” Joel Coen كاتب ومخرج الفيلم ، والذي ترشح للأوسكار 9 مرات وفاز بها 4 مرات.
الطفلة فرانسيس .. قصة التبني وأثر حسن التربية وجودة التعليم
كلمات شاعرنا العربي اللبناني المبدع “إيليا أبو ماضي” التي تغنى بها مطربنا العربي المصري الرائع “عبد الحليم حافظ” وهي كلمات قصيدة “لستُ أدري” في فيلم الخطايا والتي يقول في مطلعها : “جئتُ لا أعلمُ من أينَ .. ولكني أتيتُ .. ولقد أبصرتُ للدنيا طريقاً فمشيتُ” ،، هذه الكلمات لو سمعتها “فرانسيس” بصوت العندليب “الشجني الشجي” وعرفت ترجمتها لأحبتها وبكت معها لأنها تصف حياتها التي لا تعلم فيها من أين أتت.
وُلدت “فرانسيس ماكدورماند” في عام 1957 بولاية إلينوي الأمريكية ، ولظروف غير معلنة تبنتها الممرضة “نورين” وزوجها “فيرنون ماكدورماند” وهما من أصل كندي ويعيشان في “بيتسبرج” المدينة الصناعية الواقعة جنوب غرب ولاية بنسلفانيا الأمريكية ، وهما اللذان أحسنا تربيتها ولم يبخلا عليها في مسيرتها التعليمية حتى حصلت على درجة البكالوريوس في المسرح من “كلية بيثاني” Bethany College بولاية أوكلاهوما في عام 1979 ، ثم درجة الماجستير في الفنون الجميلة MFA عام 1982 من جامعة ييل العريقة Yale University.
بدأت “ماكدورماند” مسيرتها المهنية بعد التخرج بالتمثيل للمسرح ، وهي تحافظ على ارتباطها بالمسرح إلى يومنا هذا بعد شهرتها الكبيرة في عالم السينما.
بعد حالة التبني الأولى الناجحة من الممرضة “نورين” وزوجها السيد “ماكدورماند” تأتي لفرانسيس في بداية مشوارها الفني فرصة التبني الثانية ، وهو تبني مهني من الكاتب والمخرج والمنتج “جويل كُوِين” Joel Coen وسرعان ما تحول هذا التبني الفني إلى زواج ، وكأن مفتاح نجاح وسعادة “فرانسيس” يكمن في التبني والاحتواء المبكر في كل مرحلة من حياتها ،، ففي عام 1984 يقدمها “جويل” بطلة في أول عمل سينمائي لها وهو فيلم Blood Simple الذي كتبه وأخرجه “جويل” بمشاركة شقيقه “إيثان” Ethan Coen ، ولعبت فرانسيس في هذا الفيلم دور “آبي” زوجة صاحب بار ورجل أعمال يدعى “جوليان مارتي” (الممثل دان هداية ذو الأصول السورية) الذي تخونه مع شاب يعمل لديه في البار يدعى “راي” (الممثل جون جيتز) فيلجأ زوجها “مارتي” لاستخدام مخبر خاص يدعى “لورين” (الممثل إيميت وولش) لمراقبة زوجته “آبي” ثم يخطط لقتل زوجته وعشيقها “راي” ويطلب من المخبر “لورين” إتمام هذه المهمة وإخفاء جثتيهما ، ولكن الأحداث تأخذ منحاً آخر.
فرانسيس بعد الفشل : “ثقة في الله أوسكار” !
