رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

شكري سرحان .. فتى الشاشة الأول في القرن العشرين

قنديل أم هاشم

كتب : سامي فريد

الإسكندراني من الشرقية.. فتى الشاشة الأول على امتداد 42 عاما بدأت عام 1949 في فيلم “لهاليبو” مع النجمة نعيمة عاطف وإخراج حسين فوزي وانتهت بفيلم “الجبلاوي” عام 1991، تم اعتزاله عام1993، وقد سبق فيلم “لهاليبوا” أن اشترك شكري سرحان في فيلم “نادية” عام 1949..

ولد شكري سرحان 13 مارس عام 1925 ومات يوم 19 مارس عام 1997 بعد رصيد تركه من 150 فيلما لا يمكن أن ننساها..

شباب امرأة

ومن منا يمكن أن ينسى دوره أمام تحية كاريوكا في فيلم “شباب امرأة” أو أمام مريم فخر الدين في فيلم “رد قلبي” والذي حرص الرئيس عبدالناصر نفسه وكل رجال مجلس قيادة الثورة على حضور حفل افتتاحه.. ثم نعود للوراء قليلا لنشهد انطلاقته القوية مع يوسف شاهين الذي اختاره وأصر على اختياره لبطولة “ابن النيل” عام 1951 أمام يحيى شاهين وفاتن حمامة لتتوالى بعده الأفلام عليه مثل “الطريق المسدود ودرب المهابيل” ليحوز على جائزة أفضل ممثل ثماني مرات عن أفلام لا يمكن نسيانها مثل “الزوجة الثانية مع سعاد حسني” و”النداهة” مع ماجدة فكان اختياره الذي يستحقه كأفضل ممثل في القرن العشرين في سباق مئوية السينما المصرية بعد 5 سنوات من اعتزاله التمثيل، باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مائة فيلم كان له فيها خمسة عشر فيلما اختارها النقاد من أفضل الأفلام التي جمعت بين بطولته المطلقة أو البطولة الجماعية.

ومع ذلك فقد عاش شكري سرحان مظلوما ومات مظلوماً حيث تجاوزه الاهتمام الإعلامي أكثر من مرة لابتعاده عن الشللية والذكاء الاجتماعي، أو فبركة الأخبار مكتفيا بقدراته الشخصية كممثل فقط استطاع أن يلعب وجده في السنة ثلاثة أفلام تنافس بعضها في الإجادة.

ولن ننسى له ولا يمكن أن أدواره في أفلام مثل “ريا وسكينة – أمريكاني في طنطا – كلهم أولادي – شيء في صدري” مع رشدي أباظة وماجدة.

والذي قد لا يعلمه الكثيرون أنه شقيق المطربة الشعبية “فاطمة سرحان” وخال المطربة “سوزان عطية”.. وهو أيضا شقيق الفنانين “صلاح سرحان وسامي سرحان”.. وهو الفنان الذي حصل من الرئيس جمال عبدالناصر على وسام الدولة..

جسد المعاناة على الشاشة

بدأ شكري سرحان علاقته بالتمثيل والسينما منذ طفولته وبعد انتقال أسرته من الاسكندرية إلى حي الحلمية الجديدة بالقاهرة.. وفي السيدة زينب كان يتابع تمثيل شقيقه الأكبر “صلاح سرحان” في إحدى المسرحيات مع فرقة خاصة حتى عرف طريق مسارح الأزبكية، لكن وعيه الحقيقي تفتح على ذلك الفن الجميل بعد متابعته اليومية، وأكثر من مرة لما كان يعرض في دار سينما الهلال الصيفية التي كانت بجوار منزل الأسرة، فكان يتابع ما يعرض فيها من أفلام دون أن يدفع شيئا من على أسطح المنازل المحيطة بها، رغم مطاردة الجيران له ولأصحابه.

رفض وساطة صلاح منصور ليخطب له فاتن حمامة

ويقول شكري سرحان عن هذه الفترة من حياته أن التمثيل كان قد تملكه خلالها فأنضم إلى فريق التمثيل بالمدرسة، والذي كان يفوز كل عام بكأس المنطقة ثم منه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.

ولا ينسى شكري سرحان قصته فشلة الأولى أو أول فشل كبير يصادفه في حياته عندما تقدم يطلب الزواج من الفنانة سميحة أيوب، والتي تقول عن هذه الحكاية في أحد حواراتها لإحدى المجلات: في يوم جاءني شكري سرحان ليقول إنه يريد أن يتقدم لخطبتي فكان ردي عليه: اذهب لعائلتي، وبالفعل ذهب إليهم وكان معروفا عنه أنه شاب جرئ. قابلته والدتي ومعها خالي اللذان أبلغان أن الرد هو الرفض لأنه ممثل في بداية حياته ويحتاج وقتا لتكوين ذاته ثم تكوين أسرة.

وتضيف سميحة أيوب، فتقول أنها ظلت على رفضها هذا رغم وساطة الفنانة ماجدة وغيرها. وقد ربطت الشائعات بينه وبين مريم فخر الدين بعد فيلم رد قلبي، لكنه نفى هذا نفيا قاطعاً.. والمعروف أن شكري سرحان قد تزوج من الراقصة الأرمنية “هيرمين”، وكانت بينهما قصة حب استمرت عامين حتى بدأت المشاكل بينهما فطلقها وهو يبكي، وكانت هي أيضا تبكي، وهي تستقبل باقة الزهور التي تسلمتها مع ورقة الطلاق، أما زيجته الثانية فكانت من خارج الوسط الفني من السيدة “نرمين عوف” أم ولديه صلاح ويحيى.

فتى الشاشة الأول مع فاتن حمامة

ويحكي مصطفي الفقي، قصة طريقة كان بطلها صلاح منصور الذي طلب من شكري سرحان أن يكون رسوله إلى فاتن حمامة دفته في التخرج في معهد التمثيل ليفاتحها في حب صلاح منصور لها في صمت ورغبته في الاقتران بها، لكن شكري سرحان رفض أن يلعب دور الخاطبة لصلاح منصور الذي لم يجد أمامه سوى أن يعنفه على تجاهل رغبته، بل ويصل الأمر به إلى حد ضرب شكري سرحان أيضا.. رغم زواج فاتن من المخرج عزالدين ذو الفقار، لكن حب صلاح منصور قد استمر حتى يتزوجها هو..

مع شادية
مع السندريلا سعاد حسني

وظل شكري سرحان منذ اعتزاله الفن وحتى وفاته متفرغا لقراءة القرآن الكريم حتى أطلق عليه لقب “عاشق القرآن”، حتى رحل عن دنيانا تاركا خلفه مئات الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية التي خلدت مشواره في تاريخ الفن المصري العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.