رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سهر الصايغ .. فنانة معجونة بالموهوبة

ابتسامة مصرية جميلة

كتبت : كرز محمد

فتاة سمراء .. استمدت جمالها من طينة هذه الأرض الطيبة، حين اختلطت بمياه النيل في رحلة جريانه منذ آلاف السنين من الجنوب إلى الشمال في دعة وخيلاء، ذات شعر أسود طويل يشبه سواد الليل، وقوام عادي، قصيرة نسبيا، وتحمل ذات الملامح العادية جدا التي تحملها كل بنات النيل، ربما لهذا السبب تحديدا كانت تصلح دائما لكل الأدوار، بملابس غالية الثمن وإكسسوارات ولمسات الكوافير والكعب العالي تصبح ابنة ذوات على درجة عالية من الفتنة، وبجلابية وإيشارب وشبشب وموبايل رخيص، تصبح فتاة شعبية بامتياز، وبإمكاناتها فقط تصبح فتاة ملبوسة كما ظهرت في مسلسل “كفر دلهاب” الذي قدمها للجمهور بشكل مختلف بحيث وضعها على سلم النجومية في الداء الدرامي العذب.

فتاة ملبوسة بالتمثيل

إنها “سهر الصايغ” المولودة فى القاهرة عام 1990، وبالتحديد فى يوم الأول من شهر يناير، ودرست طب الأسنان بجامعة القاهرة، تلك الفنانة الشابة المعجونة بالموهبة فعلاً، بملامحها المصرية الخالصة وبأدائها الحقيقي استطاعت دائماً أن تحظى باهتمام الكاميرا عندما تقف أمامها حيث بدأت مسيرتها الفنية فى عالم الفن والتمثيل فى عام 1999، عندما كانت صغيرة – آنذاك – تبلغ من العمر تسع سنوات، حيث شاركت فى المسلسل التليفزيونى المصرى “أم كلثوم” الذى يحكى قصة كوكب الشرق العظيمة “أم كلثوم”، وقامت فيه بدور “أم كلثوم” مع “الفنانة صابرين وحسن حسنى وأحمد راتب”، ومن إخراج إنعام محمد على، ومن بعدها بدأت مسيرتها فى عالم التمثيل وتوالت أعمالها الفنية.

ولعل جيل التسعينات يعرفون جيدا مسلسل أم كلثوم والطفلة الصغيرة التي أدت دور كوكب الشرق بجدارة ولفتت الجمهور وقت عرضه على التلفزيون المصري.. لكن كثيرون لا يعرفون أنها الآن أحد مشاهير الفن، حيث قامت الفنانة “سهر الصايغ” بعمل العديد من المسلسلات المميزة والرائعة، والتى اشتهرت بأدائها الدرامى المميز فيها ومنها مسلسل “العندليب .. حكاية شعب” فى عام 2006، مع “شادى شامل وعبلة كامل ولقاء الخميسى وكمال أبو رية”، وفى عام 2008 شاركت فى مسلسل فى “إيد أمينة” مع الفنانة يسرا، وأيضا قامت بعدها بعمل مسلسل “خاص جدا” مع الفنانة يسرا ومحمود قابيل ورجاء الجداوى وأحمد فلوكس وتامر هجرس ودرة واياد نصار ومن إخراج غادة سليم.

لفتت النظار إليها مؤخرا

في مرحلة بداية تلمس خطواتها الجدية على طريق الفن شاركت “سهر” فى مسلسل “الحارة” فى عام 2010 مع “الفنانة الراحلة كريمة مختار وسوسن بدر وصلاح عبد الله وسلوى محمد على” ومن إخراج سامح عبد العزيز، وفي عام 2012  شاركت في مسلسل “نابليون والمحروسة”، مسلسل “ويأتي النهار”، مسلسل “سيدنا السيد” ومسلسل “بفعل فاعل”، كما شاركت في موسم رمضان 2013 في مسلسل “ربيع الغضب” كما تألقت من خلال دور “تغريد” في مسلسل “بدون ذكر أسماء” من إخراج تامر محسن.

