أحمد سامي .. طول قامته حجب عنه النجومية
* الموسيقار محمد عبدالوهاب كان سببا في تغيير اسمه إلى “أحمد سامي”
* محمد الموجي أعطاه صك النجومية، وعبدالعظيم محمد كان “وشه حلوعليه”.
* النجم “شكري سرحان” وهبه اسمه في فيلم ” أحلام البنات”
* حصل على أجر 30 جنية فى أول أغنية له وهى “وشك حلو علي”.
* أول مطرب غنى فى التليفزيون المصري بلحن لبليغ حمدي
* “محمود رضا” غني “يا حلو ياللي ماشي” بصوته في فيلم “حرامي الورقة”
كتب : أحمد السماحي
من مظاليم الغناء هذا الأسبوع المطرب صاحب الصوت العذب الجميل “أحمد سامي”، الذي تعرض للظلم في حياته ومماته، مثل كثيرين من أبناء جيله، فرغم امتلاكه للصوت الحلو، والثقافة الموسيقية، والحنجرة السليمة القادرة على غناء كل الألوان الموسيقية بجدارة، لكن طول قامته وطيبته كانا السبب في عدم تحقيقه النجومية التى يستحقها صوته.
وفي لقاء له في برنامج “مقامات شرقية” عبر عن ظروفه الصعبة بأسلوب ساخرواصفا حاله بأنه يعيش مرحلة “عيد الجلوس” كونه جالسا فى بيته لا توجه له دعوات لإقامة حفلات أو ألحان من إنتاج الإذاعة، وأكد أن حبه للفن وعشقه للغناء جعله لا يفكر فى تجميع أي “فلوس”، حتى أنه قال ساخرا: إن من أكثر الأشياء التى أتعبتني في مشواري الفني “رمزي” و”خيرية” فعندما كنت أسجل أغنية في التليفزيون كانوا يعطونني أجرا بسيطا قائلين لي أنه مجرد مبلغ “رمزي”، وأحيانا تأتيني دعوات للمشاركة المجانية فى حفلات لصالح جمعيات “خيرية”!!، حيث عرف عنه أنه لم يكن ينظر للمادة.
عبدالوهاب طلب منه تغير اسمه
ولد “أحمد عبدالله أحمد إسماعيل” في 29 نوفمبر 1929 بحى عابدين بالقاهرة، وعشق الموسيقى والغناء في صغره بسبب صوت الموسيقار”محمد عبدالوهاب”، وهذا العشق لم يمنعه من التفوق الدراسي، حيث تخرج من “كلية الهندسة” قسم “كهرباء”، وبعد انتهائه من دراسته الجامعية درس الموسيقى على يد الاساتذه ” فؤاد الظاهرى، وابراهيم حجاج، وعبد الحليم نويره”، وأثناء ذلك كان يشارك بالغناء فى أفراح زملائه وأهل منطقته، والحفلات التى تقيمها محافظة القاهرة، ولفت جمال صوته انتباه وسمع زملائه، فطلبوا منه احتراف الغناء.
فشارك في برنامج “ركن الهواة” الذي كان يعده ويقدمه في الإذاعة ” دمتري لوقا، وعلى فايق زغلول، وحسني الحديدي” بالتناوب، وغنى أغنية “بفكر في اللي ناسيني” لأستاذه وحبيبه “محمد عبدالوهاب” الذى استمع إلى صوته وأعجب به، وطلب لقائه، وبالفعل ذهب إلى أستاذه الروحي وهو يطير فرحا وغنى له مجموعة من أغنياته القديمة مثل “مين عذبك، حسدوني وباين في عينهم، وامتى الزمان”، ويومها طلب منه الموسيقار الكبير تغيير إسمه، لأن إسم ” أحمد عبدالله” منتشر، ويصلح ليكون إسم ” موظف” وليس مطربا.
وبعد إنتهاء المقابلة عاد لبيته، وفي اليوم التالي ذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم “أحلام البنات”، بطولة “شكري سرحان، حسين رياض، برلنتي عبدالحميد، رشدي أباظة، مها صبري، زيزي البداروي”، وأعجب بدور “شكري سرحان” الذي كان اسمه في الفيلم “أحمد سامي”، فقرر أن يستبدل اسمه بهذا الإسم، وبالفعل أصبح إسمه “أحمد سامي”.
