“دياب” يغسل آثام جرائمه في “فرصة تانية” بوحش سيناء
كتبت : كرز محمد
يبدو أن الفنان “دياب” كان حريصا كل الحرص ألا يخرج من رمضان 2020 بانطباع سلبي جراء معاملته الفظة لزوجته “هبة مجدى” التي تتسم بوجه ملائكي، فضلا عن تجارته للمخدرات في مسلسل “فرصة تانية” فذهب إلى مسلسل “الاختيار” كى يغسل روحه من الآثام والجرائم التي التي ارتكبها في حق زوجته وعائلتها، ورغم براعة أدائه في المسلسل، بل أنه كان الحسنة الوحيدة على مستوى التجسيد الدرامي فائق الجودة، إلا نجمه علا أكثر وتلألأ في سماء مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركته القوية في الحلقة 18 من “الاختيار” والتي عنونت بـ “وحش سيناء” والذي يقصد به الشيخ “سالم لافي” أحد كبار مشايخ سيناء الذي جسد دوره محمد دياب.
كان “دياب” قد شارك كضيف شرف في الحلقة 18 من مسلسل “الاختيار” حيث لعب دور “الشيخ سالم” شيخ شباب قبائل سيناء، والذي حرص علي تعزية الضابط “أحمد صابر منسي” في وفاة والده أثناء مروره على الطريق في أثناء عودتها من إجازة اعتيادية إلى الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، ودار بينهما حديث حول معرفة “الشيخ سالم” بشجاعة منسي والأعمال البطولة التي قام بها منذ وطأت قدماه أرض سيناء، وأثنى المنسي على الدور الذي يلعبه أهل سيناء في مساعدة الأمن للقضاء على الإرهاب، ودار حديث بينهما على فكرة معاونة سالم مع الأمن فيما بعد لو اقتنع بكلامه، وأكد منسي أن الزمن مختلف عما فعله أجداده في السابق مع الجيش المصرى، وكشف له الشيخ سالم عن أنه يعرف الدور الذي لعبه في رعاية أسرة التكفيري الذي قام بعملية إرهابية استشهد فيها أحد جنود الجيش المصري، وأنه يقدم لوالدته معونة غذائية رغم أنه تسبب في قتل أحد الجنود بحزام ناسف.
وعلى جانب آخر من هذا السياق، كتب أمير كرارة عبر حسابه بموقع “انستجرام”، معلقا على مشاركة دياب له في الحلقة: “أكتر واحد بحب اشتغل معاه وأقعد معاه واتكلم معاه وأكتر حد بحب كواليس الشغل معاه.. أنت نجم محترف وبتدخل أي عمل بتضيف ليه وزن وأهمية .. بحبك يا صحبي، ربنا يكرمك ويزيدك من حب الناس اللي مبيختلفش عليه اتنين أخويا وحبيبي محمد دياب (وحش سيناء)،
مسلسل “الاختيار” بطولة أمير كرارة وأحمد العوضى ودينا فؤاد وسارة عادل وضياء عبد الخالق وعدد كبير من الفنانين ضيوف الشرف، وهم: محمد إمام، آسر ياسين، ومحمد رجب، وإياد نصار، وكريم محمود عبد العزيز، وماجد المصرى، وصلاح عبد الله، وكريم عبد الخالق، ومحمد عز، ومها نصار وآخرين وهو تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج شركة سينرجى.
ويتناول مسلسل “الاختيار” حياة أحمد صابر المنسى – قائد الكتيبة 103 صاعقة – الذى استشهد فى كمين “مربع البرث”، بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، على أن يُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية فى حياة البطل الراحل.
جدير بالذكر بأن “سالم لافي” الذي جسد دوره “محمد دياب” كان شابا مطاردا من قبل الجهات الأمنية إلي أن تم القبض عليه، وكان مشاغبا خطيرا تطارده أجهزة الأمن وهارب من أحكام بالسجن، وكان يطلق عليه “أسد سيناء” من جانب أبناء قبيلته الترابين، وهي من أكبر القبائل في سيناء المصرية إلي أن قامت الجهات الأمنية بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة وفي فبراير ٢٠١٠م، وأثناء ترحيله بعد علي طريق الإسماعيلية العريش فوجئت قوات الأمن بخروج ثلاث سيارات دفع رباعي من الصحراء متجهه نحو سيارات الترحيلات، وكان بداخلها “8” سجناء يتم ترحيلهم من مديرية أمن الإسماعيلية إلى مديرية أمن شمال سيناء تمهيدًا لمثولهم أمام النيابة.
وفجأة تعالت أصوات الطلقات النارية وتبادل المهاجمون وقوة شرطة التأمين النيران بكثافة وأسرع أحد المهاجمين بإطلاق النار على قفل السيارة لإطلاق سراح من بداخلها، وهكذا خرج “لافي” مصطحبًا معه السجين حسن عبدالفتاح لاشتراكهما معًا في قيد واحد لتسرع بهما إحدى السيارات إلى قلب الصحراء، ومنذ ذلك اليوم أصبح لافي من أشهر المطلوبين أمنيًا بسيناء، إلا أن شعبيته بين شباب القبائل تضاعفت وباتت قصص بطولاته ونجاحه في الهروب يرويها الجميع، وتحوّل إلى رمز لـ “الترابين” لشعورهم بتعرضه للظلم ودفعه ثمن الدفاع عن حقوقهم.
وفي ظهيرة العاشر من مايو 2017 بمكان ما في جنوب رفح المصرية، ينصب عدد من شباب قبيلة الترابين المسلّحين بقيادة “لافي” كمينًا لاصطياد عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، في إطار جهود القبائل في محاربة الإرهاب بالتعاون مع أجهزة الأمن المصرية، وبمجرد أن اقتربت سيارة مصفّحة من الكمين من النوع الذي تستخدمه الشرطة استقبلها أفراد المقاومة الشعبية بحفاوة معتقدين أنها سيارة شرطة، لكن فجأة يطلق مستقلّوها وابلا من النيران ليكتشف رجال “لافي” أن ركاب السيارة إرهابيون من الدواعش، وعندئذً يسقط عشرة شهداء من الترابين، بينما تنفجر سيارة لافي ليلقى الزعيم الشعبي مصرعه.
وأخيرا رحل “لافي” تاركاً قبيلته وعوائل سيناء تنتفض وترفض قبول العزاء فيه قبل الثأر له، بعد أن نعاه شعراء البدو وكبار رجال الدولة في مصر، ومنذ إعلان وفته قام شباب القبيلة بتشكيل “كتائب الشهيد سالم لافي” لتطهير سيناء من الدواعش، وها هم يطلقون دوريات التمشيط بحثًا عن القتلة حتى الوقت الراهن ولن يهدأ لهم جفن إلا بالحصول على ثأره حتى يرتاح في قبره على قولهم وتلك أمانة في رقبتهم.