بعد نجاح فيلمها الأول Blood Simple فنياً وتجارياً ، شاركت “فرانسيس” في 7 أعمال تلفزيونية حتى عام 1987 ولم تقدم للسينما أثناء ذلك سوى عملين سينمائيين ، الأول كان فيلم Crimewave عام 1985، وكان فيلماً فاشلاً من الناحية الفنية وكذلك فيما يتعلق بإيرادات شباك التذاكر حيث تكلف الفيلم إنتاجياً 3 مليون دولار وجمع خلال فترة عرضه بالسينمات فقط 5 آلاف دولار ، بينما الفيلم الثاني كان قبل نهاية عام 1987 وكان من تأليف وإخراج زوجها وشقيقه (جويل وإيثان كُوِين) بعنوان Raising Arizona وقد حقق الفيلم نجاحاً تجارياً مقبولاً من حيث عائدات شباك التذاكر، وقام ببطولته كلٌ من النجمة “هولي هانتر” ومعها النجم الشاب الصاعد آنذاك “نيكولاس كيدج” ، وهو الذي اكتسب شهرته الكبيرة قبل فرانسيس وتحديداً في عام 1983 عندما قام ببطولة فيلم Valley Girl الذي تكلف حينها 350 ألف دولار فقط وجمع من شباك التذاكر أكثر من 17 مليون دولار. وبعيداً عن التقييم الفني لفيلم Raising Arizona ، فإن دور “فرانسيس” في كل الأحوال لم يكن دوراً رئيسياً بهذا الفيلم بل جاء دورها ثانوياً للغاية ،
وهذه الفترة يمكننا وصفها بأنها الكبوة السينمائية الأولى لفرانسيس ، فقد أخفقت سينمائياً من بعد فيلمها الأول الناجح في 1984 وحتى نهاية عام 1987 ، لكنها أبداً لن تتوقف عن حلمها الكبير ولن تقبل أن تخذل الأم والأب (الممرضة وزوجها) اللذان أصبح لهما الحق بأن يفخرا بما قدما من حسن رعاية واهتمام لابنتيهما ، وكذلك لن تخذل زوجها الذي آمن بها وتبنى موهبتها وقدمها بطلة من أول مرة ، وقد أصبحت التحديات أمام “فرانسيس” كبيرة للغاية بعد هذا الفشل الغير متوقع ، لكنها في شهورٍ قليلة لاحقة أثبتت أنها قادرة على النجاح مرةً أخرى بعد الفشل ، وكأنها اقتبست العبارة الشهيرة للنجم المصري الحالي محمد رمضان “ثقة في الله نجاح” وحولتها إلى “ثقة في الله أوسكار”.
– في عام 1988 يقدمها المخرج الكبير “آلان باركر” في فيلم Mississippi Burning في دور السيدة “بيل” زوجة نائب رئيس الشرطة “ستاكي” بمقاطعة “جيسوب” على نهر الميسيسيبي ، وهو المكان الذي اختفى فيه ثلاثة من العاملين في مجال الحقوق المدنية أثناء عملهم على تنظيم سجل الناخبين الأمريكيين من أصول أفريقية ولا أحد يعرف مصيرهم ، ويرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي إثنين من عملائه المميزين “أندرسون” (النجم جين هاكمان) و “آلان وورد” (النجم ويليم دافو) ، وترفض السلطات المحلية بما فيهم رئيس الشرطة ونائبه “ستاكي” التعاون مع عميلي المباحث الفيدرالية ،، لكن زوجة نائب رئيس الشرطة السيدة “بيل” (فرانسيس ماكدورماند) تتعاون سراً مع العميل “أندرسون” وتخبره بمقتل الثلاثة موظفين الذين اختفوا ،، وعندما يعلم زوجها “ستاكي” بتعاونها السري مع عملاء الـ FBI يضربها بوحشية. الفيلم مأخوذ من قصة حقيقية حصلت في هذه المقاطعة عام 1964 ، وقد ترشحت فرانسيس عن دورها بهذا الفيلم لجائزة الأوسكار ولأول مرة كأفضل ممثلة في دور مساعد. وترشح الفيلم إجمالاً لسبع جوائز أوسكار وكان من بين الترشيحات النجم “جين هاكمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي والمخرج “آلان باركر” كأفضل إخراج ، وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار كأفضل تصوير سينمائي.
– في عام 1989 تشارك فرانسيس في فيلم Chattahoochee (تشاتاهوتشي) المأخوذ عن قصة حقيقية ، وتلعب فرانسيس شخصية “ماي فوليي” زوجة البطل “إيميت فوليي” (الممثل جاري جولدمان) العائد من حرب كوريا عام 1955 والذي تضيق به الدنيا بعد خروجه من الخدمة ولا يجد وظيفة مربحة فيحاول عمل خطة من خلال زوجته “ماي” على أن يجعلها تتصرف تصرفات مجنونة في العلن بالقادر الكافي للفت انتباه الشرطة والذي قد يجعلهم يطلقون النار عليها ، على أنه في كل الحالات سيتم صرف أموال التأمين العلاجي لزوجته المريضة أو أموال التأمين للمستفيد “زوجها” بعد موتها ، ولكن يتم القبض عليه ويوضع في “سجن تشاتاهوتي” بولاية فلوريدا الأمريكية والمخصص لسجناء الأمراض العقلية ، وهناك يضطر إلى القتال الدائم مع السجين ” ووكر بنسون” (الممثل دينيس هوبر) من أجل تحسين مكانته وهيبته بين المساجين وبالتالي حصوله على كل ما يجعل حياته أفضل داخل السجن.
