العدوان على بلاد طيبه
بقلم : مدحت الخولي
يحكى أن بعض البلهاء أصابهم التعب و الأعياء وهم فى الطريق إلى الكعبه المشرفه لأداء فريضة الحج .. فتوقفوا وقاموا ببناء كعبه خاصه بهم وقاموا بالطواف حولها وجاء بعدهم من فعل فعلتهم مخادعاً .. أو مخدوعاً.
لم يعد هناك حياء.. انهارت الفواصل بين العقل والجنون.. مسرح وسينما وتليفزيون وأغاني وإعلانات لاتحترم قيمة ولا معني .
وظهرت أعراض الأمراض الاجتماعيه على البشره النفسيه للمجتمع المصري ..
اختلت المعاير، وكشف تجار الفنون الزائفه عن وجوههم المذعوره بلا خوف ولا تردد، كأنهم يصدقون الكذبه الكبرى التى اخترعوها، وهى أنهم داخل دائرة الإبداع والفن المصرى .
والحقيقه أنهم صنعوا لأنفسم دائره خاصه بهم بعيداً عن الثوابت والمعاير الأزليه للفن، وهى أن يحمل رسالة حق وخير وجمال، ويكون مصاحباً للدهشه والسحر والجلال، صنعوا لأنفسهم دائره تتناسب مع ثقافتهم الضحله المترديه ودوافعهم الغريزيه للانتقام من مجتمع راقي مثقف ومتحضر، طالما كان ينظر إليهم نظرة دونيه ويضعهم موضعاً يكرهونه، ولا مانع أيضاً من تحقيق الأرباح الطائله حيث أن مايباع الآن غالى الثمن.
مايباع الآن من مواثيق الشرف والآداب العامه هو اسم مصر، وريادتها، وتاريخها الفنى العتيد، وروحها الشابه ومستقبل أطفالها ، وهناك دائماً من يشترى!!
متى دخل هؤلاء المخربون إلى المشهد الثقافى والحضارى المصرى؟
والسؤال الأهم: إلى متى وإلى أى مدى سوف يصل هذا التخريب والعدوان على مصرنا الحبيبهة .. العدوان على بلاد طيبه ؟
الشروع في قتل شخصية مصر وريادتها الثقافية والحضارية و مستقبل أطفالها جريمة جنائية خطيرة مكتملة الأركان.. سواء كانت مؤامرة أو انحطاط ذهنى وإهمال تربوى .. ولا يسأل فيها عن نية الفاعلين، أو عقدهم النفسية، أو فلسفة أكل العيش السطحيه العقيمة.
وقف الاعتداء وإنزال العقاب القانونى الرادع السربع لكل من يشارك في هذه الجريمة واجب وطني مقدس.. مابنته مصر من فضائل و أمجاد عبر تاريخها الطويل لن يهدمه أحد مهما كانت الدوافع والظروف.