“خروج ولم يعد” .. فيلم كسر قواعد النجومية
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع في باب “سيلفي نجوم زمان” قررنا عدم الرجوع إلى الزمن القديم، ولكننا سنتوقف عند صورة جماعية أو “سيلفي” لأسرة فيلم ” خرج ولم يعد” بمناسبة مرور أيام قليلة على ذكرى ميلاد النجم المبدع “يحيي الفخراني 7 أبريل 1945” – أورسون ويلز العرب – والصورة تجمعه مع “فريد شوقي، ليلي علوي، وتوفيق الدقن، وعايدة عبد العزيز، ومخرج الفيلم محمد خان، وكل العاملين في الفيلم.
“خرج ولم يعد” تم انتاجه عام 1984، وكان إنتاج السينما المصرية فى هذه السنة 63 فيلما سينمائيا، وشارك مع فيلم “حتى لا يطير الدخان” فى مهرجان قرطاج السينمائي الدولي العاشر بتونس، وحصل “خرج ولم يعد” على الجائزة الثانية “الطانيت الفضي”، كما حصل “يحيي الفخراني” على جائزة أحسن ممثل عن نفس الفيلم.
الفيلم يكسر أسلوب الحدوتة التقليدية بفضل السيناريو الجيد والمبتكر الذي كتبه المؤلف الكبير “عاصم توفيق”، وملحوظ أنه ليس هناك قصة بالمعنى المفهوم أو الذي تعود عليه المتفرج المصري بالتحديد، وإنما هو موقف واحد لكن تتوقف عليه لحظة اختيار حاسمه في حياة إنسان، وكان صرخة تحذير من التكالب على المدينة بكل اختناقاتها وضجيجها، والالتفات إلى الريف، ويدعو الشباب الذي يريد الزواج لهجر القاهرة والذهاب إلى الريف حيث الهدوء والجمال.
ويقدم “محمد خان” – رحمه الله – كعادته سينما مختلفة، اعتمدت على كسر سطوة “نظام النجوم” في وقت بلغت فيه صراع الأسماء قمة السباق والتنافس حول من يبيع أكثر، وعهد في بطولة “خرج ولم يعد” للنجمين الشابين وقتها “يحيي الفخراني، وليلي علوي”.