– في عام 1990 تشارك “فرانسيس” في ثلاث أعمال سينمائية ،، في العمل الأول تلعب شخصية ” إنغريد جيسنر” في فيلم Hidden Agenda المحامية الأمريكية لحقوق الإنسان والتي تعمل بمشاركة زميلها الناشط الحقوقي “بول سوليفان” (الممثل براد دوريف) على كشف الفظائع التي ارتكبتها الحكومة البريطانية ضد الأيرلنديين الشماليين خلال فترة الاضطرابات ، ويتم اغتيال زميلها الناشط الحقوقي “سوليفان” وهو في الشارع ، ويتعاون المحقق البريطاني “بيتر كريجان” (الممثل القدير برايان كوكس) مع “إنجريد جيسنر” ويعمل ضد إرادة حكومته للكشف عن الانتهاكات البريطانية لحقوق الإنسان مع مواطني أيرلندا الشمالية ، وهو الأمر الذي سيشمل أحد زملاء بيتر كريجان كواحدٍ من بين المتورطين بالمشاركة في تلك الجرائم.
أما العمل الثاني لفرانسيس بنفس العام هو فيلم الخيال العلمي المرعب Darkman وتلعب فيه دور “جولي هاستينجز” المحامية وحبيبة العالم العبقري “بيتون ويستليك” (النجم ليام نيسون) الذي ينجو من الموت بعد أن قامت عصابة إجرامية واسعة النفوذ بحرقه حياً ،، وبعد أن صار مشوهاً في الشكل وفي الحالة النفسية ، يطور “ويستليك” قدرات فائقة وخارقة في نفسه ، والتي تظهر لها أيضًا آثار جانبية غير مقصودة تجعله غير مستقر عقليًا ، ويقرر “ويستليك” ملاحقة العصابة المسئولة عن تشويهه واصطيادهم واحداً تلو الأخر.
أما العمل الثالث بنفس العام تشارك بدور بسيط في فيلم Miller’s Crossing مع زوجها وشقيقه (جويل وإيثان كُوِين) اللذان كتبا وأخرجا سوياً هذا الفيلم ، بمشاركة كل من الممثل “جابرييل بيرن” والممثل القدير “ألبرت فيني” والممثلة الصاعدة آنذاك ” مارسيا جاي هاردن”.
وبعد عام 1990 وحتى عام 1995 تمر فرانسيس بكبوتها السينمائية الثانية ، فإلى جانب مسلسلين وفيلمين للتلفزيون لم تكن مشاركتها السينمائية في 7 أفلام خلال هذه الفترة سوى صورة لممثلة ترشحت للأوسكار مرة وهي على وشك أن تختفي ، وأعمالها السينمائية السبع خلال هذه الفترة هي على التوالي : – فيلم Barton Fink في 1991 ، وهو العمل الوحيد خلال هذه الفترة الذي كتبه وأخرجه زوجها وشقيقه (جويل وإيثان كُوِين) ولم تشارك فيه فرانسيس سوى بصوتها فقط في دور ممثلة مسرح وهو الفيلم الذي ترشح لثلاث جوائز أوسكار ، – فيلم The Butcher’s Wife في عام 1991 ولعبت فيه فرانسيس دوراً هامشياً ، – فيلم Passed Away في عام 1992 وهو فيلم كوميدي لجنازة الأب البطريركي التي تجتمع فيها مجموعة من أقاربه غريبي الأطوار ، – فيلم Short Cuts في عام 1993 ، – فيلم Bleeding Hearts في عام 1994 وتظهر فيه فرانسيس في دور هامشي كمذيعة تلفزيونية ، – فيلم Beyond Rangoon في عام 1995 ، – والفيلم الأخير الذي اختتمت به هذه المرحلة الغير ناجحة هو فيلم Palookaville في عام 1995.
