رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مواجهة صادمة بين “صبرى فواز” و”نادية رشاد”

كتب: مروان محمد

رغم أن حلقات المسلسل لاتزيد عن (11) حلقة فقط، إلا أنها كانت مفعمة بالإثارة والتشويق وحسن الأداء لفريق العمل المكون من “وفاء عامر في قدرة فائقة على تجسيد دور الأم المكلومة على زوجها، الخائفة على مستقبل بناتها “وكذلك الأداء الجيد لكل من ” كمال أبو رية على قلة مساحة دوره، وأيمي ودينا هشام، لكن يبقى “سالم الصياد” الذي جسده شخصيته الفنان المبدع “صبري فواز” ببراعة واحترافية في هذا اللون من الشر المطلق هو الأفضل بين كل فريق العمل، وذلك عندما حاول تنفيذ مهمته بجدارة، فبعقله وخياله وخبرته الطويلة وقدرته الفائقة على أن يشعر ويفهم تمكن من فهم الشخصية، وبجسمه وصوته جعل هذا الفهم مرئياً، خاصة عندما كان يتطاير الشرر من عينيه على جناح من الكوميديا السوداء ليبدو أمامنا على الشاشة كضبع جريح يتمتع بقدر من الندالة في التهام فرائسه.

وذلك كما تجلى ذلك في المشهد الفاصل بينه وبين أمه التي لعبت دورها بخبرة وحنكة القديرة “نادية رشاد” التي تتسم بالعفوية والتلقائية الخالية من أي مبالغة في أدائها، وقد قدمت درسا عمليا  في التمثيل على مستوى كيفية استخدام العقل الواعي والعقل الباطن معا من أجل الوصول إلى الفكرة الرئيسة للموضوع، مع خلق فلسفة خاصة بشخصية الأم الصعيدية اعتمادا على قواها الداخلية الإبداعية، والتكيف مع الظروف بغية تحقيق التواصل مع الآخرين، والاشتباك معهم ذهنيا، ووجدانيا، واجتماعيا ،وحركيا، كما جاء في أدائها على جناح الحرفية وذكاء الخبرة.

يدخل سالم متسللا على أمه بخطى وئيدة في مكتبه بالشركة

أم موسى تواجه سالم بالحقيقة : من وقت الطمع ما ملأ قلبك ياسالم

في منتصف الحلقة (11) الأخيرة من مسلسل “إلا أنا – بنات موسى” تأليف يسري الفخراني، وسيناريو وحوار أمين جمال، وإخراج محمد أسامة، يدخل “سالم الصياد” على أمه الحاجة “أم موسى”  في مكتبه بالشركة، وكأنه لص متسلل حيث يقدم رجل ويؤخر رجل، ويتوجه نحوها، بينما هى تطل من خلف الزجاج على الشارع وتدير ظهرها للمكتب، وفي مشهد يعد الـ “ماستر سين” الحلقات يقول في لهفة مصطنعة: أم سالم .. هنا من إمتى؟.. وأنا بأقول الشركة منورة حصل لها ألف بركة، فترد في حسم : البركة راحت ياسالم من وقت الطمع ما دخل قلبك وعماه، ومن ساعة ما أنا كمان مشيت وراك وما وقفتكش.

سالم يرد في انكسار مزيف: ليه بتقولي كده يامه .. دا انتي مربياني بإيدك؟

أم موسى : كنت فاكرة أني مربية ولادي كلهم ومربتش بينهم شيطان.

سالم في نوع من المرواغة التي اعتادها طوال الحلقات: أنا شيطان يا امه؟.. دا أنا اللي طول عمري ملازمك يا امه.. لما “موسى ويوسف” كل واحد راح في حتة، أنا اللي فضلت جنبك، كنت باشوف طلباتك من غير ما تقولي عاوزه ايه وانفذهالك، وفي محاولة انكسار متعمدة يقولك بنبرة فيها قدر كبير من الاحتيال: وكلمتك طول عمرها على رقبتي، تقومي تقولي عليا شيطان يا امه؟

أم موسى: أنا عارفه ان جوه قلبك حتة بيضة .. الحقها يا ولدي قبل ما السواد يغطيها.

سالم مواصلا تزلفه لأمه: يا امه أنا عملت كل ده علشانك وعشان عرفنا وفلوسنا.

أم موسى في حسرة وآسى على كل مافات: كفاياك مغالطة يا سالم .. انته عملت كل ده علشان نفسك.

سالم في محاولة لاستمالة عواطف أمه من جديد دون جدوى: يا امه …

بس كفاية : أنا عارفة ان جوه قلبة حته بيضة الحقها يا ولدي
الصدمة تبدو على وجه “سالم” على أثر قول أمه له : البركة راحت
يخرج من الشركة مهزوما ومكسورا ليواجه مصيره المحتوم بحادث مفزع

وقبل أن يكمل ترد أم موسى رافعة يدها في حسم : بس .. كفاية .. انته مش قولت إنك بتمشي كلمتي على رقبتك .. اسمع كلمتي: أنا مش عاوز أشوفك هنا في الشركة ولا في البيت، ولا عاوزه أشوفك واصل قبل ما تغسل قلبك من الطمع وتطهره من الشر اللي عشش جواه.. ساعتها بس يا سالم حتلاقي قلب امك مفتوحلك، وحضنها يساعك من تاني.

سالم يدير ظهره في بطئ شديد والدموع تكاد تنهمر من عينيه ندما على كل ما فات عمره في ظلم بنات أخيه “موسى” الذي فارق الحياة قبل أوانه تاركا إرثا كبيرا تلاعب به سالم، وحاول بجشعه الاستيلاء عليه بالتزوير تارة ، وبالحيلة تارات كثيرة لكنها النهاية المحتومة بنوبة صحيان وإفاقة الأم وبعد غفوتها الطويلة أحست بأنها تشارك في ظلم بنات ابنها أيضا، في غير إدارك أو وعي منها، وهو ما يخالف فطرتها الطيبة، حيث خلطت كثيرا بين العرف الشرع في متلازمة متناقضة تماما، كانت نتيجتها حرمان بنات أحد أبنائها من الميراث الشرعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.