“لست قلبي” .. طعنة غرامية في صدر كامل الشناوي
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها .
كتبت: صبا أحمد
نحتفل هذه الأيام بذكري العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وبهذه المناسبة قررنا في باب “محذوفات الأغاني” أن نتوقف عند قصيدته الرائعة “لست قلبي” للشاعر الكبير “كامل الشناوي”، وألحان الموسيقار “محمد عبدالوهاب”، وكانت هذه القصيدة اللقاء الثالث الذي يجمع بين “حليم” و” كامل الشناوي” بعد قصيدتي “لا تكذبي” و”حبيبها”، وقد قام العندليب بغنائها في فيلم “معبودة الجماهير” عام 1967، بعد وفاة “الشناوي” عام 1965، وفي القصيدة يعبر الشاعر عن الإنسان الذى ما زال يحب الإنسانة التى طعنته.
وقد قام “حليم” بالاتفاق مع الموسيقار محمد عبدالوهاب بحذف “كوبليه” كامل من القصيدة، لأنه ثقيل على أذن المستمع، واليوم ننشر القصيدة كاملة مع وضع “الكوبليه ” المكتوب قبل الحذف باللون الأحمر.
أنت قلبي، فلا تخف وأجب هل تحبها
وإلى الآن لم يزل نابضاً فيك حبها
لست قلبي أنا إذن إنما أنت قلبها
كيف يا قلب ترتضي طعنة الغدرفي خشوع ؟
وتداري جحودها في رداءٍ من الدموع؟
لست قلبي .. وإنما
خنجرأنت في الضلوع
أوتدري بما جرى، أوتدري؟ دمي جرى
أخذت يقظتي لم تعطني هدأة الكرى
جذبتني من الذرى ورمت بي إلى الثرى
قدر أحمق الخطى سحقت هامتي خطاه
دمعتي ذاب جفنها !! بسمتي مالها شفاه!!
صحوة الموت ما أرى؟! أم أرى غفوة الحياه؟!
أين يأسي؟ لقد مضى ومضت مثله المنى
فحياتي كما ترى لا ظلام ولا سنا!
كل ما كان لم يكن، وأنا لم أعد أنا!
أنا في الظل أصطلي لفحة النار والهجير
وضميري يشدني لهوى ماله ضمير
وإلى أين؟لا تسل فأنا أجهل المصير
دمرتني لأنني كنت ـ يوماً ـ أحبها
وإلى الآن لم يزل نابضاً فيك حبها!؟
لست قلبي أنا إذن !! إنما أنت قلبها !