وشك حلو علي
بعد اعتماده في الإذاعة المصرية عام 1959، قابل صديقه الشاعر “عبدالوهاب محمد” ــ كما ذكر الراحل ــ وأخذه بالأحضان قائلا له: وشك حلو علي، النهاردة نجحت فى امتحان الإذاعة”، ورد عليه “عبدالوهاب محمد”: “وانت كمان وشك حلو علي النهارده الست “أم كلثوم” أخذت أغنيتي “حب أيه” وستغنيها، فألهمهما هذا الموقف أغنيته الأولى “وشك حلو علي لو شفته الصبحية” التى لحنها الموسيقار “عبدالعظيم محمد”، وأخذ أجرعنها قدره 30 جنية، ونجحت الأغنية بقوة، وكانت بطاقة التعارف بين الصوت الجديد وجمهوره، وما زالت تتردد حتى اليوم في الإذاعة المصرية في الفترة الصباحية، وتكرر اللقاء بين المطرب والشاعر والملحن في أكثر من أغنية مثل “أهجر أحسن، وبحبك طول زمانى” .
رحلة غرامية تمنحه واحدة من أخلد أغنياته
فى هذه الفترة كان الموسيقار” محمد الموجي” قدم واحدة من أرق وأجمل أغنيات الحب كتبها بحرفية عالية شاعر الكلمة “مرسي جميل عزيز”، بعنوان “يا حب أيه الظلم ده”، وقدمها “الموجي” في فيلمه “رحلة غرامية”، الذي شاركته البطولة “مريم فخر الدين، سميرة أحمد، أحمد مظهر، شكري سرحان”، فطلب من “الموجي” الإذن بغنائها هى وأغنية “عنيه” لنفس الشاعر، وقام بغنائهما بالفعل لتعرفا بصوته وتحققا له شهرة كبيرة، ومازالت أغنية “يا حب ايه الظلم ده” تحديدا واحدة من أنجح أغنياته التى رددها في مشواره.
زهر البسايين
توالت أغنيات “أحمد سامي” فغني لمعظم ملحنيين مصر، فغنى لمحمد فوزي “شهر الكرم”، كلمات أمين عنتره، “يا حمام ياطاير” بالاشتراك مع”حورية حسن، سعاد مكاوي”، وغني للموسيقار المبدع بليغ حمدي “انسى ياصاحبى”، كلمات عبدالوهاب محمد، “ياعيد منور ع الأوطان” لعبدالمنعم السباعى، وللملحن الشرقي سيد مكاوي غنى “أسمر كحيل العين” كلمات محمد إسماعيل، و “نسمة شوق” كلمات محمد عبدالنبي، “فكهاني” كلمات فؤاد حداد، “لوعة الحب” كلمات إسماعيل باشا صبرى، وغنى لسابق عصره منير مراد “سالمة يا سلامه”، كلمات نديم عبدالشافي، ولفؤاد حلمي “انسى إيه والا إيه” كلمات عبدالحميد الرفاعى، “على شط الحب” كلمات “عباس الخويسكي”، وقدم لعبدالعزيز السيد “هانت يا قلبي” كلمات أحمد م الشاذلي، “أجمل من كده” كلمات كامل أبوالسعود.
وغنى للموسيقار خالد الأمير “زهر البساتـين” كلمات فتحى قوره، “فارس زمانك”، صلاح فايز، وللموسيقار المتمرد “حلمي بكر” غنى ” نوارة” كلمات محمود عفيفي، “في البدرية” محمد الشهاوي، كما لحن لنفسه العديد من الأغنيات منها “يا ضي العين” كلمات هاني نور الدين، “بنت مين الحلوة” سيد عثمان، ” كده برضه” رجب سعد، ولإبراهيم رأفت “أبوطبع جميل”، كلمات محسن عزت، وللدكتور يوسف شوقي غنى “عصفورتي الشقراء” كلمات علي سليمان، ولرؤوف ذهني “زعلوا الأحباب” كلمات عبد المنعم السباعي، “خيالك وحسنك” كلمات أحمد خميس، وغيرها الكثير.
أغنيات الصباح
تميز أحمد سامي بتقديمه للأغنية المتفائلة التى تدعو للبهجة والعمل، والتى تدعو للتسامح والغفران، فقدم من أغنيات الصباح أغنية “طل الصباح” التى يقول مطلعها:
” طل الصباح ولاح
صحى العامل والفلاح
صحى الدنيا هل بنوره
جدد في قلوبنا الأفراح
يا نهار نادي ع الدنيا دي
إدي بلادي أحلى صباح”
وغنى أيضا “جمال الصبح فى عنيا أمل بسام”، كلمات أحمد مرسى يونس، ألحان ابراهيم عبد الشفيع، يا صباح الفل، كلمات سيد عبد الظاهر، ألحان طه العجيل،”صبح الصباح ربى يافتاح” كلمات محمد النبوى سلامة، ألحان عبدالمنعم البارودى، ” في البدرية”، وديتو ” يا صباح نادي”، كلمات عبد السلام بدر، وألحان عزت الجاهلي، التى قدمها مع المطربة “صفاء لطفي”.
