90 عام على ظهور الفيلم الصامت ” زينب”
كتب : شهريار النجوم
90 عام بالتمام والكمال مرت على عرض فيلم “زينب” الصامت، الذي عرض يوم 12 مارس عام 1930 في دار سينما “متروبول”، الفيلم تأليف محمد حسين هيكل بك، وأعده للسينما وأخرجه محمد كريم، وقام ببطولته مجموعة كبيرة من نجوم مصر منهم ” بهيجة حافظ، سراج منير، دولت أبيض، زكي رستم، وقام بإنتاج الفيلم الفنان الكبير يوسف وهبي.
وتعالوا بينا نتوقف عند ما جاء في بعض جرائد ومجلات هذا العصر التى نشرت أخبار عن الفيلم ونعرف بعض كواليس هذا الفيلم الذي لم نشاهده على الفضائيات، فنشرت مجلة ” العروسة” يوم 10 يوليو عام 1929 التالي: رواية “زينب” هى الرواية السينمائية المصرية التى وضعها الأستاذ الدكتور “محمد حسين هيكل” على نفقة شركة “رمسيس فيلم” التى يشرف عليها ويديرها الأستاذ “يوسف بك وهبي”، وتقوم بتصوير مناظرها وتحميضها وإظهارها “شركة مصر للتمثيل والسينما”، فالراوية مصرية الموضوع والوضع والإخراج والتصوير، وقد اشترك في تمثيلها فريق من أقدر الممثلين وهواة التمثيل وجميعهم من الوطنيين، فلا غرو إذن أن نرى محبي السينما يرقبون ظهورها على الستار الفضي بفارغ الصبر، وأنه ليسر “العروسة” أن تكون الأولى في نشر صور بعض مشاهد هذه الرواية.
وهذا حديث قصير أجري مع بطلة الفيلم “بهيجة حافظ” في مجلة “الصباح” بتاريخ 2 مارس 1930 العدد 179 جاء فيه :
انتهت إدارة “فيلم رمسيس” من إخراج رواية “زينب” بعد مدة طويلة قضاها الأستاذ محمد أفندي كريم فى إخراج هذا الفيلم الذي قامت بالدور الأول فيه السيدة بهيجة هانم حافظ، واشترك فى تمثيل أدواره كذلك كثيرون من نوابغ الممثلين والممثلات وسيعرض الفيلم قريبا جدا بسينما “متربول”، وحينئذ نعلن رأينا فيه، ونوفيه حقه من الثناء والإطراء أو النقد والملام، وقد سألنا السيدة بهيجة عما إذا كانت ستستأنف التمثيل في روايات سينمائية أخرى أم ستكتفي بالدور الذي مثلته في “زينب” فقالت: إن حبها للسينما لا يقف عند حد، وهى لا تتأخر أبدا عن التمثيل في السينما ما دامت الشركة التى تعمل معها تكون جادة في عملها ولها من الأستعداد والمكانة ما يتفق مع كرامتها ومركزها.
وأدلى المخرج “محمد كريم” بتصريح خاص بعد عرض الفيلم لمجلة “الدنيا المصورة” بتاريخ 29 / 6 / 1930 في العدد ” 75 ” جاء فيه: إدارة الفيلم تعلق أكبر الآمال على عرضه فى الخارج، إذ أن السوق المصرية وحدها لا تكفي لسد النفقات والوصول إلى ربح مادي معقول، لذلك فإنه راعى أن يقدم كل ما يشرف سمعة بلاده ويكون بمثابة دعاية حقة لها في الخارج، وقد تحقق أمل “الرمسيسيين” – نسبة إلى رمسيس فيلم – فعرضت إحدى الشركات الباريسية أن تشتريه لحسابها الخاص، كما أن شركة “أوفا” الألمانية التى تعتبر من أكبر الشركات العالمية وأقواها مركزا قد طلبت هى الأخرى شراءه، رغم أن هذه الشركة امتنعت فى الأيام الأخيرة امتناعا كليا عن شراء الأفلام الصامتة من الخارج مفضلة عليها الأفلام الناطقة، وهذا إن دل على شيئ فيدل على مبلغ السمعة الطيبة التى اشتهر بها فيلم “زينب”.