لطيفة .. مطربة و”فاشونيستا” تعشق التحدي !
كتبت : شهرزاد سليمان
هى ملكة متوجة بلاشك على عرش الغناء الرومانسي الرقيق في عصرنا الحديث، ليس لأنها تملك صوتا عذبا نقيا فحسب، بل لأنها تشكل في حد ذاتها مجموعة من المشاعر والأحاسيس التي تملك القدرة على ترجمة ما يجول بخاطر العشاق والحيارى في دنيا الحب والغرام، وتحلق بهم عاليا في سماء الأحلام.
منذ أن وطأت قدماها أرض القاهرة، قادمة من تونس الخضراء حاملة بين جوانحها عبق ياسمينها الأبيض الناصع الملوء برائحة النشوة، وهو الذي صنعت منه ملكة “قرطاجنة” أو قرطاج “عليسة” تاجها الأبيض كرمز للقوة والنقاء والجبروت، ومن ثم فقد حكمت شعبها بالعدل والحكمة، حتى غدت رمزا للأنوثة في حكمة بالغة على أرض العرب قديما.
إنها النجمة العربية “لطيفة” التي تحمل ملامح “عليسة” في حدة ذكائها وحكمتها، كما ظهر منها في التصرف بعالم الموسيقى والغناء على جناح الاجتهاد والعمل بجدية، مخاطبة الجمهور العربي على اختلاف أشكاله وألوانه، بلهجاته المختلفة، حتى صارت أيقونة رومانسية متوجة على رأس الأغنية العاطفية، ووطنية من طراز رفيع في الأغنية الحماسية، ومجددة بمنتهى العصرية في القوالب الحديثة التي تتطرق إلى كافة الموضوعات الاجتماعية.
وآخرها كليبها الجديد “في الأحلام”، والذي يقدمها كمرأة تعرف كيف تتحدى وتتمرد معبرة بلوكات مختلفة من الأزياء التي تعبرعن حال إمرأة تعيش لحظات الغيرة والاستفزاز من تصرفات حبيبها الخائن، ومن خلاله فتحت دولابها لتستعرض لنا ثمانية لوكات تحكي لنا “لطيفة” قصتهم في السطور القليلة القادمة، وهى كلها بالمناسبة من تصميمها، وقد حرصت فيها على أن تناسب الأجواء من ألوان وإكسسورات وإضاءة تعكس الحالة المزاجية لها في أثناء الغناء.
اللوك الأول : عبارة عن طاقم من “الجيرسيه” باللون الفضي، وهو يعطي إحساس بالحرية والانطلاق لامرأة عملية تسأل حبيبها أو زوجها في دهشة: لماذا تأخذ تليفونك في الحمام؟، وهو تصرف استنكاري مريب، وقد راعيت – تقول لطيفة – في تصميمه أن يكون مريحا في الحركة، ويمنح الجسم نوعا من الانسيابية التي تشير إلى حالة تلك المرأة الحائرة من تصرفات غريبة من جانب زوجها في نظراته لكثيرات من صديقاته، مستخدما الشات ومواقع التواصل الاجتماعي بصورة تبدو مرضية.
اللوك الثاني في المطبخ، وهو من قماش قطني، عبارة عن بلوزة بيضاء و”مريلة” باللون الأصفر يتناسبان مع العناصر الموجودة في الخلفية والإضاءة الخافتة كدليل على الصمت والغيرة التي تخيم على أرجاء البيت، ويواكب في الوقت نفسه حالة التهديد له ووعيده بأيام سوداء في حياته، وربما لجأت في تصميم هذا اللوك إلى لبس “الشيفات”، وهو مستوحى من برامج الطبخ الموجودة بكثرة حاليا في التليفزيون.
