كتب : شهريار النجوم
من أرق الأصوات التى مرت فى تاريخ الغناء المصري صوت المطربة ” إيمان الطوخي”، الذي ينقل للقلب صور الفرح والسعادة والحزن واللوعة، والحنان والأسى، كانت تمثل ما تغنيه وتفسر به الأحاسيس والمشاعر، وقد نجح صوتها نجاحا كبيرا في كل ألوان الغناء العربي القديم والموشحات والشعر والأغاني الحديثة.
قدمت في مسيرتها الفنية أربع ألبومات فقط، لكنها قدمت فيها مجموعة من الأغنيات التى لا تنسى، لأن “إيمان” كانت واحدة وبشهادة من تعاون معها من الشعراء والملحنيين أفضل من تجيد اختيار ما تغنيه، وربما يرجع ذلك لثقافتها ودراستها في كلية الأعلام.
قبل اعتزالها بفترة قليلة طرحت ألبوم بعنوان “ابتسم لي” عام 1997 كانت كل أغنياته من تلحين الموسيقار “عمار الشريعي” الذي استطاع أن يتجول بها بين المقامات الموسيقية المختلفة برشاقة وعذوبة، وتمكن من الطرفين، وكانت من بين الأغنيات التى قدمتها في هذا الألبوم أغنية كان من المقرر أن تغنيها المطربة “وردة”، ما هى هذه الأغنية؟ وكيف ذهبت إلى “إيمان
الطوخي”، تعالوا بنا نترك شاعرنا الكبير “عمر بطيشة” يحكي لنا ما حدث:
يقول شاعرنا المبدع فى كتابه “ذكرياتي مع نجوم الأغاني”: منذ منتصف التسعينات كنت مرتبطا مع المطربة الكبيرة “وردة الجزائرية” بإنجاز ألبوم من الأغاني القصيرة من ألحان صديقي “عمار الشريعي”، وكانت قد مرت قرابة خمس سنوات ولم يتم الانتهاء من الألبوم لعدم تفرغ “عمار” لانشغاله بتترات المسلسلات والأفلام والمسرحيات واحتفالات أكتوبر، وحينما استشعرت “وردة” من “عمار” التقاعس بدأت تركز على أنا فى الحث على تحميس “عمار” للتلحين، ولكن بالعكس كان “عمار” يأخذ منحى مغايرا، وبدأ يصارحني أن صوت ” وردة” قد ظهرت عليه آثار السنين، ولا تستطيع أداء الطبقات العالية، وهذا يتعب الملحن بأن يخفض كل درجات اللحن إلى القرار، بل بدأ فى إهدار دم أغنيات ألبوم “وردة” التى انتهى من تلحينها، وبدأ يوزعها
على مطربات أخريات، ومنها أغنية “يا عيون يا مغرباني” التى منحها للمطربة “إيمان الطوخي”، ومنح “فجأة” لميادة الحناوي وهكذا.
جدير بالذكر أن المطربة رائعة الصوت والإحساس والاختيارات “إيمان الطوخي” قامت بتصوير أغنية “يا عيون يا مغرباني” بطريقة الفيديو كليب، الذي كان وقت ظهور الأغنية جديدا، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، ووضعت الأغنية فى ألبوم كامل بعنوان “ابتسمي لي”، وحقق نجاحا كبيرا بسبب أغنية “يا عيون يا مغرباني” التى استمع إليها الجمهور وأحبها، لهذا أقبل على شراء الألبوم بسببها.