وللتسامح والصفاء غنى “ما تخلو الود باقي، بين قلبي وقلبكم”، و”خليك مسامح مد إيدك للسلام سلم وصالح”، و”إنسى يا صاحبي وحب جديد حاول ترجع تاني سعيد”، و”خد مني وردة، واديني وردة، تفضل حياتنا حب ومودة”، كلمات رفعت الصريف، ألحان سيد مكاوي.
مشوارنا طويل يا أهل بلادنا
على مدى مشواره الفني قدم “أحمد سامي” مجموعة من الأغنيات الوطنية الرائعة التى تميزت بالبعد عن الشكل التقليدي للأغنية الوطنية صارخة الصوت، وقدم الأغنية التى تدعو للبناء أو الالتفاف حول مشاريع الوطن من أهم هذه الأغنيات أغنية وطنية جميلة قام بغنائها أمام الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” بعنوان “إرادة الشعب دايما من إرادة الله” كلمات إمام الصفطاوي، ولحن محمود كامل، الذي لحن له أيضا أغنيته الوطنية الجميلة الآخرى “يا ست الحسن يا بلادنا”، كلمات ابراهيم رجب، وغنى أغنيته الوطنية المتفائلة “ح تروق وتحلى” كلمات صلاح فايز، ألحان محمود مندور، التى يقول مطلعها :
“ح تروق وتحلى وتبقى أحلى
يا مصر تاني وبكره
توصل مركبك للبر تاني”.
وبعد انتصار الجيش المصرى العربى وفى حرب العاشرمن رمضان – السادس من اكتوبر المجيدة – غنى أمام الرئيس الراحل “محمد أنور السادات ” مشوارنا طويل” كلمات عباس الخوسكي، ألحان عبدالعظيم عبدالحق يقول مطلعها :
” مشوارنا طويل يا أهل بلادنا مش وقت كلام
عايزين بقى نعمل لولادنا علشان قدام
عايزين إنتاج مية المية
عايزين توفير من الشهرية
ده القرش ضروري هينفعنا ويا الأيام”
وعندما تم إعادة إفتتاح وتشغيل قناة السويس فى 5 يونيو سنة 1975، غنى أحمد سامي، من كلمات عباس الخوسكي، وألحان عبدالعزيز السيد، “شوف خمسة يونيو” وفيها يعقد مقارنة بين 5 يونيو عام 1967 و5يونيو 1975 ويقول فيها:
شوف خمسة يونيو، من خمسة يونيو
السنة دى له فرحة تانية
طال انتظارنا ده يوم قنالنا
وشوفنا دنيا غير أي دنيا
فى خمس يونيو خدوا أرض
سينا وقالوا عنها حرب الساعات
وفى خمس يونيو اول سفينة
عبرت قنالنا فيها السادات
طال انتظارنا ده يوم قنالنا.
كما غنى عروس الواحه “أغنية لسيناء”، كلمات عزت الجاهلي، ألحان كمال خليل “مبروك يا سيناء بنت العرب رجعت لينا”، و”مصر المحبة”، كلمات السعيد أبوالحسن جلال، ألحان محمد قاسم.
السينما والمسرح
نظرا لطول قامته لم ترحب السينما به، لهذا أقتصر تواجده على الاستعانة بصوته في فيلم “حرامي الورقة” عام 1970، حيث غنى بطريقة الدوبلاج عدة أغنيات أشهرها: “يا حلو ياللي ماشي” مع ثناء البارودي، كلمات حسين السيد، لحن علي اسماعيل، كما قدم للمسرح عرضين هما “الليله العظيمة”، إخراج فؤاد الجزايري، و”روض الفرج” إخراج حسين كمال.
الاكتئاب والرحيل
فى أيامة الاخيرة اصيب فى حادث سيارة أبعدتة كثيرا عن الساحة، فقد ابتعد عن الوسط الفني تماما منذ السبعينات من القرن الماضي، بسبب التجاهل الذي أحاطته به وسائل الإعلام، وظل كذلك إلى أن توفي في عام 2005 عن عمر يناهز 76 عاما إثر إصايته بأزمة قلبية في منزله بشبرا.
شكرا جدا على هذا المقال الرائعه ولكن هناك خطا اسمه كاملا احمد علي احمد اسماعيل وليس احمد عبد الله انه عمي الاخ الاكبر لوالدي ارجو تصحيح هذه المعلومه
وشكرا لكم على هذا المقال