رباعيات صلاح جاهين وسيد مكاوي .. كنز من الإبداع
كتب : صبا أحمد
من الأعمال الغنائية الخالدة في تاريخ الغناء المصري، رباعيات “صلاح جاهين وسيد مكاوي” التى تعتبر كنز من الإبداع والجمال والثراء الفني والأدبي، ظهرت الرباعيات كاملة عام 1963 ، وجمعت بين “جاهين ومكاوي”، حيث قام الموسيقار “سيد مكاوي” بغنائها في الإذاعة في فترة الستينات، وظلت هذه الرباعيات معروفة ومشهورة عند المثقفين والمهتمين بالأدب، لكنها مجهولة عند رجل الشارع البسيط، حتى أعاد المطرب الكبير “علي الحجار” الروح إليها مجددا فى بداية الثمانينات، وقام الموسيقار الكبير “منير الوسيمي” بعمل التوزيع الموسيقي لها، وظهرت للنور عبر ألبوم كاسيت من إنتاج شركة “موريفون” فحققت ومازالت نجاحا ساحقا، مما جعل شركة “صوت الفن” في منتصف التسعينات تطبعها مجددا بصوت مطربها الأصلي ” سيد مكاوي”، لكنها لم تحقق أي نجاح يذكر رغم أن بها رباعيات أكثر مما قدمه “علي الحجار”..
تميز غلاف الألبوم بصورة مرسومة للشاعر الراحل “صلاح جاهين”، وهنا لابد أن نشيد بجمال روح الشيخ “سيد مكاوي” الذي طرح الألبوم في حياته وقبل رحيله، ورغم ذلك توارى للخلف ووافق أن تزين صورة “صلاح جاهين” بمفرده غلاف الألبوم الذي جاء بسيطا جدا.
وربما يتبادر إلى الذهن ما الذي أراده “جاهين” من تلك الرباعيات؟ وللإجابة عن هذا السؤال يقول الدكتور “حسن يوسف طه” فى ” كتابه “جماليات الإبداع عند صلاح جاهين”: الإجابة ببساطة إنها حياته فى كل لحظاته، إنها خلاصة رؤيته وتأملاته، إن الرباعيات بعبارة أوضح هي “صلاح جاهين، وصلاح جاهين هو الرباعيات”، إنها فلسفة رجل عشق الحياة حتى النخاع، ورأى وسمع وشعر إنها حياته مركزة في تلك الرباعيات تكتشف الواقع ولكن فى صورة فنية أو في صورة جمالية.
وهنا سنختار لكم أشهر الرباعيات :
خرج ابن آدم من العدم قلت : ياه
رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه
تراب بيحيا … وحي بيصير تراب
الأصل هو الموت و الا الحياه ؟
عجبي !!!
……………………………………..
ضريح رخام فيه السعيد اندفن
و حفره فيها الشريد من غير كفن
مريت عليهم .. قلت يا للعجب
لاتنين ريحتهم لها نفس العفن
عجبي !!!
……………………………………..
ورا كل شباك ألف عين مفتوحين
و انا وانتي ماشيين يا غرامي الحزين
لو التصقنا نموت بضربة حجر
و لو افترقنا نموت متحسرين
عجبي !!!
……………………………………..
يا ملونين البيض في شم النسيم
لون الحنين و الشوق و خمر النديم
ما تعرفوش سايق عليكو النبي
تلونوا الأيام بلون النعيم ؟
عجبي!!
……………………………………..
طال انتظاري للربيع يرجع
و الجو يدفا و الزهور تطلع
عاد الربيع عرمرم شباب
إيه اللي خلاني ابتديت أفزع ؟
عجبي !!!.
……………………………………..
أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام
عجبي !!!!
……………………………………..
يا باب يا مقفول … إمتي الدخول
صبرت ياما و اللي يصبر ينول
دقيت سنين … و الرد يرجع لي : مين ؟
لو كنت عارف مين أنا كنت أقول
عجبي !!!
……………………………………..
سهير ليالي و ياما لفيت و طفت
و ف ليه راجع في الضلام قمت شفت
الخوف … كأنه كلب سد الطريق
و كنت عاوز أقتله .. بس خفت
عجبي !!
……………………………………..
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما سفر
ده البعد ذنب كبير لا يغتفر
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما بحور
أعدي بحر ألاقي غيره اتحفر
عجبي !!!
……………………………………..
إنسان أيا إنسان ما أجهلك
ما أتفهك في الكون و ما أضألك
شمس وقمر و سدوم و ملايين نجوم
و فاكرها يا موهوم مخلوقه لك
عجبي !!
……………………………………..
لو فيه سلام في الأرض وطمان و أمن
لو كان مفيش و لا فقر و لا خوف جبن
لو يملك الانسان مصير كل شئ
انا كنت اجيب للدنيا ميت ألف ابن
عجبي !!