صلاح فايز ومحرم فؤاد .. صداقة حتى الفراق
* “غدارين”.. أول أغنية جمعت بينهما وقام بغنائها بعد طلاقه من “تحية كاريوكا”
* آخر أغنيتي بينهما ” بحبك يا شبرا” و” الدنيا تلاهي”.
كتب : أحمد السماحي
كانت تجمع الشاعر الراحل “صلاح فايز” الذي رحل عنا منذ أيام قليلة مع المطرب الكبير “محرم فؤاد” علاقة صداقة وطيدة، نتج عنها العديد من الأعمال الغنائية المتميزة مثل “غدارين، قوم يا شوق ننام، صحي الأشواق، خداع يا هوى، خد النهار، بنصبح، يا أيام ، يا أحلام، سكة لإنتصار، كلنا عمال، ايه اللي بيجرى يا عالم، احلموا”، وكان آخر تعاون بينهما ” بحبك يا شبرا” وغيرها الكثير.
واليوم نعرض في باب “صورة وذكرى” مجموعة من الصور التي تجمع بين “صلاح فايز ومحرم فؤاد” تؤكد هذه الصداقة الفنية والإنسانية التى نشأت بينهما عام 1958 واستمرت حتى رحيل محرم فؤاد يوم 27 يونيو سنة 2002، أى بعد قرابة 44 عاما منذ اللقاء الأول.
وعن هذا اللقاء الأول قال الشاعر الراحل “صلاح فايز”: كانت المرة الأولى التى أرى فيها “محرم حسين أحمد” الشهير فيما بعد بـ “محرم فؤاد” فى حديقة معهد الموسيقى العربية، وكان ذلك فى إحدى ليالى صيف سنة 1958، فى تلك الليلة تعرفت على “محرم فؤاد”، وكنت وقتها برتبة “اليوزباشى” أي “النقيب” حالياً، ومنذ اللحظة الأولى تلاقينا روحياً من خلال تجاذبنا لأطراف الحديث، وبدأت بيننا صداقة عميقة عامرة بالأحداث لم تنتهى إلا بوفاته رحمه الله .
فى ذلك اللقاء الأول لفت انتباهى حسن إصغائه لمحدثه مع اعتداد النفس بلا غرور، وأناقة فى بساطة، وكان ذو طلعة بهية مع سمار بشرة محبب وتقاطيع وجه فرعونية كان يستحق لكل ذلك أن يطلق على نفسه “ابن النيل” فيما بعد، بعد أن ذاع صيته وامتلك شركة لإنتاج الإسطوانات.
بعد اللقاء الأول فرقتنا ظروف عمل كل منا، فلقد كان هو مطرب ملهى “سيروس” الكائن فوق سينما “ريفولى” بالقاهرة، وكنت أنا منغمساً ومنشغلاً بعملى كضابط، وكانت وحدتى العسكرية تعسكر حينئذ بقرية “فنارة” التابعة لمدينة “فايد” بمنطقة القنال، ولم ألتقى به سوى مرة واحدة بعد حوالى عام أي عام 1959، بعد قيامه ببطولة فيلم “حسن ونعيمة” وتحقيقه شهرة كبيرة، يومها ركبنا سويا حافلة نقل عام نزل هو فى منطقة “غمرة” حيث كان يستأجر غرفة فى بنسيون، بينما واصلت رحلتى بالحافلة لأزور عمة لى رحمها الله فى منطقة “روكسى ” بمصر الجديدة .
وخلال رحلتنا القصيرة بالحافلة تقاربت بنا المسافات وتأكدت العلاقات وتعاهدنا على مداومة الاتصال واللقاء وعدم الافتراق إلا “للعزيز القوي” كما يقولون، وفى عام 1961 تزوج “محرم فؤاد” من الفنانة الكبيرة “تحية كاريوكا”، وبعد فترة من الزواج، خبت جذوة نار الحب المشتعل وهدأت عاصفة العواطف المتأججة بينهما، ودب خلاف قوياً بينهما، وأطاح بكل ما تصوراه وتمنياه، فكان الطلاق، أبغض الحلال عند الله، وفى ذلك الوقت كنت قد قرأت عليه أغنية بعنوان “غدارين” كتبتها عن تجربة عاطفية فاشلة حسبتها ستنجح وتدوم طول العمر، ولكنها انتهت نهاية دراماتيكية، أعجب “محرم” بالأغنية جداً جداً، وكانت هى اللقاء الأول بيننا وتوالت اللقاءات بعده ومنها حضوري لحفل زفافه على الفنانة “عايدة رياض”، وتتابعت الأغنيات بيننا حتى كانت آخر الأغنيات التى جمعت بيينا وهى “بحبك يا شبرا”.