عادل إمام .. صاحب البهجة والسعادة يبلغ الثمانين
كتب : شهريار النجوم
نحتفل هذه الأيام “17 مايو” بالعيد الـ 80 لميلاد زعيم الكوميديا “عادل إمام” ، وبهذه المناسبة نهديه باقة ورد بلدي محملة برائحة عطر الأصالة وياسمين التميز، وفل التفرد، فعادل فنان متفائل لا يسد الطريق أمامنا ولا يقول لنا أبدا إن الحياة رديئة وصعبة ولا أمل فيها، بالعكس يعطينا أمل وتفاؤل، فهو ليس ممن يبيعون لنا الحزن، وهم فوق أحزاننا يرقصون، ليس من الذين يقولون لنا أن الحياة صعبة فاركعوا أمامها واستسلموا، بل يقول لنا بأعماله الفنية، الحياة صعبة فواجهوها بالإرادة والحب والتفاؤل النبيل.
وهذه الروح المتفائلة وضحت بقوة أثناء اللقاء الذى عقده الرئيس “عبدالفتاح السيسي” قبل توليه الرئاسة مع مجموعة من كبار الفنانيين، عندما وجد “الزعيم” بعض زملائه يبثوا روح انهزاميه وينشروا الإحباط، ومنهم من يقول أن المناخ الفني عامر بالتفاهات والأعمال المسلوقة، والقيم المهدرة، والزغيق والمدعين، وقف وندد بهذه الروح المنكسرة المنهكة، وزرع الأمل والتفاؤل فى نفوس زملائه خاصة جيل الشباب منهم، لأن “عادل” بشخصيته الحساسة وموهبته الخصبة التى تشبه خصوبة نيل مصر العظيم يعرف أننا أبناء الشعب لا نبكي وإنما نحن نعرق، ويعرف أننا نتعب ولكننا لا نشكو ولا ننهار.
وتمثل الثقافة جزء حميم من حياته، فمنذ صباه المبكر و”الزعيم” يحب القراءة، حتى أنه لا يمر يوم دون أن يقرأ لمدة ساعة، بدأت قراءاته بالتقاط سطور من أوراق الصحف التى كان باعة الطعمية يلفون بها الساندويتشات التى يشتريها، وهذه السطور فتحت وعيه، ومثل كل صبي فى سنه قرأ رويات أرسين لوبين، ثم أعمال “أجاثا كريستي” البوليسية.
ومع مطلع الشباب قرأ بعض أعمال جورجي زيدان مثل “غادة رشيد، والمملوك الشارد”، وأعجب بأعمال مصطفى لطفي المنفلوطي، وطه حسين، وسلامه موسى، وغيرهم من الكتاب والمفكرين .. كما تابع بشغف أعمال يوسف أدريس، ونجيب محفوظ، ومحمد عبدالحليم عبدالله، وعلى أحمد باكثير، وعبدالرحمن الشرقاوي، والفريد فرج، ولم تقتصر مطالعاته على الأدب والفكر فقط، بل من حين لآخر يرجع لكتب التراث، والكتب الدينية وفى هذا المجال قرأ للشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ الغزالي، والمستشار محمد سعيد عشماوي، و للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مكانة خاصة فى قلبه، كما كانت تربطهم صداقة وطيدة.
هذه الثقافة التى يتمتع بها الزعيم جعلته في عيون كثير من المفكرين والأدباء المصريين والعرب، فأشاد كثيرا منهم بموهبته وفنه، وهنا نتوقف عند بعضهم، دعونا هنا نستعرض بعضا من صوره مع زوجته وأبنائه أصدقائه وكواليس حياته الخاصة وشهادات كبار مثقفي وأدباء مصر في الزعيم.
قال عنه الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين : عادل إمام أسطورة فى حد ذاته، أي ينجح نجاحه الساحق بصرف النظر عن الرواية أو المسرحية، الناس تذهب لترى عادل إمام، والناس تذهب من كل المستويات المادية، والثقافية والكل يضحك من الأعماق دون انقطاع، بعض سر نجاح عادل طبعا كفاءته التمثيلية النادرة، وحضوره المسرحي الفذ، وبعض نجاحه أن كل مصري يجد شيئا من نفسه فى عادل إمام، الصعلوك، والمليونير، البسيط والمتعلم، كلنا فى أعماقنا جزء مشترك منه لذلك فأحسن أدوار عادل دائما حينما يكون المظلوم لا الظالم.
وقال عنه عملاق الصحافة “مصطفى أمين” : أمام عادل إمام أشعر أن الضحك بخير، وأنني تلقيت فى ليلة القدر شيكا على بياض لأوزعه على اليتامى والفقراء ليضحكوا، فالضحك فى هذا الزمن أهم من الطعام والشراب، وهو يجعلنا ننسى الحروب والدمار والأحزان، ومشاكل الحياة، وتزوير الإنتخابات، عادل إمام مدرسة وحده ولا داعي لأنه تقرنه بالأستاذ نجيب الريحاني ولا بالكوميديان الساخر إسماعيل ياسين، لا تلقوه بالطوب ألقوه بالزهور حتى تفتحوا شهيته لمزيد من الضحك.
أما الكاتب والأديب الكبير “يوسف أدريس” فقال عنه : عادل إمام سائق ماهر يعرف الطرق الخفية للوصول إلى قلوب الجماهير بعيدا عن إختناقات المرور.