فيروس الإجرام عند يوسف زيدان
بقلم : محمد حبوشة
من الذي فرض هذا الجاهل المتغطرس المثير للفتن، والذي يدعى “يوسف زيدان” على التلفزيون المصري في برنامج “التاسعة”، وذلك بعد أن لفظته معظم القنوات الفضائية، جراء تطاوله على كثير من الثوابت الدينية والشرعية، بزعم أن العلم عنده يغلب الفقه في هذا الزمان، فقد خرج علينا في وقاحة مفتيا بأنه في ظل الوباء لايجوز الصوم والجماع، وأسقط في الوقت نفسه شرعية الأزهر، لكونه ليس مؤسسة دينية شرعية تمثل ضمير الأمة – على حد زعمه – مشيرا إلى أنه ليست هناك “مؤسسات” في الإسلام يمكن أن يعترف بها وبالتالي يمكن الركون إلى فتواها في أمور الدين والدنيا.
لقد أضحكتني ترهات “يوسف زيدان – آه والله – وهو يعيد نفس كلمات وشعارات وعبارات المدعوين “إسلام بحيري، إبراهيم عيسي، خالد منتصر، سيد القمني، نصر حامد أبو زيد، وفاطة ناعوت”، وغيرهم من فلاسفة هذا العصر المتخم بالمتحذلقين من مدعي الثقافة والمعرفة والفكر المتحرر من جمود النصوص القديمة التي عفى عليهم الزمن – كما يدعون في أحاديثهم الممجوجة – وكأنهم يملكون ناصية الكلام ووصاية خاصة من السماء.
لقد ذهب يوسف زيدان في شططه – كالعادة – متنطعا في دهاليز التاريخ الإسلامي، ينتقي منه ما يشابه فكره أو يتوافق مع أرائه حين تحدث عن عدم ضرورة الصيام في رمضان في ظل جائحة كورونا، مؤكدا أن لنا في الأطباء المثل والقدوة التي ينبغى أن تحتذى، وعندما رده “وائل الإبراشي” قائلا: إن مؤسسة الأزهر قالت عكس ذلك وأكدت بأن القادر يجب أن يصوم .. “أيوه الأزهر قال: الأصحاء يصومون”، فرد زيدان باستفزازيته المعهود التي تنم عن جهل ظاهر، وقال: والأزهر ماله؟.. يقصد إيه دخل الأزهر، والحقيقة أنني أحيله للدكتور أشرف عطية، رئيس أقسام الباطنة والمناعة بكلية طب عين شمس في حلقة السبت من برنامج “الحكاية” لعمرو أديب والذي أكد بأن الصيام يقوى جهاز المناعة على عكس تصور زيدان وغيره من المتشدقين بضرورة اتخاذ آراء الأطباء، وهو أمر يتفق تماما مع الآراء الفقهية التي تحض على صوم الأصحاء في ظل أزمة كورونا.
وهنا نقول لزيدان وأمثاله ممن يتطاولون على مؤسساتنا الدينية: طيب إنته اللي ليك دعوة يا يوسف..انته اللي مالك يعني؟، والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل تلك الحالة: “من المتطرف هنا: وائل؟ أم يوسف؟ أم الأزهر؟
أجيبونا .. يرحمنا ويرحكم الله !!!
وأعود لبداية المقال من جديد وأتساءل في دهشة: من سمح بهذا الهراء علي شاشة تليفزيون الدولة الممول بالأساس من دافعي الضرائب .. هل من جديد حول السماح لهذه الجوقة (المتعالمة)، كي تعزف لحنا نشازا واحدا لم يتغير، نفس الأفكار..، نفس الأكليشهات، والغريب في الأمر أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
أليس يوسف زيدان، هو الذي يطلق على نفسة مرة أستاذا للفلسفة ومرات أخرى صفة الروائي، وهو الذي تحدث عن مدينة القدس المحتلة، ودفاعه عن حق اليهود في قتال المقاومة الفلسطينية عام 1948، وأذكر أنه ألقى من قبل خلال برنامج “رحيق الكتب”، باللائمة على الطرف العربي والمسلم في إشعال معركة فلسطين، معلناً أن عصابات الهاجاناة الصهيونية التي تواجدت في فلسطين كانت بدايتها لمقاومة الاحتلال الإنجليزي.
وزعم “زيدان” في نفس الحلقة من البرنامج: أن الإسرائيليين عندهم في تاريخهم “حرب التحرير” لفلسطين من الإنجليز والهاجاناة، وإن “الحاجات دي إتشكلت أصلاً لطرد الإنجليز من فلسطين ثم هنشوف نعمل إيه مع العرب”.
وأشار زيدان في نفس الاتجاه بكلام لايقبله العقل والمنطق قائلا: “كفاية لعب سياسية حول مدينة القدس وعشرات الآلاف من الناس ماتت بلا معنى، والحروب دي كانت بلا معنى، مننا ومنهم لأنه بيحارب على زعم ووهم أرض الميعاد.. ميعاد إيه”.
ظني – والله أعلم – أن هذه خطة إسرائيلية صهيونية خبيثة، قديمة وحديثة في آن واحد، تقوم على أساس استبدال الصورة الذهنية في عقول وقلوب المسلمين والعرب، بل سائر البشر، عن “المسجد الأقصى”، بصورة ذهنية مغايرة تماما تتمثل في مسجد “قبة الصخرة” الذي بناه الأمويون!
