سر زيارة “مديحة يسري” لأسرة ” المنتقم”
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
اليوم سنتوقف مع “سيلفي نجوم زمان” عند صورة جميلة جدا تدل على روح الأخوة والمحبة التى كان يشهدها الوسط الفني زمان، حيث نري النجمة “مديحة يسري” في زيارة لأسرة فيلم “المنتقم” قصة : إبراهيم عبود، سيناريو “نجيب محفوظ، وصلاح أبوسيف”، حوار: السيد بدير، ومحمد عفيفي، تصوير “أحمد خورشيد”، ديكور “هاجوب أصلانيان”، موسيقى “عبدالحليم نويره”، مونتاج “أميل بحري، ووفيقة أبوجبل”، وقام ببطولة الفيلم “أحمد سالم، نور الهدى، محمود المليجي، دولت أبيض، لولا صدقي، بشارة واكيم، محمد كامل، محمود السباع، ثريا فخري”، وقد عرض يوم 11 أغسطس 1947 .
وسر زيارة “مديحة يسري” إلى الاستديو إنها في هذه الفترة كانت تعيش قصة حب مع النجم الدنجوان “أحمد سالم”، وكانا في طريقهما للزواج بعد طلاقها من المطرب “محمد أمين”.
كان فيلم “المنتقم” الذي تجتمع في الصورة أسرته، هو ثاني أفلام مخرجنا الكبير “صلاح أبوسيف” بعد فيلمه الأول “دايما في قلبي”، وقد لجأ بطل الفيلم “أحمد سالم” إلى دعاية لطيفة، حيث كتب فى إعلانات الشوارع والجرائد والمجلات أن الفيلم من إنتاج “شركة الشرق الأدني للفنون”، لصاحبها “عبود وشركاه”، ويومها ظن الجمهور والصحافيين أن “عبود باشا” المليونير الشهير نزل إلى حلبة الإنتاج السينمائي، فأقبل الناس وكبار الصحافيين على مشاهدة الفيلم، وحتى الآن لم يعرف أحد هل “عبود باشا” هو الذي أنتج هذا الفيلم، أم أن هذه الدعاية كانت من “تقاليع” أحمد سالم التى كان يلجأ إليها عندما يجد فيلم له لا يحقق رواج جماهيري.
كثير من الذين كتبوا عن الفيلم وقتها أكدوا أن هذه تقليعه من تقاليع “أحمد سالم” الشهيرة، ولم يعرف أحد الحقيقة حتى الآن خاصة أن النجم الأسطوري الذى كان أول طيار مصري، وأول مذيع مصري يقول: “هنا القاهرة”، ومخرج، ونجم سينمائي، رحل في عز شبابه، بعد عرض هذا الفيلم بعامين، أي في عام 1949 .