رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عبدالوهاب كان سببا في شهرة “شاعر الكرنك”

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها .

استبدل من القصيدة بعض الكلمات

كتب : شهريار النجوم

ونحن نحتفل بذكرى ميلاد عبقري النغم الموسيقار “محمد عبدالوهاب” نتوقف عند واحدة من أشهر أغنياته في حقبة الأربعينات ألا وهي “أنشودة الكرنك”، كلمات الشاعر أحمد فتحي، وألحان وغناء موسيقارنا الكبير، وهذه القصيدة المغناة هى التى خلدت اسم “أحمد فتحي”، فالناس لم تعرفه قبل أن يغني له “محمد عبدالوهاب”، كما لم تعرف الشاعر الكبير “علي محمود طه” إلا عندما غني له “عبدالوهاب” قصائد: “الجندول، وكليوباترا، وفلسطين”، فالغناء يمنح الشعر الصيت والخلود، والشعر يرد الجميل مضاعفا، كما يمنح الغناء قدرا أكبر من البقاء والخلود، بدليل بقاء هذه القصائد المغناه منتشره حتى الآن.

ويرجع الكاتب والشاعر الكبير “صالح جودت” فى كتابه “شاعر الكرنك” خلود هذه القصيدة  إلى عدة أسباب: “أولا لأنها ظهرت في عصر سادت فيه الغنية الدارجة، حتى على ألسنة أصحاب الأسماء الكبيرة من أهل الغناء، فكان طلوعهم على الناس بأغنية عربية فصحى مرة كل عامين أو ثلاثة، يعد فى كل مرؤة حدثا فى عالم الغناء.

والسبب الثاني إنها تناولت غرضا من أغراض الغناء غير الحب، في عصر لم يطرق فيه أهل الغناء بابا غير باب الحب، حتى مله الناس بعد أن أصبحت معانيه مكررة لا تثير فى وجداناتهم أنفعالا يحسون فيه شيئا من الجدة “.

الشاعر أحمد فتحي

وسنجد أن الموسيقار محمد عبدالوهاب استبدل من القصيدة بعض الكلمات فمثلا في في الكوبليه الذي يقول فيه الشاعر “وهفا ملء سكون الخاطر”، غيره إلى “وهفا بين سكون الخاطر“، وقدم الكوبليه الذي يقول فيه “حين ألقى الليل للنور وشاحه”، على الكوبليه الذي يقول “صحت الدنيا على صبح رطيب”، واستبدل كلمة ” أنداء” بكلمة ” أنغام” فى الجملة التى تقول “بين أنداء النسيم العاطر”، جعلها “بين أنغام النسيم العاطر”.

كما استبدل كلمة “وصغى المعبد للحسن القريب” إلى “وهفا المعبد“، وحذف كلمة ” هى زهري”في جملة ” هى زهري وغنائي ومدامي” وجعلها “هى دمعي وغنائي ومدامي” ، كما يوجد كوبليه كاملا لم يغنيه الموسيقار ” محمد عبدالوهاب”.

كلمات القصيدة كاملة:

 حلم لاح لعين الساهر  

وتهادى فى خيال عابر

وهفا بين سكون الخاطر  

يصل الماضي بيمن الحاضر

يا له من سرها الباقي ويالي  

لوعة الشادي ووهم الشاعر

كيف لا يدري إلى أين الشعاع؟ 

وأماسيه لقاء ووداع

وخطاه في السبيلين صقاع

راحة المضني ومهوى الحائر

حين القى الليل للنور وشاحه  

وشكا الطل الى الرمل جراحه

يا ترى هل سمع الفجر نواحه  

بين أنغام النسيم العاطر

صحت الدنيا على صبح رطيب  

وهفا المعبد للحن القريب

مرهفا ينساب من نبع الغيوب  

ويناديه بفن الساحر

ها هنا الوادي وكم من ملك  

صارع الدهر بظل الكرنك

وادعا يرقب مسرى الفلك  

وهو يستحيي جلال الغابر

أين يا أطلال جند الغالب؟

أين آمون وصوت الراهب؟

وصلاة الشمس؟ وهمي طار بي  

نشوة تزري بكرم العاصر

أنا هيمان ويا طول هيامي  

صور الماضي ورائي وأمامي

هى دمعي وغنائي ومدامي  

وهي فى حلمي جناح الطائر

ذلك الطائر مخضوب الجناح

يسعد الليل بآيات الصباح

ويغني فى غدو ورواح  

بين أغصان وورد ناضر

فى رياض نضر الله ثراها  

وسقى من كرم النيل رياها

ومشى الفجر إليها فطواها  

بين افراح الضياء الغامر.

يجب ألا تكون بعض الكلمات زائدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.