ولايدرك أمثال هؤلاء أنه ثابت في عقيدتنا الدينية الإسلامية قصة الوحي الشريف – قرآنًا و سنة – والتي دلت على المسجد الأقصى، وإن كان صاحبنا الأستاذ! “يوسف زيدان” وغيره قد لا يهتم بهما، أو لا يعتبرهما موضع ثقة لتلقي معلوماته، وهو ما يوافق هوى عندى الصهاينة الذين يزعمون أن هيكلهم المزعوم! يقع تمامًا – ياللمصادفة – تحت المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله مباشرة، ولذا فإنهم يريدون، بل و يعملون بالفعل على هدم المسجد و إقامة هذا الهيكل المزعوم مكانه، و هو ما لن يتم طالما كان للمسجد قدسية في قلوب العرب و المسلمين!
وأعود لزيدان مع وائل الإبراشي، ولا أخفي إعجابي بتحليه العميق في مسألة تفسير الفيروس الإخواني، حين قال إن هناك فيروسات بشرية أقوى من فيروس كورونا المستجد، “كوفيد 19″، تمارس سلوكيات تؤذى البشرية أكثر من الوباء، لافتاً إلى الحروب والنزاعات المنتشرة تضر البشرية والأمم أكثر من كورونا، وتابع: “الحالة الراهنة سوف تنتهى سواء طالت أم قصرت، وستظل الناس عايشة”، مشيراً إلى ضرورة تشكيل لجنة عالية المستوى، تضع خطة وتصورا لمرحلة ما بعد “كورونا”.
لكنه عاد إلى شططه من جديد حين تطرق – في وعي علمي مزعوم يتشبث به في ذهنه هو وليس غيره – إلى أن الوباء ضرب العالم عدة مرات قبل مئات السنين واستطاع علماء ذلك العصر الوصول إلى الاحتياطات والتدابير الاحترازية التى نسير عليها حتى يومنا هذا، ويبرز الشطط أكثر في قوله: “تماما كما كان وقتها رجال دين ينظرون إلى الأمور بنظرة عقدية بحتة وليست علمية، ثم ذهب بخياله المريض في سخرية ليقول: “وفى عصرنا الآن موقف رجال الدين لا ينطلق من الحالة الجارية، بل من النصوص الدينية القائمة على المقارنة بين الهروب من الطاعون.. أم نعالجه بالصلاة والأدعية والابتهالات”.
وكان “زيدان”، قد قال أن هناك 3 مواقف نتخذها في مواجهة الأوبئة منها موقف الدين، هل نهرب من الطاعون أم نعالجه بالدعاء والصلاة؟، والموقف الآخر هو موقف المثقف، وفي التفاف واضح على الحقائق التاريخية ألبس الحق بالباطل في قوله: “نفسى الناس تقف عند شخصية شمس الدين المقريزى، وابنته ماتت في أحد الأوبئة، والأوبئة تأخذ وقتا، من فضلكم تحلوا بالصبر والعلم يقول إن العلاج يأخذ أكثر من عام ونتمنى أن تنتهى غداً، مضيفاً: الوقائع والتفكير المنطقى لاكتساب مناعة القطيع لابد من أن تستغرق عاما إذا لم تحتاج لعام آخر، وأتمنى أن تقوم مصر بعمل لجنة للتفكير ماذا سنفعل بعد الأزمة.
عندئذ توقف “زيدان” عن الكلام المباح وغير المباح، لكنه ترك أسئلة حائرة ظلت تطن في رأسي ورأس كثيرون ممن شاهدوا حلقة “التاسعة” مساء الأربعاء الماضي من نوعية: “من الذي سمح لهذا الجاهل المتغطرس المثير للجدل بصناعة الفتنة من جديد؟، وكيف يمكن السماح بهذا التطرف في قناة مملوكة للدولة، ولماذا يخرج علينا بين الحين والآخر مثل هؤلاء “المكلمتية” كي يبثون سمومهم في وجوهنا دون أدنى حياء؟، ثم أخيرا وليس آخر: أين دور وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام من تلك التجاوزات في حق مواطن يقوم بتمويل تليفزيون الدولة من ضرائبه؟!!! .. لله الأمر من قبل ومن بعد.
رائع ىا استاذ حبوشة زميل الدراسة المحبوب.. ذيدان درس الفلسفة فلم يتعلم الحكمة.. وتعلق باهداب الأدب في شيخوخته فاساء الأدب.. فماذا ننتظر من فاشل في كل طريق سلكه.. لكن ظني ان من اساء للناس اكثر في واقعة هذا المسفسط في زمن الخواء الأدبي والنقد هو من استقدم وهو على يقين من خبله وسفسطته الممجوج والمك وهه من كل المشاهدين.. اقصد الإبراشي لا لشئ سوي الحصول على الترندات واثارة ضجة ليشعر الناس ببرنامجه ويسجل نجاح جماهيري مفتعل على طريقة سبع البرمبة في عصر الفتوحات اللي فات وانتهى إمرة فمن يحكم ومن ندين.. وحسنا ماانتهيت كاتبنا الغيور على مهنة تلفظ أنفاسها الأخيرة ودين بات يقذف من كل من هب ودب من المتنطعون وقد احصيت حفنتة منهم دون حساب رادع صحيح أين المجلس الأعلى للإعلام من ذلك