رامز مجنون رسمي .. النازية الجديدة
كنت قد أشرت في مقال سابق منذ خمس سنين لنفس برنامج رامز جلال، ولكن لا حياة لمن يكتب وينادي بإيقاف هكذا برامج تشحذ وتشحن طاقات البشر السلبية والشريرة.
بقلم : فراس نعناع
برنامج رامز مجنون رسمي، والذي يعرض على قنوات” الإم بي سي “التي تشاهدها معظم العائلات العربية من محيطها الى خليجها، كبيرها وصغيرها. وعلى السوشال ميديا عبر منصة “شاهد” لنفس المجموعة، اذ كتبت: ” يواصل النجم رامز مقالبه السنوية هذه المرة من دبي، في جو مفعم بالإثارة والرعب الذي يبثه في قلوب ضيوفه.”
إذاً هو مقلب كالعادة، مثير ومرعب كما تشير منصة شاهد في تعريفها.
الشارة والأغنية
منذ البداية نرى الكم الهائل في تصدير العنف والشر، عبر لقطات “فتو مونتاج” ثم يبدأ الضيف في الوصول ” غادة عادل” – ممثلة مصرية تستقبلها معدة البرنامج وتأخذها لغرفة الاستراحة “المكياج” وبعضٌ من كلمات عن البرنامج. ثم تأخذها للاستديو، وهناك مذيعةٌ “أروى” تشرح لها عن البرنامج “كرسي الحقيقة”، حيث تجلس وتربط. وتصل لثلاث صور، ومنها صورة “رامز جلال” ليخترق رامز صورته ويخرج معلناً عن مقلبه،
كرسي النازية
حيث ضيفه قد تم توثيقه وتقيده بإحكام على الكرسي، ليبدأ كنازي جديد في تفنن تعذيب وصعق ضيفته بالكهرباء، وكأنه “الكرسي الألماني” سيء السمعة أيام النازية عبر تعذيبها لأعدائها عليه.
إنه بالتأكيد مشهد سادي ونازي بامتياز، يتنظر ترخيصاً وتوثيقاً وشهادة من “الجستابو”.
رامز كشف عن أساليب تعذيبه للضيف، وأطعمنا برنامجه خراء ضحكتنا وسلبنا إياها عنوة كنازي جديد، ربما كإرهابي اقتحم كل حاويات قمامتنا الإرهابية النائمة المخمرة بالروائح العنفة، ليفك شيفرتنا النفسية الذي عجز علماء الطب النفسي عن فكها في برنامجه المليء بالشر، اذ يحفز رغباتنا ويشحذ هممنا وهمم الناشئة ” للفعل النازي الارهابي “على شكل سادي” بأنه ضرب من ضروب الأشكال الفنية البرامجية.
“كاميرا خفية” لنشاهد الفعل المكرر يوميا على شاشة الإم بي سي
العالم العربي المتابعة بإدمان، اذاً ضيف فنان على كرسي التعذيب، والحقيقة بأن رامز سيوقع ضحاياه المسكينة عبر شباكه النازية، ويتلذذ في تعذيبها.
هنا أقتبس صورة لتحليل علماء النفس: عندما يقع الطفل تبكي الأم وعندما تقع الأم يضحك الطفل ، صورة واحدة لفعل “الوقوع”، ومختلفة بردة الفعل (الفعل وردة الفعل)، هنا نلاحظ بأن ردة فعل الأم مبرر ومنطقي ومنطقيته تأتي لتراكم مجموعة متكاملة عن الخوف والحب والفقدان والحرمان والألم وهى بطبيعة الحال نتيجة حتمية للذاكرة البصرية والحسية معا لتاريخ الأم الزمني ضمن تراكيب الفعل وردة الفعل الانساني، أما ردة فعل الطفل “الضحك ” أيضا مبررة لعدم وجود تابو وتراكم معرفي بصري حسي عن مجموعة الافعال الآنفه الذكر.
