كتبت : كرز محمد
على قدر خفة ورشاقة أحداث مسلسل “طاقة حب” تأليف أحمد صبحي، وإخراج أحمد يسري، وبطولة “يسرا اللوزي وأحمد حاتم، محمود حجازي، رشا مهدي، سامح الصريطي، سامي مغاوري، شيرين، أنوشكا أحمد صفوت، محمد علاء، جيهان خليل”، وغيرهم من نجوم برز منهم في الأداء الاحترافي “أحمد حاتم” في تجربة رومانسية مغايرة لأدواره السابقة، و”سامي مغاوري” في طزاجته الكوميدية العذبة، وسحر الأداء الذي يتمتع به سامح الصريطي بخبرة وحنكة تؤكد صدقيته في الأداء الصعب رغم بساطة الفكرة، وكذلك محمد طعيمة الذي كان لافتا بقوة بإفيهاته الحاضرة وحركات جسده السمين كفراشة تواقة للضوء وعيناه المعبرتان جدا في أدائه الكوميدي والتراجيدي على حد سواء.
وعلى الرغم من أن المسلسل يذاع حاليا على منصة “VIU”، إلا أنه كان لافتا للنظر، وخاصة هذا المشهد يعتبر هو الماستر سين في الـ 40 حلقة الأولى حتى الآن، وفيه يدخل “مروان” الذي يجسده ببراعة “محمود حجازي” الذي حجز لنفسه مكانة خاصة في وجدان الجمهور المصري مؤخرا، على ابنة خاله “ولاء” التي تلعب دورها “جيهان خليل” في مفاجأة مذهلة بالنسبة لي تؤكد نضجها في قلب الدراما المصرية – على حداثة عهدها بالتمثيل – حيث كان أداءها سهلا بسيطا يجمع بين الكوميديا والتراجيدي على طريقة شقاوة سعاد حسني.
في فيلة والدها التي يسكنها هو نفسه معهم، التقيا “مروان وولاء، ويبدو “مروان في حالة نفسية سيئة بسبب زواج شقيقتها “لاما” من غريمه “أمير”، وذلك قبل أن يكتب عليها بأيام قليلة، ما سبب له صدمة كبيرة هزت كيانه، وهو وضع المهزوم.
يقول مروان لولاء بحديث مضطرب:
مينفعش نسيب “لاما” كده!!
ولاء في هدوء الحرباء التي تحاول أن تتلون برداء الذكاء والحكمة على غير عادتها المرحة: تعال معايا وتسحبه من يده قائلة : عوزاك، وتدخل به إلى غرفة مكتب والدها وتجلس على كرسي مقابل له قائلة : أنا عاوزه أقولك كلام تسمعه كويس .. تحطه في دماغك وتتربس عليه، وقبل ما أقوله لك عندي شرط.
مروان بامتعاض واندهاش لتصرفات ولاء الجديدة عليه: شرط ايه؟
ولاء بلغة ناعمة وهادئة : خلينا نفتح قلبنا لبعض ونبقى على ميه بيضة زي ما بيقولوا.
مروان : مش فاهم .. تقدري تعتبريني رجل غبي وفهميني؟!
ولاء : نعتبرك رجل غبي ونفهمك .. ماشي ، وتفاجئه بالحقيقة المرة التي يدركها هو جيدا: أنت عمرك ما حبيت “لاما” ولا فكرت تتجوزها قبل ما بابا يقولك .. صح؟، انت شفت “لاما” اللي على الحجر، وأنا قلت لك الكلام ده قبل كده، وبابا كان حيتجنن علشان كانت بعيدة عنه وعن الشركة، كان شايفها حاجة كبيرة جدا، لدرجة انه ماكنش شايف غيرها.
مروان : وبعدين يا لولو؟!!
دلوقتي الصورة اتغيرت، الصور اللي كان رسمها بابا لـ “لاما” اتكسرت، اتدغدت ميت حتة، ومبقاش قدامه غير مين ؟ .. مين؟ ، أنا وأنت، وانت عاوز تحط ايدك على الشركة وتضمن كل حاجة، وأنا برضه عاوزها أضمن كل حاجة.
مروان: ايه أضمن كل حاجة دي، هو انتي ناسية إني شريك أساسي وحقي مضمون؟
ولاء : بلاش نلف وندور على بعض، انت عاوز نصيبنا ونصيبك في جيبك، احنا بنات خالك مكسوري الجناح وانت الولد الوحيد اللي فينا، الولد اللي حايقش كل حاجة، وأنا بصراحة زيك عاوزه نصيبنا ما يطلعش لبره وده حق، ولا أنا بأقول حاجة غلط؟
مروان في حسم: لا ما بتتكلميش غلط.
ولاء: لاما اتجوزت خلاص يعني الصفقة اللي بنتكلم فيها أنا وانت هى براها .. بابا بيعتبرها ماتت، ثم تنظلر إليه في خبث : خد بالك لاما دي أختي وأنا باحبها زي عينيه .. بس مش دلوقتي – تشير بحركات ملتوية في محاولة لاستمالته بخصوص استبعاد اختها من الميراث – بعدين.. بعد ما أنا وأنت .. ثم تقرأ ما تقوله عيناه مستدركة وقائلة: قصدي أنت وأنا نحط إيدينا على كل حاجة، ساعتها حنمد لهم إيدينا ونقول لهم “أمير.. لاما” تعالوا في حضننا، وبعد لاحظت زيادة معدل اضطراب مروان قالت في كهن نسائي واضح وبصوت فيه قدر من الرقة المصحوبة باستدرار عاطفي من جانب انثى تعرف كيف تتلاعب بمن أمامها : مروان إيه رأيك.
عندئذ لم ينتهي الحوار حتى ظهر مروان في مكتب ولاء بالشركة في اليوم الثاني وهو منتشيا من طريقة تفكيرها بالأمس، ومبديا إعجابه الشديد من أدائها بالأمس، متسائلا عن خطتها العملية للخروج من المأزق.
ولاء: أنا عاوزك تروح الفيلا تقعد مع بابا وتتكلم معاه وتاخد بخاطره وتفهمه إن أنا وانت تحت أمره، ولو “لاما” خانت ثقته فإحنا لا، فاهم ولا أقول من الأول؟
مروان يهز رأسه قائلا: فاهم هى دي عاوزه كلام، ويحاول أن يداعبها مداعبة خفيفة فيه قدر من السخرية فتصده بجديتها الجديدة على شخصيتها لينهي المشهد قائلا : يلا بقى نشوف شغلنا !!!