رحيل إبراهيم نصر .. صاحب الابتسامة المهذبة
كتب : شهريار النجوم
شاءت الأقدار أن يرحل في أيام الشهر الذي تألق فيه وأمتعنا عبر أعماله الفنية التي تأرجحت بين الكوميدي والتراجيدي، فقد غادرنا صباح اليوم الفنان متعدد المواهب “إبراهيم نصر” عن عمر 74 عاما، وشيعت جنازته من كنيسة الأزبكية، وبرحيل هذا النجم، تفقد الساحة الفنية واحدا من نجوم الكوميديا المحترمين، يذوب الجسد الواهن وتبقى الروح المشعة بالفن، وروح “إبراهيم نصر” كانت فنه، وقد قدم للفن الكثير من الأعمال التى لا تنسى، كان آخرها “الدب” في مسلسل “فوق السحاب” في رمضان 2018، ودور “الخال عزمي” في فيلم ” أكس لارج” إخراج شريف عرفه، بطولة النجم “أحمد حلمي” وقد حصل عن دوره فيه على جائزتين دفعة واحدة، وفى الأسبوع نفسه، حيث فاز أولا بجائزة أفضل ممثل دور ثان فى مهرجان أوسكار السينما المصرية، ثم جائزة الأداء المتميز فى مهرجان جمعية الفيلم.
ولقد نعته الدكتورة ” إيناس عبدالدايم” وزيرة الثقافة وقالت: إن الراحل أحد صناع البهجة في عالم الكوميديا، ويعد أسلوبه في التمثيل مدرسة مستقلة ومميزة.
ولقد أسعدني الحظ وأجريت أكثر من حوار معه، وتعرفت عليه عن قرب، ووجدته إنسانا بسيطا، يمتلك في حياته العادية روح الدعابة والمرح، ولديه حس كوميدي فطري، وأذكر أنه قال لي: أنه يكره الكوميديا الغليظة أو التى تعتمد على الأستظراف أو “الهبل”، ويفضل عنه كوميديا الموقف، الطبيعية التى تنتج نتيجة سوء فهم أو تصرف، لأنها تحدث لكثير من الجمهور العادي، كأن تجد رجل شيك جدا يرتدي بدلة فخمة، وفجأة يقع!، أو شخص يسير بجانبه يأكل “آيس كريم” أو يحمل صينية أكل، فيوقع على البدلة شيئ مما يحمله.
ويواصل الراحل كلامه قائلا: أذكر أثناء عملي في برنامج “الكاميرا الخفية” أجريت إحدى المقالب مع رجل وزوجته، لكن بعد دقائق من دوران الكاميرا، وبدأ “المقلب” لكن عندما علمت بأن الزوجة حامل أوقفت التصوير، وأعتذرت للزوجة، رغم أن المقلب كان بسيطا ولن يؤذي الزوجة، لكن ضميري لم يسمح لي بتكملة ” المقلب”.
ولد الراحل “إبراهيم نصر” في حي شبرا بمدينة القاهرة عام 1946، وحاز على درجة الليسانس من كلية الآداب في عام 1972، وحصل على عدد من الجوائز والميداليات نتيجة مشاركاته في فريق التمثيل بالجامعة.
وبدأ حياته بتقليد النجوم، وعمل بعدها خلال مشواره في عدد كبير من الأدوار المساعدة بين المسرح والسينما والتليفزيون، لكن شهرته الكبرى كانت من خلال برنامج “الكاميرا الخفية” الذي اعتاد تقديمه في شهر رمضان لعدة سنوات محققا نجاحا مدويا.
شارك في العديد من الأفلام مثل “الستات ، شمس الزناتى، زكية زكريا في البرلمان، مستر كاراتيه، وإكس لارج”، وفى المسرح شارك في العديد من المسرحيات أهمها “أهلا يا دكتور، نوار الخير، زكية زكريا والعصابة المفترية، وفى مجال الدراما التليفزيونية كان مسلسل “على باب زويلة” نقطة تحول في مشواره الفني، حيث قدمه بقوة للجماهير وللمخرجين، وتوالت أدواره في مسلسلات “مارد الجبل، رحلة هادئة، مليون في العسل، رحلة في نفوس البشر، الكابتن جوده، رأفت الهجان، الزمن المر، فوق السحاب”.. رحم الله إبراهيم نصر الذي رسم ابتسامة مهذبة على وجوه المصريين لأكثر من خمسين عاما في مجال التمثيل والغناء.