فاليري أبو شقرا.. ملكة جمال متوجة بالتمثيل
كتبت : كرز محمد
هادئة وواثقة في نفسها، تتميز بحضور راقي وملامح طبيعية جدا، جمالها يروق للعينين، فهى تحمل بين جوانحها أنوثة عصرية بمزيج من الاستقلالية والصراحة والتعاطف، وهى دائمة البحث لإيجاد التوازن المثالي بين النعومة والقوة، وقد تخطت صعاب كثيرة في سبيل تحولها من هاوية للسينما برونقها وبريقها الآخاذ إلى ممثلة على طريق الاحتراف، وذلك على الرغم من أننا عرفناها في الغناء والرقص وتقديم البرامج، ولطالما تميزت في كل تلك المجالات بنعومتها ورقتها ولطفها وثقتها بنفسها وبالتأكيد بجمالها.
إنها الممثلة اللبنانية الشابة القادمة بقوة على طريق النجومية “فاليري أبو شقرا” التي برعت كراقصة في برنامج “رقص النجومDancing with the stars ” على قناة “mtv”، وتألقت في تقديم برنامج الموضة والأزياء Project Runway على شاشة “mbc”، وهى لاتكتفي بتمنّي النجاح بل تسعى إليه، فبعد أن ارتدت التاج الملكي قبل دخول عالم التمثيل، وقفزت من بوابة عام 2015 إلى اللقب الحلم، وحلّت ضمن الـ 5 فتيات الأوليات في انتخابات ملكة جمال الكون، بعدما توجت ملكة على عرش الجمال اللبناني، استطاعت أن تأسر قلوب المتابعين مؤخرا بأدائها الرومانسي الصادق على مدار 120 حلقة من مسلسل “ما فيي” بموسميه الأول والثاني، من خلال شخصية “ياسما” التي فاضت في تجسديها بكل مشاعرها المرهفة عبر أداء احترافي يضعها في مصاف النجوم الواعدات.
فاليري أبو شقرا، التي ولدت في بيروت 15 ينارير 1992، درست الإذاعة والتلفزيون في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت، وبدأت حياتها نحو عالم الشهرة حين شاركت في مسابقة ملكة جمال لبنان وحازت على اللقب، ومع ذلك فالشهرة لم تغيرها كثيرا – على حد قولها – ، لكنها زادتها ثقة بنفسها، وأصبحتُ تعرف تماماً ماذا تريد، ومن ثم أصبحت أكثر نضجاً، صحيح أن مشاركتها في مسابقة ملكة جمال لبنان وملكة جمال العالم عزّزت ثقتها بنفسها، لكنها تدعو الآخريات من أقرانها إلى عدم انتظار فرصة معينة للتحلّي بالثقة بالنفس، بل السعي الدائم إلى تحقيق طموحاتهن في الحياة بكل السبل الكفيلة بالنجاح.
“فاليري” التي أعلنت قبل فترة وجيزة ارتباطها رسمياً، تسير على خطى فنانات كثيرات نجحن في التوفيق بين حياتهن الخاصة وحياتهن الفنية، خصوصا وأنها تؤمن بأن المرأة تملك ما يكفي من الذكاء لترتيب أولوياتها بشكل يتماشى مع مصلحتها الشخصية والفنية، لذا فقد فرضت نفسها على الساحة كممثلة بخطوات سريعة وثابتة، وهى لا تخفي سعادتها بما وصلت إليه، قائلة: “هو كان ثمرة تعبي وجهدي”، وفي المقابل تنفي عن نفسها تهمة الغرور، وتضيف: “كل شخص يعرف كيف يقدر نفسه، وهو ليس في حاجة إلى التفاخر وأن يثبت للناس أنه الأفضل”.
قضت “أبو شقرا” مرحلة طفولتها بعيدة تماما عن الفن، ولأنها كانت فتاة خجولة لدرجة كبيرة كانت تصل إلى الجبن أحياناً في اتخاذ قرارات جريئة في حياتها، الأمر الذي يختلف مع طبيعتها اليوم، ولهذا فهى تندم كثيرا على ذلك التردد الذي كانت تعيشه، وأنه كان السبب لتفويت العديد من الفرص المميزة في طفولتها، لكنها مجرد أن نالت شهادة جامعية في مجال الإعلام المرئي والمسموع بدأت في كسر ذلك الحاجز النفسي المتسبب في الخجل، وشاركت كوجه إعلاني للعديد من العلامات التجارية، قبل أن تبدأ مسيرتها في عالم الجمال.
