“ضي القناديل” لحنها عبدالوهاب لفيروز فغناها “حليم”
كتب : أحمد السماحي
من أرق الأغنيات التى قام بغنائها “عبدالحليم حافظ” فى مشواره، أغنية “ضي القناديل” كلمات وتوزيع “الأخوين رحباني”، ألحان الموسيقار “محمد عبدالوهاب”، هذه الأغنية كتبها “منصور الرحباني” عام 1960 لتغنيها فيروز، على أن يلحنها محمد عبدالوهاب، بعد النجاح الكبير الذى حققه “عبدالوهاب مع فيروز” في أغانيهم الأولى “يا جارة الوادي، خايف أقول، سهار”، وبعد أن لحن “الموسيقار الكبير” الأغنية، أسمعها لمجموعة فى مصر من أصدقائه المقربين منهم “مصطفى محمود، كامل الشناوي، جورج إبراهيم الخوري”، وعندما سمعها “الشناوي” قال: هذه ليست “شارع ضباب” هذه مدينة نور، وكان لحنها الأول من مقام “السيكاه”، بعدها سافر “عبدالوهاب” إلى لبنان، وقابل السيدة ” فيروز”، وفى لقاء مغلق بينهما قالت له: إنها بعد أن سمعت كلمات الأغنية، وجدت إنها لا تتفق والشخصية المحترمة التى رسمتها لنفسها فى أغانيها، فشارع الضباب، وضو القناديل، والمصابيح الملونة، والأرصفة السوداء، والمواعيد الجميلة، كلها أجواء توحي ببنات الليل، لذلك لم يهفو قلبها إليها، وترى أن انسحابها أضمن لكرامتها!.”
وسألها عبدالوهاب وشو رأيك باللحن؟
ردت: رائع!
فقال :اذن انتهت المشكلة، أما زعمك بأن “جو” الأغنية لا يليق بشخصيتك، فاسمحي لي أن أرد بالقول أن المطربة الحقيقية هى التى تمثل الأغنية ولا تعيش فصول حكايتها، والكثيرات من المطربات يقلن ما لا يفعلن، بل يصورن ببراعة الصوت ما يريد الشاعر أن يقوله، والشاعر في “شارع الضباب” هو زوجك “عاصي الرحباني”.
ولاذ عبدالوهاب بالصمت، ولم يشأ أن يستطرد إلى الإقناع، بل رأي ألا يدخل فى جدل مع سيدة يحترم رأيها، وحبس الأغنية فى درج مكتبه عامين لعل “فيروز” تعدل عن رأيها، وعندما يأس أعطها لـ”عبدالحليم” الذى غير بعض كلماتها اللبنانية، وتعديل عنوانها من “شارع الضباب” إلى “ضي القناديل”، وسجلها مرتين الأولى فى مارس “1962”، ولم يعجبه التسجيل، فقام بإعادته فى يناير 1963، وقام بغنائها عام 1964.