السيرة الهلالية .. فاكهة الإذاعة في رمضان
كتبت : سما أحمد
من تراث الإذاعة المصرية الرائع الذي أذيع في شهر رمضان من خلال إذاعة “الشعب” فى سبعينات القرن الماضي، “السيرة الهلالية” التى قدمها الشاعر الكبير “عبدالرحمن الأبنودي” مع “جابر أبو حسين”، والذي يعتبر من أشهر شعراء السيرة الهلالية في العالم العربي، وكان موهوبا، ولديه القدرة أن يحفظ مليون بيت شعر من القصيدة – كما ذكر الأبنودي – وبدأ الناس التعرف عليه أكثر حين قدمه “الخال” في الإذاعة ليقص شيئا من السيرة الهلالية، كما أن أحد الباحثين الأميركيين، وهو “جون رينولدز”، سجل له مئات من الساعات للسيرة.
غلاف السيرة الهلالية
هذا الأسبوع قررنا في باب “غلاف ألبوم” التوقف عند الـ “C.D” الخاص بالسيرة الهلالية الذي طرحته شركة “صوت القاهرة ” فى السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد وفاة الخال “عبدالرحمن الأبنودي”، ويتضمن الـ ” C.D” اسطوانتين الأولى من الحلقة الأولى وحتى الحلقة الـ49، والأسطوانة الثانية من الحلقة 50 إلى الحلقة 90.
من يسعده الحظ من الأجيال الحالية بالاستماع إلى هذا العمل النادر سيكتشف “جابر أبو حسين” الذي يعتبر من أعظم رواة السيرة الهلالية، فهو يقدم دراما شعبية أو مونودراما “الممثل الواحد” قبل ظهور هذا الشكل في المسرح المصري، وهو راو يقدم تصويرا فنيا للأحداث، وعند أدائه للسيرة يقوم بتطويع صوته وفقا لمتطلبات التعبيرعن طريق الأداء الصوتي المتنوع.
قصة السيرة الهلالية
عام 1977 ذهب الشاعر “عبدالرحمن الأبنودي” ومعه زوجته المخرجة “عطيات الأبنودي” إلى “آبار الوقف” ومعهما ضيفان من الأجانب الذين يدرسون السيرة الهلالية في مصر، وزاروا “جابر أبو حسين” واصطحبوا معهم العمدة، الذي كان له تأثير قوي على “جابر” ليقنعه بالذهاب معهم إلى القاهرة ليسجل الهلالية في الإذاعة قبل أن يموت وتموت معه السيرة، فرفض كما رفض من قبل حين عُرض عليه “زكريا الحجاوي”، نفس العرض في الستينيات.
ومع ضغط العمدة، وتحمس “الأبنودي” كشاعر معروف ومحبوب، لأهل الصعيد والعالم العربي وافق “جابر أبو حسين” على التسجيل، ومكث “الأبنودي وعطيات الأبنودي” “بآبار الوقف” لمدة ثلاثة أشهر يسجلون السيرة الهلالية بأكملها من “جابر أبو حسين”، واستطاع الخال بذلك الصنع أن يحتفظ للأدب الشعبي في مصر بسيرة شعبية صعيدية لمبدع شعبي صعيدي.