اللوك الثالث: تؤكد “لطيفة” إنه عبارة عن فستان صمم خصيصا للتعبير عن حالة الرومانسية التي افتقدتها، من خلال قماش قطني بلون الفستق مطعما بورود تجمع بين الأبيض والأحمر، وهو استدعاء واضح لأيام كانوا قد عاشوها في هذا الركن من البيت، حيث الأباجورة بإضاءة تعبر عن رومانسية ماتزال تسكن نفس المكان، رغم أن لسان حالها يستنكر تصرفاته المريبة، وفي يدها كتاب عن الأساس المنزلي، وهو ربما يشير إلى أنها ترغب في تغيير شكلها حياتها القادمة في المستقبل القريب.
اللوك الرابع: فستان من قماش يجمع بين الألياف والقطن في آن واحد، وقد صممته – على حد قول لطيفة – بحيث يكون فضاضا، وخاصة إنه باللون الأزرق التركواز الذي يناسب أجواء الأحلام والخيالات، في إشارة منها بالتهديد بأنها ستطارده من خلال تلك الأحلام، حتى ولو لم يكن مكترثا بمراقبتها له في كل حركاته وسكناته، وذلك أينما وجد في أي مكان، أو تصرف تصرفا غير مسئول، فهى تقف له دوما بالمرصاد.
اللوك الخامس: تيشيرت باللون الأصفر، لون الغيرة، و”كاب” يجمع في ألوانه بين الأحمر والأصفر والأسود يناسب خصوصية الجو العام لممارسة الرياضة، وهى أقمشة قطنية طيعة تناسب الجلوس على الأرض والإمساك بـ “دامبل” كدليل عملي على إظهار قوة الشخصية، وربما جاءت تسريحة الشعر المنساب على الكتفين بطريقة غير منظمة ليعمق حالة الغجرية التي تعيشها في تلك اللحظات بالذات، والتي يبدو أنها تعكس الحالة المزاجية لامرأة مصدومة بالفعل.
اللوك السادس: وهو جاكيت من الصوف بلونه الأصفر وتخته “بادي” أبيض، والذي يدل على استمرار حالة الغيرة التي تعيشها، رغم ما تعكسه خلفية رومانسية المشهد من إضاءة خافته مسلطة على مكتب، ووجود مجلدات مركونة على مجموعة من الأدراج تدل على مكان عملها، وهى هنا قد تعمدت الإشارة على مايبدو إلى تحققها على المستوى العملي في حياتها بصفة عامة، لكنها ماتزال مستفزة من تصرفاته الغربية التي تثير مخاوفها وتشككها الدائم.
اللوك السابع : فستان أحمر من الألياف الخاصة، مع كتفين شبه عاريتيان في إشارة إلى وصولها لقمة الاستفزاز، وإثارة الغيرة في نفسها من جديد، رغم أنها موجودة داخل مكتبها، في محاولة للانهماك في العمل، ونسيان تلك التصرفات الصيبيانية المستهترة من حبيب عابث، لكنها تبدو مع كل ذلك في كامل أناقتها باللون الأحمر الناري الدافيء .. لون الحب والعاطفة الجياشة.
اللوك الثامن، بلوزة فضفاضة بلون فستقي، مع نظارة طبية تدل على الجدية وتبدو في هذا المشهد شخصية عملية بأزياء مناسبة لأجوء المكتب، وترفع سماعة التليفون في محاولة للانشغال عن الأفكار التي تروادها بين الحين والآخر، بل تطاردها في البيت والشارع والمكتب، حتى تكاد لا تتخلص منها بسهولة رغم محاولاتها المستمية في الهروب من واقع الغيرة القاتلة.
في هذه اللوكات الثمانية برهنت “لطيفة” على أنها شخصية تملك قدرا عاليا من الذكاء في الاهتمام بالتفاصيل، على مستوى التصميم بيدها لخلق أجواء تناسب حال المرأة العربية بكل مستوياتها الاجتماعية وهى حائرة ومستفزة من تصرفات حبيب لاهي لا يدرك حقيقة مشاعرها تجاهه، لكنها امتلكت القدرة على التحدي كمطربة بفرط من مشاعر دفينة، و”فاشونستا” محترفة للوقوف في وجه هذا الرجل غريب الأطوار.