ولم تكن أنيسة تعرف!
بقلم : سامي فريد
النجمة الطفلة فاتن محمود حمامة، بنت المنصورة ومعجزتها الفنية اختارها المخرج محمد كريم، لتمثل دور الطفلة “أنيسة” في فيلم “يوم سعيد”، وأمها الفنانة “فردوس محمد”، جيران الفنان الشاب محمد عبد الوهاب، الذي يقطن الدور الثاني فوقهم، ويعيش وحيدا منعزلا فتتعاطف معه الأسرة كانه واحد منهم ..
في الفيلم تنشأ مساحة من المودة والمحبة بين أسرة الشيخ مصطفى وحرمه وطفلتهم أنيسة مع الموسيقار الشاب “الوحداني”.
وتقرر الأم في أحد أيام رمضان أن تحمل “أنيسة” صينية لتهديها لسي كمال الذي يلعب دوره الموسيقار محمد عبد الوهاب فتسعد الطفلة بهذه المأمورية لأنها تحب كمال الذي يسألها لماذا تحبه فيكون جوابها: أهو كده باحبك..
وحملت أنيسة الصينية لتصعد بها إلى سي كمال، لكنها ما أن فتحت الباب حتى تفاجأ بأنه لابيت هناك ولا سلم ولا حتى سي كمال، فتعود بالصينية إلى أسرتها لتنقل هذه المفاجأة غير السعيدة، وغير المتوقعة عندما لم تجد سوى فراغ الاستديو من حولها..
قالت أنيسة إنها لم تجد لابيت ولا سلالم .. قالت: دا مفيش بيت ولا حتى فيه سلم .. أودي المشمشية لمين؟.
ضحك الجميع، ولم تعرف أنيسة “فاتن حمامة” لماذا يضحكون..أما هى فلم تكن تتصور ولا تعرف أن هناك شيئ اسمه الديكور الخاص بكل مشهد، لأنها وبفطرتها اعتقدت أن فوق الدور الأرضي دور علوي، وأن هناك سلالم ثم شقة سي كمال “محمد عبد الوهاب” صديقها الذي تحبه.
كل هذا عرفته في مشوارها الطويل والجميل مع السينما التي أصبحت بها فيما بعد “سيدة الشاشة العربية”.
حمل الفيلم الجميل 7 أغنيات من أبدع ما غنى الموسيقار محمد عبد الوهاب لمجموعة قد لا تتكرر من المؤلفين، كان على رأسهم أحمد شوقي بك (مقطع من مسرحية مجنون ليلى”، والذي غنته أسمهان مع محمد عبد الوهاب لأول وآخر مرة، ثم أغنية “طول عمري عايش لوحدي” للشاعر أحمد رامي، وأغنية أخرى “إجري” للشاعر حسين السيد، وأغنية “إيه انكتب لي ياروحي معاكي”، تأليف الشاعر أمين عزت الهجين.
بعدهم تأتي أغنية الشاعر بيرم التونسي “محلاها عيشة الفلاح”، ثم أغنيتين للشاعر الكبير بشارة الخوري هما “الصبا والجمال ملك يديك”، وأغنية “ياورد مين يشتريك”.
أما بطولة الفيلم فقد اجتمعت فيها أيضا مجموعة من الفنانين قلما يتاح لها أن تجتمع في فيلم، هم: “محمد عبد الوهاب، عبد الوارث عسر، سليمان بك نجيب، علوية جميل، إلهام حسين، فؤاد شفيق، فردوس محمد، سعيد أبو بكر، ثم أمين وهبة بأدائه المسرحي وشاعر “الحمامة المذبوحة”.
ثم الوجه الجديد الذي اختفى بعد ذلك الفنانة “سميحة سميح”.. وبين كل هذه المجموعة القوية تقف الطفلة “فاتن حمامة” بنت السبع سنوات لتدهش الجميع بأدائها الطبيعي دون تكلف، والذي كشف منذ اللحظة الأولى عن أن الفن يسكن داخل كل كيان هذه الطفلة التي أضحكت كل الاستديو بتعليقها الذي خرج طبيعيا ومتفاجئا، وهى مندهشة عندما قالت: إيه ده؟ دا مفيش لا سلم ولا بيت ولا حتى سي كمال.. “عندما لم تجد أمامها سوى العمال وفراغ الاستديو.