فرانسيس تعود بقوة للأوسكار
– في عام 1996 تعود “فرانسيس” بقوة في فيلم Fargo من تأليف وإخراج زوجها وشقيقه (جويل وإيثان كُوِين) وهو فيلم مأخوذ عن أحداث جريمة حقيقية حدثت في ولاية مينيسوتا الأمريكية عام 1987 ، وتحكي عن شخص يُدعى “جيري” (الممثل ويليام إتش ماسي) بائع السيارات الذي يتورط في ديون مالية كبيرة ويعجز عن الوفاء بسدادها فيقرر استئجار شخصين من البلطجية هما “كارل” (الممثل ستيف بوسكيمي) و “جايير” (الممثل بيتر ستورمير) ويتفق معهما على اختطاف زوجته “جين ” وطلب فدية من والدها (حماه) الثري “ويد جوستيفسون” ، على أن يدفع “جيري” جزءً صغيراً من هذه الفدية للخاطفين ويحتفظ بالبقية ليستطيع سداد ديونه وتظبيط أمور حياته المالية ، وينقلب مخطط الاختطاف إلى كارثة عندما يقتل الخاطفان ثلاثة أشخاص بينهم ضابط أثناء مرحلة خطفهم لزوجة جيري “جين” ، ثم يقتلان “ويد” (والد جين) أثناء إتمام صفقة الفدية بمليون دولار ، ويقتلان حتى “جين” ثم يقتل “جايير” زميله في الصفقة “كارل” ،، وتكشف بذكائها خيط الجريمة رئيسة شرطة المدينة والزوجة الحامل ” مارج جاندرسون” (نجمتنا فرانسيس ماكدورماند) وفي النهاية تنكشف كل تفاصيل عملية الخطف والقتل ويتم القبض على “جايير” الخاطف والقاتل ، وعلى “جيري” زوج “جين” المدبر والمخطط لعملية خطف زوجته والمتسبب في كل جرائم القتل التي تمت منذ بداية تنفيذ مخططه.
ترشح فيلم Fargo لسبع جوائز أوسكار فاز منها بجائزتين ، أولهما كانت وللمرة الأولى من نصيب “فرانسيس ماكدورماند” كأفضل ممثلة في دور رئيسي وهذا هو الترشح الثاني لها لجائزة الأوسكار ، والثانية من نصيب الأخوين (جويل وإيثان كُوِين) كأفضل سيناريو. كما ترشحت “فرانسيس” عن دورها في هذا الفيلم لجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة عن نفس العام.
واكتسبت “فرانسيس ماكدورماند” الخبرة والدروس الكافية لتتخذ طريق النجاح والتميز في مسيرتها السينمائية فقدمت بعد ذلك عدداً من الأدوار الجيدة بأفلام جيدة ، ولكن نجمها تلألأ عالياً في الثلاث أعمال التالية والتي ترشحت عنهم لثلاث جوائز أوسكار فازت منهم بواحدة ليكون الترشيح الخامس والفوز الثاني لها بجائزة الأوسكار
– في عام 2000 تلعب “فرانسيس” دور “إلين ميللر” في فيلم Almost Famous من تأليف وإخراج الكاتب والمنتج والمخرج “كاميرون كرو” وبمشاركة كل من الممثلة “كيت هودسون” والممثل الراحل “فيليب سيمور هوفمان” والممثلين “جيسون لي” و ” بيلي كروداب” والممثل الصبي آنذاك “باتريك فيوجيت” ،، وفرانسيس تجسد شخصية الأم “إلين ميللر” التي تحاول السيطرة على ولدها “ويليام” (الممثل الصبي باتريك فيوجيت “في عمر الـ 15 سنة”) وابنتها “أنيتا” (الممثلة الشابة آنذاك زوي ديشينيل) ، ولكن ابنتها تهجرها وتترك البيت لتعمل مضيفة وتعيش مع حبيبها ، وابنها “ويليام” حبه للموسيقى وإبداعه في الكتابة عنها وعن الفرق الموسيقية آنذاك، يجلب له مهمة من مجلة “رولينج ستون” لمقابلة الفرقة الصاعدة القادمة ويشرع في عمل رحلة افتتاحية مع جولة الفرقة وعمره 15 عام ، وهنا يبدأ صراع الأم “إيلين ميللر” مع هذه الفرقة التي تعتبرها قد خطفت إبنها منها. ترشح هذا الفيلم لأربع جوائز أوسكار كان من بينها ترشح فرانسيس ماكدورماند وللمرة الثالثة لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وكذلك ترشحت عن هذا الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد ، بينما فازت الممثلة “كيت هودسون” بالجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد وترشحت كذلك لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور مساعد ، بينما فاز “كاميرون كرو” عن هذا الفيلم كسيناريست بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو وترشح لجائزة جولدن جلوب لأفضل سيناريو.