وفى رمضان 2014 بدأ نجمها يعلو شيئا فشيئا، حين شاركت فى بطولة مسلسل “ابن حلال” مع الفنان “محمد رمضان والفنانة هالة فاخر وحنان سليمان ووفاء عامر ومحمود الجندى وريهام سعيد وسارة سلامة وميريهان حسين ووفاء قمر”، ومن إخراج إبراهيم فخر، وهو من أروع مسلسلاتها حيث نال هذا المسلسل نجاحا كبير جدا وحصل على أعلى نسبة مشاهدة على التليفزيون المصرى.

وعلى أثر نجاح “ابن حلال” كان لـ “سهر الصايغ” إنطلاقة قوية في الدراما التليفزيونية”، حيث أنها ظهرت فى نفس العام فى مسلسل “شمس” مع النجمة “ليلى علوى”، وبعدها قدمت أيضا فى رمضان 2015 مسلسل “حالة عشق” مع “مى عز الدين وكريم فهمى وروجينا والمطربة بوسى وحازم سمير ورندا البحيرى”، وثبتت أقدامها على أرض الدراما التليفزيونية أكثر حين شاركت فى مسلسل “وعد” فى رمضان 2016 مع “مى عز الدين وحازم سمير وحسن حسنى وملك قورة”، وهو مسلسل من تأليف محمد سليمان عبد المالك ومن إخراج إبراهيم فخر وهذا المسلسل يعتبر من أهم أدوارها الدرامية.

ملامح عادية جدا تحملها كل بنات النيل

في هذا العام تحديدا أثبتت وبجدارة أنها تمتلك موهبة حقيقية تضعها في مصاف النجوم، وأنها ملبوسة فعلاً بعفريت التمثيل عندما قامت بأداء دور “هند” الملبوسة في مسلسل “كفر دلهاب”، ولن نخوض في الحديث هنا عن جودة المسلسل، أونحت المشاهد المرعبة من أفلام أجنبية، لكن يمكننا الحديث براحة تامة فقط عن نظرة عينيها المعبرتان عن الرعب الكامن بداخلها، وابتسامتها الشريرة وشعرها الذي يخيل لك أحيانا أنها تأمره فيتحرك كما تريد كي تكمل أداءها لمشاهدها المرعبة في المسلسل الذي ينتمي إلى لون الفتنازيا أكثر من ميله إلى الواقع كأغلب مسلسلات هذا الموسم.

وجه أسمر مشرق بالأمل

ولأن التسلية صناعة بلاشك، ربما لايؤمن كثيرون بذلك تماماً في هذه البقعة التعيسة من كوكب الأرض، حيث لدينا مشاكلنا وصراعاتنا التي لا تتركنا نتفهم الفن، كما أنه ليس لدينا الوقت لنقدره حق قدره، ولا حتى لدينا الرفاهية النفسية التي تجعلنا ننهض بصناعته، ولكن حتى ولو لم نفعل فإن الفن وما يقدمه من تسلية هو صناعة قوية تسهم في اقتصاديات الدول، وبالحديث عن صناعة التسلية يمكننا أن نستنتج أن هناك صنايعية، ولأن كل الصناعات تتقدم وتحتاج الكوادر الشابة كي تنمو، فإنه يمكننا أن نعول على الجيل الجديد الذي يجيد الحرفة ويعرف كيف يستغل كل التجديد الذي بإمكانه أن يطور صناعته، ومن هؤلاء “سهر الصايغ” كواحدة من وجوه الصنايعية الجدد، الذين بإمكانهم – رغم كل شيء – أن يقدموا فنا محترفاً

ويمكنك أن تتأكد من أنها “صنايعية شاطرة” فعلا في حال إعادة  مشاهدة دورها في مسلسل “رمضان كريم” وهى تلعب دور “صباح” الفتاة الشعبية، نفس الشعر ونفس الملامح وأداء مختلف تماماً، ففي هذا المسلسل تبدو لنا “سهر الصايغ” وجه ليس جديدا جدا، ولكنها أثبتت هذا العام (2017) أن بإمكانها دوما أن تقدم شيئا جديدا، وأن صنايعي التمثيل الجيد لا يعتمد فقط على الماكياج والمؤثرات ليقدم دورا مختلفا ومميزا، ولكنها قدرات شخصية تعتمد على مدى حرفته وإتقان صنعته، كما جاء في أدائها الاحترافي في ظل كوكبة من النجوم مثل ” يد رجب، محمود الجندي ،ريهام عبدالغفور، روبي، شريف سلامة، سلوى عثمان، صبري فواز، محمد عادل، إنعام سالوسة، محمد مهران، وغيرهم ممن عزف سيفونية رائعة في هذا المسلسل الذي أنتجه السبكي.

