الشيخ علي محمود.. “ته دلالا فأنت أهلا لذاكا”
كتبت : سما أحمد
خلال شهر رمضان الكريم يحلو سماع القرآن الكريم، والإنشاد الديني، ويبحث كثير من الجمهور على شبكة “الأإترنت” ومحطات الإذاعة المختلفة عن صوت أحد المشايخ والمقرئين الذى يشعر أن صوته يمس روحه، ويضاعف الأجواء الروحانية لشهر رمضان، من هؤلاء الشيخ “علي محمود” الذي يعتبر واحدا من رعيل الجيل الذهبي بمصروالعالم العربي، وزمن التجليات والبركات والهبات الربانية ومجالس سماع الإنشاد الديني وأداء القران الكريم خلال القرن الماضي، والذي بلغ من عبقريته أنه كان يؤذن للجمعة في مسجد “سيدنا الحسين” كل أسبوع أذانا على مقام موسيقي لا يكرره إلا بعد سنة.
قال فيه الأديب الراحل “محمد فهمي عبداللطيف”: كان الشيخ علي محمود سيد المنشدين على الذكر، والمغنين للموالد والمدائح النبوية، وكأني بهذا الرجل كان يجمع في أوتار صوته كل آلات الطّرب.. فإذا شاء جرى به في نغمة العود أو الكمان، أو شدا به شدو الكروان.. وقد حباه الله لينا في الصوت، وامتداداً في النفس”.
هذا الأسبوع قررنا أن نتوقف في باب ” غلاف” ألبوم عند هذا الرجل، ونقدم لكم ألبوم أنتجته له شركة “صوت القاهرة” بعنوان “علي محمود .. من التراث القديم” يتضمن 8 قصائد وموشحات هى “ته دلالا فأنت أهل لذاكا، أهلا بغزال، فيا جيرة الشعب، أهلا ببدر التم، طلع البدر، أقرأ اللوح، أنعم بوصلك، يا نسيم الصبا”، وتعتبرهذه الأعمال الثمانية من أشهر ما قدم للشيخ “علي محمود”، ومن أشهر ما عرفه التراث الديني والصوفي في القرن الماضي، وبعض هذه المقطوعات تم تلحينه أكثر من مرة على مستوى مصر والعالم العربي مثل قصيدة ” ته دلالا” لأبن الفارض.
جاء غلاف الألبوم فقيرا جدا على مستوى الشكل، رغم ثراء مضمونه، وتضمنه مجموعة من الددر الفنية، لكن لأن القائمين على شركة “صوت القاهرة” موظفين فهم لا يعلمون قيمة ما لديهم من كنوز فنية سواء في مجال القرآن والتواشيح، أو في مجال الغناء.
وتعالوا بنا نتذكر بعض كلمات هذه الدرر التى يحملها هذا الألبوم النادر، جدير بالذكر أن بعض قصائد هذا العمل قد أنجزت بمصاحبة بعض الآلات الموسيقية، ومن ذلك قصيدة “ته دلالا” التى صاحب أداء الشيخ لها عزف على آله القانون والتى يقول مطلعها :
تِهْ دَلاَلاً فأَنْتَ أهْلٌ لِذَاكا، وتحَكّمْ فالحُسْنُ قد أعطاكا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاض، فَعَلَيَّ الجَمَالُ قد وَلاّكَا
وتَلافي إن كان فه ائتلافي بكَ، عَجّلْ به جُعِلْتُ فِداكا
وبِمَا شِئْتَ في هَواكَ اختَبِرْنِي، فاختياري ما كان فيِه رِضَاكَا
فعلى كُلّ حالَةٍ أنتَ مِنّي بيَ أَوْلى إذ لم أَكنْ لولالكا
وكَفَاني عِزّاً بحُبّكَ ذُلّي وخُضوعي، ولستُ من أكْفاكا
……………………………………………………………
أما قصيدة “فياجيرة الشّعب اليمانى” التى ترنم بها الشيخ بمصاحبة كمان وقانون فيقول مطلعها :
فياجيرة الشعب اليمانى بحقكم صِلوا أو مُروا طيف الخيال يزورُ
بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم وغبتم وأنتم فى الفؤاد حضورُ
أُحيباب قلبى هل سواكم لعلتى طبيب بداء العاشقين خبيرُ
وإنى لمستغن عن الكون دونكم وأنى إليكم سادتى ففقيرُ
أعيروا عيونى نظرة من جمالكم وما كل من يُغلى الوصال يعيرُ
ولا تغلقوا الأبواب دونى لذلتي فأنتم كرام والكريم غفورُ
……………………………………………………………
أهلا ببدر التّمّ روح الجمال
السّعد أقبل بابتسام
باللّه يا باهي الشّيم
بربّك يا من جهلت الغرام
خلّياني بلوعتي وغرامي
……………………………………………………………
يا نسيم الصبا تحمل سلامى لظباء الحمى ووادى سلام
ثم بلغهم تحايا محب خلفوه ينوح نوح الحمام
ولعل الزمان يسمح يوما وأرى طيفهم ولو فى المنام
وأملى ذكراهم على عسى يشفى فؤادى بذكرهم من سقام
فهو لوعتى وفرط شجونى والتزامى بأهل ذاك المقام