أين العدل.. وأين حقوق الملكية الفكرية؟
بقلم : سامي فريد
في قضية التأليف الموسيقي هناك أكثر من سؤال!
سؤال بلا إجابة حتى الآن طرحه محبو الموسيقى البحتة وعشاقها إذ لم تعد تصافح أذهانهم بحتة من تأليف أساتذة أمثال (يوسف جريس أو أبوبكر خيرت وحسن رشيد وأحمد فؤاد حسن أو عطية شرارة؟)..
ولنعد قليلا إلى الوراء.. فقد بدا التأليف الموسيقي في مصر بفنان مثل يوسف جريس عام 1933 ثم انطلق من بعده مع حسن رشيد وأبوبكر خيرت.. وأخيرا عمر خيرت، ثم توقف أو كاد وأن يتوقف فلم نعد نسمع له حساص ولا خبر إلا ربما بعض توزيعات تنجح أو تفشل لبعض الألحان المشهورة.. وهي بالتأكيد ليست تأليفا موسيقياً..
وقد نتقدم قليلاً لننظر وبشكل شامل إلى حال موسيقانا الآن وما يصاحبها بالطبع من الأغاني لأضرب مثلا بما كنت شاهدا عليه بنفسي إذ كنت بصحبة أحد كبار مطربينا الآن فطلب أن نمر على ستوديو الفنان (………..) ليسجل أغنية من أغاني فيلمه الذي كان يقوم بتمثيله وقتها.. كانت موسيقى الأغنية مسجلة بالكامل على أجهزة الاستوديو. وسأل الموسيقار ميشيل المصري المطرب صاحب الأغنية وهو يعاتبه على تأخير التسجيل. سأل إن كان جاهزا فأجاب المطرب بالإيجاب ودخل استوديو التسجيل ليسمع الموسيقى على السماعات حتى أشار له ميشيل المصري بالغناء فعنى مع الموسيقى التي سجلتها الفرقة من دونه وقضى الأمر..
وسألت نفسي أين هذا الذي أشاهده الآن من عشرات البروفات التي كان يجريها مطرب مثل العندليب الأمر في بيته مع الفرقة الماسية والتي بلغت 32 بروفة مثلا في أغنية مثل “حاول تفتكرني” أو 26 بروفة في أغنية “رسالة من تحت الماء” مع أوركسترا من 70 عازفاً، ويصر عبدالحليم حافظ على الإعادة مرة ومرات لآن أحد عازفي الكمان – كما يقول المهندس نصري عبدالنور- قد تأخر جزء على عشرة من الثانية من زملائه ويشير إليه ويقول أنه “فلان” في الصف الخامس إلى اليمين!! وهذا قد ينتهي اليوم ببروفة وحيدة بكوبليه وحيد حتى نتهي الأغنية بالشكل الذي يرضاه بعد 20 أو 30 بروفة!!
وكلها بالطبع بدفع أجور عازفيها عبدالحليم حافظ مع وجبات الغداء والعشاء وهكذا.
هذا بالطبع لا يحدث الآن ومستحيل أن يحدث وهذا هو سبب تدهور الموسيقى والأغنية..
كلامنا هنا بالطبع عن الأغنية، لكن كلامنا سيكون أشد ألما عن الموسيقى البحتة لو أردنا الإجادة فيها.. فسيكتبها صاحبها أو مؤلفها ليقدمها مجاناً بعد أن يكون قد دفع أجور الموسيقيين لعدد من البروفات ترضيه عن عمل..
وسيتقاضى العازفون والكورال – إن كان هناك فريق للكورال – أو بعض الراقصيين لو كانت الموسيقى لأوبريت على المسرح .. سيدفع كل هذا المؤلف الموسيقى مع تكاليف تدوين العمل لكل الآلات وهكذا..
وهنا سؤال أو رجاء نقدمه لجمعية المؤلفين والملحنين أن تجد حلا ينهي هذه المشكلة وهي الوحيدة ربما التي بيدها النهوض بالموسيقى أو تركها في هذا المنزلق الهابط!!
وزاوية أخرى نراها مهمة أيضا ولا تقل أهمية عن كل ما سبق وهي أن كنوز المؤلفين المصريين ممن ذكرنا أسماءهم تحفظها تسجيلات الإذاعة منذ عام 1951 بالطريق التقليدية القديمة، وهي بالقطع تحتاج الآن إلى حفظها بشكل تكنولوجي مختلف يحفظها من التلف والضياع..
وقد سمعنا عن شرائط عليها بعض الأغاني المصريين كبار أو لمباريات كرة قدم بالغة الأهمية لبعض فرقنا أو منتخبتنا الوطني وقد مسحوها لحاجتهم إلى الشرائط المسجلة عليها ولماذا؟!
لتسجيل برنامج لا لزوم له من من الحكي الفارغ إرضاء لصديق أو زميل أو معد.. فهل تتحرك جمعية المؤلفين لتفعل شيئا ربما يكون فيه صلاح فن غريق من فنوننا ربما نجني من ورائه دخلا يضاف إلى رصيدنا؟!