كتب : مروان محمد
يبدو أن عشق محمد رمضان لإثارة الجدل لا ينتهي، فقد أدمن – على مايبدو – الاختلاف حتى في أوقات الشدة والأزمات، غير مبال بشعور الناس بتعمد إجراء حالات من الغثيان والتقزز تجاه تصرفات أقل ما تتصف به بالرعونة وفقدان البصيرة، والوقوع في براثن التناقض، فبالرغم من تبرعه بـ2 مليون جنيه مصري لوزارة الصحة المصرية لمواجهة فيروس كورونا، إلا أنه في الوقت ذاته خالف بنفسه تحذيراتها وتحذيرات منظمة الصحة العالمية التي شددت على تجنب التجمعات حرصا على الحد من تفشي الفيروس.
“رمضان” لم يتوقف عن التصوير مثلما فعلت كل أطقم عمل مسلسلات رمضان 2020 حرصا على عدم التعرض للإصابة جراء جائحة انتشرت في مصر طوال الأسبوعين الماضيين، وقد تعمد عبر فيديو نشره قبل أيام قليلة لتواجده في أحد مواقع تصوير مسلسله الجديد “البرنس”، وهو يلتقط الصور مع محبيه في تحد واضح، معرضا حياته ومن حوله للخطر، ولم تنتهِ إثارته للجدل عند هذا الحد، إذ ذكر في نسخة منشوره الأول “راجل دخل حضني فجأة قولتله مش خايف من الكورونا قالي هى اللي بتخاف مني، روحت بايسو من هنا ومن هنا”، ليحذف المنشور ويعيد نشره دون هذا المقطع الذي اعتبره البعض استهتارا بقوانين الوزارة الصحية.
مشهد الفيديو الذي نشره “محمد رمضان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي توتير، يستعرض نزوله من سيارته الـ “رانج روفر” مرتديا ملابس كجوال ونظارة شمسية رافعا يده تحية للجماهير التي كانت تنتظره بالخارج، كما تبدو عليه علامات الاستهتار بعدم لبس كمامة أم غطاء لكلتا يدية كنوع من الوقاية، وبعد أن سلم على إحدى السيدات بيده وربت على كتفها صعد الأتوبيس.
وفي مشد آخر ظهر “رمضان” وسط جمهور كثيف، يلتفون حوله في تلاصق مخيف، يلتقطون صور السيلفي، بينما هو يبتسم ابتسامته البلهاء كنوع من التحدي، فيداعب هذا ويضرب ذاك على رأسه في نوع من الدعابة التي يحاول من خلالها إثبات حميميته تجاه جمهوره الساذج، والذي راح يواصل المسير معه حتى لحظة صعوده سيارته من جديد، ليجلس داخل السيارة كالطاووس مشيرا بكلتا يديه، محييا الجمهور قبل أن تتحرك السيارة لمغادرة موقع التصوير.
على أثر هذا الفيديو الذي يعد نوعا من الاستفزاز اليومي الذي تتفنن في صناعته “محمد رمضان” على طريقته لإثارة الجدل زعما في زيادة حجم جماهيريتة ، جاءت التعليقات من جانب رواد موقع التواصل “تويتر” تحمل نوعا من السخرية اللاذعة جراء تصرفاته غير المسئولة وتناقضه الغريب والغريب كفنان ينبغي أن يسير على درب زملائه من النجوم الذين يوجهون رسائل تطمينية لجمهورهم مطالبين بالجوس بالبيت إزاء حتى زوال الأزمة التي تمر على مصر والمنطقة والعالم هذه الأيام.
لقد ذهب البعض إلى استنكار تصرفات “رمضان” والبعض الآخر ذهب للنيل منه بالسباب، وهذا مالا نقبله جملة وتفصيلا، فلا يصح أبدا أن ننال من شخص فنان مهما كانت تصرفاته، لكن ينبغي في الوقت ذاته أن تكون هنالك وسيلة لردع من يتحدى مشاعر الناس ويخترق القانون الذي يجرم مثل تلك التصرفات.
كما أنه في الوقت ذاته ينبغي أن ينتبه “محمد رمضان” نفسه لتصرفاته، وأن يراعي الشعور العام، ويحس بأزمة طارئة على الجمهور الذي يتشدق به ليل نهار، بأن يكون عند حسن ظنهم بالخلق القويم، وأن يراعي تصرفاته التي من شأنها أن تنال من نجوميته التي يسعى يوميا لتوسيع رقعتها على حساب ضرب الحائط بالتقاليد والأعراف والقيم التي يتحلى بها المجتمع المصري في مثل تلك الأزمات، ومن قبل كل ذلك تعليمات وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية في نداءاتها بضرورة اتباع التعليمات والاشتراطات الطبية الصحيحة للحد من الإصابة بهذا الفيروس اللعين “كورونا” في اجتياحه العالكم يوميا وبشراسة يعب معها السيطرة الكاملة.