نور الهدي كادت تفقد حياتها بسبب أغنية!
كتب : شهريار النجوم
راهبة الفن المطربة اللبنانية “نور الهدى” التى عاشت على مدى عمرها في محراب الفن والغناء، ووهبت عمرها وحياتها للفن، ولم تتزوج، كادت أن تفقد حياتها بسبب أغنية في بداية مشوارها الفني في مصر، ونترك “نور الهدي” تحكي لنا بنفسها قصة هذه الأغنية التى وردت في العدد ” 214 ” في مجلة ” الكواكب” عام 1955 فتقول: من أجمل الألحان التى أديتها على الشاشة لحن “يا أتومبيل يا جميل محلاك” الذي أديته في فيلمي الأول “جوهرة” الذي كان باكورة أفلامي في السينما المصرية، ولعلكم تذكرون مناسبة اللحن في الفيلم وكيف أديته، كنت فى الفيلم “بائعة يا نصيب” فقيرة، يدرك الأشفاق بي ثري من الأثرياء هو الأستاذ “يوسف وهبي” وأنا غافلة وأركب “أوتومبيله” من خلفه، فيمضي بي بسرعة كبيرة متنقلا بين شوارع القاهرة.
وكان الأستاذ “يوسف وهبي” قد وضع ثقته في وجعل مصر تستقبلني استقبالا طيبا، وصنع من أجلي حملة دعاية واسعة النطاق، وكان كل ما أطمح إليه أن أكون عند حسن ظن الفنان الكبير، وكنت وحسب دوري في الفيلم رثة الثياب، أركب على “رفرف” السيارة من الوراء دون أن يشاهدني الأستاذ “يوسف “، وقد أجريت بروفة شاقة للقطة، ركب الأستاذ “يوسف” سيارته، وركبت وراءه، وهو يسير بالسيارة وهى ترتفع وتنخفض وتدور وتستقيم، وأنا ممسكة بها فى خوف، وفى نفس الوقت أغني :
“يا أتومبيل يا جميل محلاك
من ورا صاحبك أنا راكباك
مطرح ما تروح بيتنا هناك
أرمح يالا شمال ويمين”
وقد أعدنا البروفة عدة مرات حتى أتقنت فن “الشعبطة”، وأشار المخرج وهو نفسه بطل الفيلم “يوسف وهبي” بأن تبدأ اللقطة للمرة الأخيرة، وبدأ يسير بسيارته وقفزت إلى السيارة ورحت أغني، سارت السيارة عشرات الأمتار، وسيارة المصور تتبعنا لتسجل اللقطة، وفجأة حدث مالم يكن فى حسباني، ارتفعت السيارة فجأة وانخفضت، ثم ارتفعت من جديد، وقذفتني على الأرض! وأغمى على، وحملوني حملا على أيديهم، وجاء الطبيب واسعف جراحي، ووضع بعض السوائل فى عيني، وأشار على بالراحة يومين، وتوقف العمل فى الفيلم، ولكنني عدت إليه أشد اقبالا مما كنت، فأنا أعرف أن اللقطة لا تتوافر لها كل أسباب النجاح إلا إذا تمرس بها الممثل وعرف كل مقومات نجاحها.
وكان لحن “يا أتوموبيل” أجمل ألحاني عندما رأى الناس الفيلم وسمعوا أغانيه، وظل الناس يرددونه طويلا، في نشوة وطرب وهم لا يعلمون أنه اللحن الذى كدت أفقد به حياتي.!