إذا رامز هنا يقوم بالفعل النازي وهو في كامل غدراكه عن معنى الخوف والألم عبر كرسيه ، لنرى الضيف المدرك أيضا رادات فعله “الخوف من صعق الكهرباء ثم الموت”، هنا لا ألوم الطليان بل ألوم إنسان “نينادرتال” لاكتشافه الوعي والإدراك، بحيث أن رامز هنا مدرك وعلى قدر عال من الوعي لتطور تلافيف دماغ جده “نينادرتال”، وليس لذكائه كرامز، فمن خلال البحث الأركيولوجي الحديث اكتشفت البعثات الأثرية وعي وإدراك إنسان “نينادرتال”، والذي يعود إلى مائة وخمسون ألف عاما، ربما بعد أن توحد مع الطبيعة وخاف من الرعد والمطر واحتمى بكهوفها، وقتل الحيوان ليس كإرهابي، ولكن ليسد نقصان جوعه المكتسب حسب تجدد النوع والبقاء لطبيعة كوكب الماء الذي نعيش.
هذا الوعي لهذا الإنسان وجد كأثر لا مادي على قبر طفله ويبدو اكتشاف البعثات لإدراكه، كان من خلال وضعه بعض الزهور على ميتة، و هنا هى تشير إلى دلالة رومنطيقية كنظرة حسية جمالية، وهي بالطبع تنطوي تحت تصنيف “الحزن والفقدان ” كمحرك من محركات الشعور الحسي، وهنا لو تم فقدان ضيوف رامز، هل سيعتذر ويضع الورد على أرواح ضحاياه، كمدرك وعاقل.
نعم رأينا ردات فعل هؤلاء الفنانين الذين يبدون مساكين، عشنا وخفنا معهم ثم ضحكنا عليهم، ولم يمت الضيف بل تعذب، وتعذبنا نحن على قفانا من الضحك بعدما انتهى المقلب .. الكل يضحك من الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، رغم خوفهم من ڤايروس “كورونا” كوفيد ١٩ المستجد.
ولكن الحقيقة يجب علينا هنا أن نضحك ونسخر من أنفسنا بحيث تحولنا إلى صناع وإرهابين شاركنا في فعله النازي الإجرامي كمشاهدين، والذي يحتاج إلى علماء نفس واجتماع من جديد لكي يتم تفكيك بشاعتنا وجلهلنا وإرهابه وإرهابنا.
ربما في الموسم الرمضاني القادم وبعدما أشبعتنا “داعش” ومشتقاتها اللزجة وتفننها في القتل والحرق وقطع الرؤوس وجهاد النكاح ، والموثقة بآلاف المقاطع المنشورة للأسف، أن يأتينا النازي الجديد “رامز جلال” ويتحفنا ببرنامج على شاشة الإم بي سي أيضا بفكرة برنامج واقعي حسي بكامل إدراكه وإدراك إدارة “الإم بي سي” بمسميات “رامز واكل الكبد، رامز قاطع الرؤوس، رامز برميل متفجر حارق مارق، أو أن يضع حزاما ناسفا حول خصره المصاب بأنوميا هو والإرهابين الذين وافقو على هكذا برامج، أو ربما يوافق المدير الجديد على عنوان ألطف يناسب شرهم وإرهابهم ونازيتهم “رامز في فصول النكاح والجهاد المستباح.
“لماذا تصر إدارة قناة الإم بي سي على جلد ذوتنا البشرية، علما بأن السعودية داعمة القناة قد لغت “عقوبة الجلد” واستبدلتها بعقوبات أخرى.
سنضحك بالتأكيد من جديد على ضيوفه الفنانين وتاريخهم وعلى كاميرته الخفية التي ستخفي دهشتنا لتبقى تفاهة هكذا برامج.
أختم لأقول: نحن هنا مشاركون بهذه التفاهة لمجرد صبرنا وإصرارنا لمتابعة برنامجه الذي سيغدو من الناحية النفسية لأي فئة عمرية تتابعه تكريساً لمفهوما برامجيا جديدا للإرهاب الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب أصلا، ونحن كمشاهدين سنبصم بإبهامنا على تخلفنا وإرهابنا، رغم حصولنا على شهادة محو الأمية