وقد لوحظ في أثناء مشاركة “فاليري” بعد ذلك في مسابقة ملكة جمال لبنان عام 2015، أنها تطورت كثيرا على المستوى الشخصي وبحكم دراسة الإعلام عرفت كيف تضفي نوعا من السحر على أدائها، ولفتت أنظار الجميع باتزانها ونعومتها وثقتها بنفسها وبالتأكيد جمالها، الأمر الذي منحها اللقب ليزين رأسها تاج الملكة، ولم تتوقف عند حدود بلدها لبنان، بل حملت اسمه عندما شاركت في مسابقة ملكة جمال العالم، وكانت من بين المرشحات الخمس اللواتي تنافسن على اللقب، وبالرغم من أنها لم تفز به، إلا أنها كانت فخورة بوصولها إلى تلك المرتبة وحمل اسم بلدها لبنان، كما كانت المشاركة التي حلت بالمرتبة الأولى في نتائج المقابلات التي أجرتها لجنة التحكيم مع المتسابقات، ما يدل على ذكائها.
ومن عالم الجمال انتقلت “فاليري” إلى سلم النجومية الإعلامية، لتجرب نمطاً جديداً، وهو الوقوف خلف المايكروفون لتقديم الموسم الثاني برنامج Project Runway بنسخته العربية، والذي عرض على قناة MBC، ومن خلال هذا البرنامج تعرفت الجماهير العربية عليها من منظور آخر على جناح سحر أناقتها وثقتها بنفسها، وذلك فور تألقها في كل حلقة بإطلالة جديدة حملت توقيع المصمم العالمي إيلي صعب، والذي كان واحد من أعضاء لجنة تحكيم البرنامج.
ولأنها لا تعرف طريقا يقودها إلى الملل، فقد دفها ذلك إلى الخوض في تجارب جديدة، وهو ما تجلى واضحاً من خلال مشاركتها في برنامج “رقص النجوم” في عام 2017، والذي وصلت فيه إلى المراحل النهائية، ومن بعده نوعاً جديداً من الفنون في برنامج “ديو المشاهير”، حيث شاركت مشاهير العرب من خلال لوحات غنائية دعماً لقضايا إنسانية.
وعلى عكس غيرها من الوجوه الجديدة، لم تدخل فاليري عالم الدراما والتمثيل من باب صغير بل دخلته من أوسع الأبواب، وذلك عندما وقفت بجانب مجموعة من ألمع نجوم الدراما السورية واللبنانية في مسلسل “الهيبة العودة”، ورغم من أن دورها كان صغيراً في العمل، إلا أنه كان دورا مميزا وترك أثرا كبيرا عند عشاق العمل، وها هى اليوم تلعب دور البطولة في مسلسل من موسمين بعنوان “ما فيي” للكاتبة كلوديا مارشيليان، وإخراج المبدعة السورية رشا شربتجي، وتلعب فيه دور البطولة بجانب الممثل السوري معتصم النهار، ومجموعة من مشاهير الدراما السورية واللبنانية.
وعلى أثر أن أصبح هذا المسلس حديث الجميع طوال حلقاته التي امتدت إلى 120 حلقة، استغلت “فاليري” شهرتها ومكانتها الاجتماعية للقيام بأعمال خيرية لدعم المجتمع، وأسست جمعية Just Care وهي جمعية غير ربحية تهدف لدعم العائلات التي عانت من ظروف صعبة، وتحتاج إلى المساعدة لتخطي محنتها، كما شاركت بالعديد من الفعاليات ومنها الحفل الفني الذي أقامته جمعية Heartbeat لدعم الأطفال الذين ولدوا مع مشاكل صحية في القلب.
من خلال متابعة إطلالات “فاليري أبو شقرا” يمكنني القول أنها من الفتيات التي تفضلن البساطة في إطلالاتها وحتى في مكياجها وتسريحة شعرها، فنادرا ما نراها في إطلالات متكلفة، بل تفضل الإطلالات العملية والبسيطة التي تظهر نعومتها، وفي المناسبات الخاصة تحافظ على البساطة نفسها، لكن تمنحها لمسة فاخرة، كما ظهرت في مسلسل “مافي” بتشكيلة متنوعة ما بين الكجوال والفساتين الكلاسيكية زاهية الألوان، لكنها تعكس لمسات بسيطة للغاية تظهر جمالها الطبيعي وسط الطبيعة اللبنانية التي تتميز بالثراء.
على الرغم من بعض المنغصات التي لازمتها في حياتها القصيرة لكنها كانت تتجاوز كل الأزمات بسهولة، ومن هنا فهى لا تنكر فاليري أنها محظوظة وأن أضواء الشهرة تطاردها، وفي هذا الصدد تقول: “أنا أقدر كل الفرص التي تتاح أمامي، وأحترم المحبة التي ألمسها من الناس تجاهي، ولكن ما وصلت إليه لا يقتصر على الحظ، بل بذلت جهدا لتقديم أفضل ما عندي ولإسعاد الناس، أنا حريصة على المحافظة على نفسي وعلى ما وصلت إليه، ويهمني أن أكون حقيقية مع الناس كي يروني كذلك دائماً.. ونحن من جانبنا نثمن هذا النجاح الذي حققته فاليري أبو شقرا في هذا الزمن القصير جدا، وحتما هو يشير بأنها نجمة قادمة على الطريق بخطوات ناجحة ستحقق لها كل طموحاتها بإذن الله.