التنوع والنضج في “مهرجان الفجيرة”
بقلم : محمد غباشي
انتهت قبل أيام فعاليات مهرجان الفجيره الدولي للفنون، والذي احتضتنه إمارة الفجيرة بالامارات العربيه المتحده من العشرين من فبراير إلى الثامن والعشرين من نفس الشهر.. كان حقا عرسا ثقافيا فنيا غلبت عليه البهجه والتنوع والحفاوة، وتركت في النفوس أثرا طيبا.
كواحد من المتابعيين والمشاركين للمهرجان منذ سنته الأولي أدلي بشهاده تفيد بأن التنوع والنضج في هذه الدورة كان ملحوظا وواضحا، حيث أتاح المهرجان الفرصة لكل الحضور المشاهدة والاستمتاع كل حسب رغبته وميوله، فمن أراد الاستمتاع بالغناء والطرب مع نجوم كبار كانت حصته في المسرح الكبير، والذي أعد خصيصا لمراسم الافتتاح والذي اشتمل على أوبريت غنائي راقص كلل نجاحه مشاركة فنانيين كبار كالنجم محمد عبده، والفنان حسين الجسمي، والفنانه أحلام، ومن ثم أعقب الافتتاح سهرات غنائية متنوعه شارك فيها نجوم عدة كعاصي الحلاني وشيرين وغيرهم، بالإضافة إلى الفرق الشعبيه والتراثيه المختلفة البلدان والأجناس وعلى مدار الأيام التالية.
وبعدها يأتي دور الثقافة المتمثلة في مسابقة “جائزة حمد الشرقي” في مجالات القصة والشعر والمسرح والتي فاز بها عدد لاباس به في كل هذه المجالات من بلدان عربيه كثيرة.
أعقبتها ندوات هامه في مجالات الأدب والفكر والإعلام والمسرح، وقدمت أوراق عديدة وأبحاث مختلفة في هذه المجالات.
“دبا الفجيرة” والمونودراما
هذه البلدة الصغيرة جغرافيا الكبيرة حفاوة وتفاني في إسعاد من يصل إليها ويختلط بسكانها سيجد في كل ركن منها عبق التراث والكرم الإماراتي الأصيل، وهي التي احتضنت “مهرجان المونودراما” منذ بدايته إلى الآن، والأهم أنك ستجد من كانوا أطفالا يلعبون في أروقه المهرجان بالأمس البعيد، لقد صاروا اليوم رجالا وشبابا حملوا مسئولية المهرجان على اعناقهم فنجحوا في تقديم أنفسهم ووطنهم بكل كفاءة ومودة، فهاهى اللجان الفنيه والتنظيميه لاستقبال جمهور المسرح من كل صوب وحدب، وهاهي الجهود المبذوله تتضح كفاءة وحرفيه ونشاطا قل من يضاهيه خلال الأيام الثمانيه التي عرضت على مسارحها عروض المونودراما المختلفه البلدان الشرقيه والغربيه كان أهمها العرض الإنجليزي “شكسبير”، والعرض الليتواني “سبعة أيام”، والعرض الفلسطيني “قهوه زعترة”، بالإضافه إلى العرض السيرلانكي “مأساه زوج’، وعروض كثيره متنوعه من “تونس والجزائر وروسيا وكردستان”، وهاهى خشبه المسرح الخارجي التي استقبلت عروضا أخري مختلفه من الفنون الشعبية والتراثية المختلفة، بالإضافه إلى القرية التراثية التي لم تبخل علي روادها بفنونها البحرية والصحراوية والزراعية ، فقدمت الكثير من الود والكرم.
أكثر من 600 ضيف فنان وفنانة ولفيف عديد من الإعلاميين والأدباء والشعراء والمهتميين استقبلتهم “أيام الفجيرة للفنون” المختلفه تحت رعايه كريمة من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلي، حاكم الفجيره وسمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافه والإعلام، ونائبه السيد محمد سعيد الضنحاني، ومدير المهرجان المهندس محمد الأفخم واللجان المختلفه العامله فنيا وإعلاميا وتنظيميا.
كل المحبه والتقدير لكافة هذه الطواقم التي لم تدخر جهدا لتوفير البهجة والتنوع لكل زوار المهرجان والمشاركيين فيه.