نجوم الغناء العربي يبعثون برسالة محبة للإنسانية
كتب : شهريار النجوم
“لو كان عايز يكتب يوماتي ميت قصيدة من غير شعور وروح، ومعاني تكون جديدة، كان كل يومين يكون له في الشارع ميت ديوان، ساعتها حيحس إنه مجرد بغبغان”، لم أجد أفضل من كلماته التى كتبها مقدمة لديوانه الشعري “رصيف نمرة 5” لتعبر عن إحساس كل مواطن مصري تجاه أشعار الكاتب الدرامي والشاعر الغنائي الدكتور “مدحت العدل” الذي يغزل كلماته من نبض الشارع المصري والعربي، فهو دائما يرفض التقليدية أو الاستسهال، أو كتابة أشعار لمجرد التواجد، أو لأكل العيش، هو صوت مصر، صوت عاطفتها، ومرحها، وألمها، ونضالها، الذي انفعل بكل ألم مر بها في السنوات الأخيرة، وقدم لنا أغنيات وأوبريتات عبرت في كل مرة عن آلام وآمال وجراحات الوطن، وكانت دوما نشيدا محببا على لسان العامة والمثقفين على حد سواء.
في كل أزمة تحدث لمصر تجده موجود بقوة، إما بأشعاره، أو بمواقفه الوطنية كمصري حتى النخاع، أو بأعماله الدرامية الهادفة التي تجنح نحو القيمة المستمدة من تراب هذا البلد، يكفي أن أقول لكم هو مبدع “الحلم العربي” الذي أعاد لنا الحلم بالوحدة العربية، حتى لو كانت من خلال أوبريت مدته 20 دقيقة، وهو الذي أبكانا وزرع فينا الأمل في “القدس حترجع لنا”، وهو صاحب المسلسل الرائع “الداعية”، وهو شاعر “احنا شعب وانتوا شعب”، وهو القائل “يعنى إيه كلمة وطن”، وهومنشد ” تتصوروا لو طير ما بيطيرشي، أو قلب ما يغنيش، أو في الحياة نمشي من غير أمل بيعيش، إيه احنا غير حرية”، وهو “عم دهب”، وهو..، وهو … وهو …، هو صاحب الحب والحزن والأمل والتمرد عبر إبداع يفيض حبا وعشقا لتراب مصر والعالم العربي على اتساع أراضيه وتعدد قضاياه.
هذه الأيام كتب لنا رائعة جديدة، تصطف جنب أخواتها من الأوبريتات الوطنية القومية التى قدمها، أوبريت غنائي يحيي فيه الإنسان مهما كان جنسه ولونه، سواء طبيب، أو شرطي، أو عامل، أو فلاح، يبث فيه الأمل، والقوة، والحب والحياة، بعنوان “أنت أقوى” يقول مطلعه الذي خصنا به الدكتور “مدحت العدل” :
كل يوم الشمس تطلع … تملى بالنور الوجود
كل لحظة خير تعدي …. ف القلوب ولا الورود
هي نور الإنسانية … اللي بتعدي الحدود
أنت أقوى .. أنت أبقى .. سر أسرار الحياة
مد إيدك فوق وصلي …. للمحبة والإله
غني للحب الكبير للأمل .. تحيا الحياة
كلنا فى الأصل واحد .. أب واحد.. أم واحدة
لينا عمر ورب واحد فى الخطر بنبقى وحدة
علم .. نور .. حضارة .. فكرة ترسم الأحلام لبكره
الشجرة ف الأصل بذرة ياما ع الإنسان ده عدى.
الأوبريت لحنه الموسيقار الشاب “عمرو مصطفى”، توزيع “نادر حمدي”، غناء مجموعة كبيرة من المطربين في مقدمتهم “الكينج محمد منير، سميرة سعيد، تامر حسني، كارول سماحه، وائل جسار، صابر الرباعي”، وهو الآن في مرحلة المونتاج، وسيطرح خلال الساعات القادمة من إخراج المخرج السينمائي الكبير “طارق العريان”.
وهذا الأوبريت هدية من كل العاملين فيه الذين رفضوا تقاضي أي مبالغ مادية، هدية منهم للعالم العربي الذي يعيش الآن مرحلة هامة في حياته الإنسانية، في ظل جائجة كورونا التي تخيم بظلالها الكئيبة على كل أرجاء المعمورة باعثة على الخوف والرعب، ليأتي هذا الأوبريت كرسالة مهمة وبارقة أمل تخاطب الروح والوجدان وتكون بمثابة طوق نجاة للبشرية.
…………………………………………………………………………………………..
مقطع من أوبريت “أنت أقوى” بصوت الشاعر “مدحت العدل”