وفي عامي 2017- 2018، نجحت كممثلة أدركتها حرفة الأداء الدرامي الناضج في دورها في مسلسل “عائلة الحاج نعمان” الذي نجح فى جذب الجمهور بفضل مخرج العمل الموهوب أحمد شفيق ومؤلفه المتميز مجدى صابر، مع خبير المكياج العالمى محمد عشوب الذي صنع شكلا دراميا مختلفا من حيث التحول العمرى لمعظم شخصيات العمل شكلا ومضمونا، ولعب المكياج دورا كبيرا ورئيسيا فى تحويل الممثلة الشابة “سهير الصايغ” لدور أم “تيم حسن” وهبة مجدى، وصلاح عبدالله الذى يحمل اسم العمل فى الشخصية لكهل مسن أتعبه العمر الطويل، وكذلك أحمد بدير، ولم يكتفي المكياج باضفاء العمر المطلوب للأبطال بل وضع لمسات لتظهر ملامح الشر والطيبة أحياناً.

تمتلك موهبة حقيقية تضعها في مصاف النجوم

لكن “سهر الصايغ” وصلت إلى حالة النضج الكامل في الأداء الاحترافي في رمضان 2020، بحيث أطلق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعبير “مجرمة تمثيل”، حين تصدر هاشتاج باسمها على “تويتر” بعد عرض الحلقة الثانية من مسلسل “النهاية”، وأشاد النشطاء بأداء “سهر” في المسلسل مؤكدين أنها تمتلك موهبة استثنائية تجعلها تلقائية في تمثيلها، وأنها مبدعة، تجيد تجسيد الأدوار الصعبة.

تقدم الفنانة “سهر الصايغ” أفضل أدوارها في مسلسل “النهاية ” مع يوسف الشريف كما قدمت معه من قبل دور “هند” المهم في كفر دلهاب، حيث تجسد شخصية “صباح” حبيبة المهندس زين التي لم تتمكن في الزواج منه فتقوم بعمل نسخة “روبوت” تشبهه تمام وتجمع كل محتوياتها من عند الريس عزيز وهوالشخصية التي يجسدها الفنان عمرو عبد الجليل .

والحقيقة أن الفكرة قد تبدو في البداية كوميدية أو خيالية، لكنها ربما ستتحول لواقع قريبا وستشكل كارثة كونية حيث أن كل إنسان لم يتمكن من الزواج بآخر وهو مازال يحبه ربما يصنع مثله، وظهرت “الصايغ” في الحلقة الأولي من العمل وقدمت أداء سهل ممتنع، ورغم صعوبة الشخصية فإن لها طريقة أداء مميزة وتعبر بشكل كبير من خلال عينيها أكثر من التعبير بجمل وكلمات من الحوار.

فتاة عصرية تخطف النظر

مسلسل النهاية يقدم سهر الصايغ بشكل مختلف ومن الواضح أنها “اشتغلت  علي الشخصية التي تقدمها ورسمت ملامحها جيدا، ولذلك كانت صادقة في تقديمها فخرجت بهذا الشكل الذي نال اعجاب وإشادة المتابعين، واستطاعت كسب ثقة وتعاطف الجمهور بعد عرض حلقتين فقط من مسلسلها “النهاية”، وتعجب البعض من كون سهر الصايغ بقدراتها التمثيلية لم تحصل على أدوار بطولة في السنوات الماضية، في الوقت الذي يمنح المنتجون الفرصة لفنانات موهبتهن ضعيفة، مثل “ياسمين صبري وريهام حجاج” – حسب المعلقين – فيما أكد كثيرون على أحقية سهر الصايغ في الوصول إلى “التريند”، لأنها من أحسن الفنانات وتقدم فنا متميزا وأداء عبقريا وكأنها على حد قوله أحد رواد “توتير”: لسة ملبوسة من مسلسل “كفر دلها” .. ونحن من جانبنا نؤكد على موهبة سهر الصايغ بل إننا واثقون بأنها نجمة قادمة على الطريق على جناح موهبة حقيقية تستحق الاهتمام بها من جانب شركات الإنتاج.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.