– في عام 2005 تلتقي “فرانسيس” مع نجمة الأوسكار الحديثة آنذاك “تشارلز ثيرون” في فيلم North Country المأخوذ من أحداث واقعية حدثت في عام 1989 بشمال ولاية مينيسوتا الأمريكية ، حول الإهانة والتحرش الجنسي من مالك منجم معادن وبعض رجاله في إدارة المنجم ضد النساء العاملات بالمنجم ومن بينهن “جلوري” (فرانسيس ماكدورماند) و “جوسي” (تشارلز ثيرون) – قصة ظلم وافتراء وكذب وتشويه سمعة امرأة ومحاولة تحطيمها أمام والدها وأبنائها لأنها قررت أن تقف ضد كل هذه القوة الظالمة ، الأمور تتغير والنساء الخائفات تشجعن مع “جوسي” حتى “جلوري” التي أصبحت مريضة ومقعدة على كرسي متحرك تأتي إلى المحكمة لمساندة زميلتها ليكتمل العدد الذي يقبل به القاضي القضية ضد مالك المنجم المتحرش ،، وفي النهاية يظهر الحق ليدحض الباطل وأصحابه بقوة اتحاد النسوة العاملات بالمنجم وتضامنهم مع “جوسي”. شارك في هذا الفيلم نخبة من من الممثلين العظماء مثل النجم “شين بين” والنجم “وودي هاريلسون” والنجم “جيريمي رينر” والممثل القدير “ريتشارد جينكينز” والممثلة القديرة “سيسي سباسيك” ، وعن هذا الفيلم الرائع ترشحت “تشارلز ثيرون” كأفضل ممثلة في دور رئيسي و “فرانسيس ماكدورماند” كأفضل ممثلة في دور مساعد وذلك في أكبر ثلاث جوائز سينمائية بالترتيب: الأوسكار – جولدن جلوب – والجائزة البريطانية BAFTA
– في عام 2017 تتألق “فرانسيس” مع الممثلين الرائعين “سام روكويل” و “وودي هاريلسون” ومع المؤلف والمخرج ” مارتن ماكدونا” في فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri ، ويتناول الفيلم قصة الأم المطلقة “ميلدريد هيز” (فرانسيس ماكدورماند) التي فقدت إبنتها في حادث اغتصاب وحشي وقتل بدمٍ بارد ، وقد مر على هذا الحادث سبعة أشهر دون القبض على الجاني ،، ولا تنطفيء نار قلب الأم على ابنتها وتتعجب من عجز رجال الشرطة وتقصيرهم في هذه القضية وتقرر الدخول في حملة جريئة ضد الشرطة في بلدتها Ebbing بولاية ميزوري الأمريكية ، وتستأجر “ميلدريد” ثلاث لوحات إعلانية مهجورة على الطريق خارج بلدتها وتضع ثلاث إعلانات عليها على النحو التالي: – (أُغْتُصِبَت وهي تموت) – (لم يُقْبَض على الجاني) – (كيف ذلك يا رئيس الشرطة “ويلوبي”؟) ،، ويعاندها في ذلك ولا يهتم نائب رئيس الشرطة “ديكسون” (الممثل سام روكويل) بينما رئيس الشرطة “ويلوبي” (الممثل وودي هاريلسون) مريض ،، ولكن “ميلدريد” لن تتوقف عن حملتها الشرسة من أجل تحقيق العدالة والاقتصاص من مغتصب وقاتل إبنتها.
وتفوز “فرانسيس” عن دورها هذا كأفضل ممثلة في دور رئيسي بأكبر ثلاث جوائز سينمائية في عام 2018 الأوسكار و جولدن جلوب والجائزة البريطانية BAFTA ، ويفوز عن نفس الفيلم الممثل “سام روكويل” بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور مساعد وكذلك يفوز بالجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل مساعد ، ويترشح الممثل “وودي هاريلسون” عن نفس الفيلم كأفضل ممثل في دور مساعد لجائزة الأوسكار وكذلك الجائزة البريطانيةBAFTA ، ويترشح “مارتن ماكدونا” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل سيناريو ، ويفوز بجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل سيناريو ، ويترشح كذلك لجولدن جلوب كأفضل مخرج.
فرانسيس ماكدورماند تعيش حالة زواج مستقر مع “جويل كُوِين” منذ عام 1984 وإلى الآن ، وقد فعلت ما حدث لها ، حيث قامت هي وزوجها بتبني ولد إسمه “بيدرو” من دولة “أوروجواي” ومولود في عام 1994 .