كتبت: سدرة محمد
دخل عقول وقلوب محبيه من الجمهور من خلال إعلان مشروب “فيروز”، وهو يقول جملته الشهيرة “أنت تافهة ومشاكلك اتفه”، ثم بدأ حياته الفنية في دهاليز المسرح من خلال مسرحية “السلطان الحائر” بطولة محمد رياض ، وسرعان ما كانت انطلاقته بعدها في عدد من الأعمال الفنية بأدوار صغيرة، مثل مسلسلات “ملكة في المنفى، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، فيفا أطاطا، سرايا عابدين”، لكن بدأ الأنظار تتجه إليه كممثل له إطلالة خاصة في مسلسل”مريم”، الذي قدم فيه شخصية “عمر”، وشيئا فشيئا بدأت تظهر عليه علامات الموهبة أكثر حيث تألق تألق في مسلسلات “ونوس، القيصر، الطبال”.
وعلى الرغم من أنه قدم تلك المسلسلات الثلاثة في عام واحد 2016، إلا أنه حقق نجاحا كبيرا ولافتا للجمهور في شخصية “غريب” تحديدا، والتي قدمها في مسلسل “ونوس”، بطولة النجم الكبير “يحيى الفخراني”، حيث خلط في هذا المسلسل بين الكوميدي والتراجيدي في آن واحد، وعلى مداد “الفخراني” أظهر الفنان الشاب محمود حجازي – كنجم قادم على الطريق – خفة ظل طبيعية، وذلك حين شارك في واحدا من أهم مشاهد “ونوس”، وهو مشهد إغواء “ونوس” أو يحيى الفخراني لـ “غريب” أو محمود حجازي ودفعه للانتحار.
ورغم أن رمضان 2016 كان نقطة انطلاقه الأساسية، حين قفز على سلم الأداء الجيد بثقة في نفسه وقدراته كممثل، لكن نجم “محمود حجازي” بدأ يتألق ويزداد بريقا يوما بعد يوم، حيث برع في أداء أدوار أخرى خارج الموسم الرمضاني، كما جاء دوره في مسلسل “اختيار إجباري” من خلال شخصية “لؤي” التي كان كلامه فيها قليل للغاية ومعظم مشاهده صامتة، ومع ذلك فقد تمكن من التمثيل الإيمائي بقدرة فائقة، وقد عبر عن المعاني بالإشارة والحركة والتعبيرات الجسمانية المختلفة ببراعة، وأثبت أنه ممثل قادر على ممارسته لهذا اللون الصعب من الأداء، وأجاد بالفعل في التعبير عن فكرة وعاطفة الشخصية التي لعبها بسهولة ويسر، بحيث لا يمكن أن يراود المتفرجين إحساس بٍأنهم يفتقدون تقديم الكلمة التقليدية من خلال السيناريو.
استطاع “حجازي” بهذا الدور المهم في مسلسل “اختيار إجبارى” أن يختبر قدراته كممثل درس دراسة أكاديمية بمعهد الفنون المسرحية، وأن يترك بصمة قوية في شخصية “لؤي”، حيث كان يوصل كل ما يريد بعينيه فقط، وعبر لغة جسد معبرة للغاية، ولم تتوقف رحلة إبداعه في الأداء، فقد تألق أيضا في دور الشاب “الصايع” والمجرم في مسلسل “حجر جهنم”، من خلال استخدامه لمفردات خاصة به تختلط فيها الحركات بالإشارات والإيماءات بالصوت والكلام لغة العيون التي تميز أداءه على نحو مختلف عن أبناء جيله من الشباب، الأمر الذي رشحه على الفور للمشاركة في دراما رمضان 2017 عبر ثلاثة مسلسلات “كفر دلهاب، كلبش، الحصان الأسود”، ولعل حبه لكل من “جوني ديب” بأدائه الجنوني، و”آل باتشينو” بتركيبته الفريدة في أداء الأدوار الصعبة والمركبة كان هذا هو السبب المباشر لجنوحه نحو مناطق إبداعية مغايرة.
“محمود حجازي ليس ممثلا موهوبا دخل عالم الفن بعد التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه استطاع أن يثبت نفسه في مجال التمثيل والإخراج خلال فترة دراسته، وقد شارك في العديد من المهرجانات الدولية للمسرح وهو مازال طالبا قيد الدراسة، كما حصل علي العديد من الجوائز، ومن هنا فقد اكتشفه المخرجين ليبدأ مسيرته الفنية على نار هادئة، وهو من جانبه استطاع باستعداده الحماسي أن يثقل موهبته الحقيقية في أن يجذب الجماهيرإلى أدائه ، وذلك من خلال عدة أدوار مميزة، سواء في السينما، مثل أفلام “هروب اضطراري، سوق الجمعة حرب كرموز”.
أيضا قدم بصمات واضحة عبر الدرما التليفزيونية مثل “أبو العروسة” الذي تألق فيه إلى حد كبير من خلال نموذج محبب للشاب الرومانسي برقة وعذوبة في شخصية “طارق”، وعلى الرغم من أدائه دور هذا الشاب الرومانسي ببراعة، إلا أنه يقول: أن ضد الرومانسى “النحنوح” ومش هعمل دور زى ده، “طارق” رومانسى، لكن بمنطقية وواقعية”، موضحًا أنه تلقى ردود فعل كثيرة من البنات بسبب شخصية “طارق”، مؤكدًا أن “السوشيال ميديا” دائما تتفاعل مع كل الشخصيات التى يجسدها لأن ما يقدمه يكون قريبًا من الناس.
وعلى مستوى الكوميديا قدم في “عوالم خفية” بحس كوميدي مع الزعيم عادل إمام، مرورا بـ “كفر دلهاب” بلون الإثارة والتشويق، ووصولا إلى الأخ الكبيرالذي يعرض حاليا، في شخصية رجل الأعمال الشاب الشرير”كريم” الذي يحمل ضغائن كثيرة تجاه “حربي أبو رجيلة” بطل العمل الذي يجسده النجم “محمد رجب” ، فضلا عن أعماله الدرامية الكثيرة التي بدأ في الظهور المكثف من خلالها مؤخرا.
يقول محمود حجازي: إن مجال التمثيل صعب ويحتاج إلى جهد كبير جدا، في أثناء أدائه لدور المحامي الفاسد والشرير كأبيه بمسلسل “زلزال” ومشاركته مع “محمد رمضان” بطل العمل، وقد عبر عن ذلك في تصريح قال فيه : إنها تجربة مهمة في حياته ومسيرته الفنية”، مشيرًا إلى أنها أضافت له الكثير وجعلته يتمكن من تقديد أدوار صعبة ومهمة، كما يتمنى العمل مع الفنانين يسرا، أحمد عز، أحمد حلمي، كريم عبد العزيز، آسر ياسين”، متمنيًا أيضا حصوله علي بطولة مطلقة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يسعى إليه من خلال عدة أدوار، مشيرا إلى أن مثله الأعلى في مجال الفن والتمثيل إثنان هما “عادل أمام، والفنان الراحل عادل أدهم”.
نحن من جانبا نتمني للنحم الشاب “محمود حجازي” أن يحقق كل أحلامه التي تتناسب مع موهبته، والتي تؤكد أنه ممثل عرف جيدا أساسيات المسرح الحرفي، وادرك منذ بداياته الأولى أن جسم الممثل هو شيء من الصعب التحكم فيه وترويضه، فضلا عن عملية الكلام في جملتها وظيفية مثقلة بمعنى أن كل جزء من أجزاء الصوت المستعمل في التعبير عن الأفكار له عمل آخر في بعض الوظائف البدائية كالأكل والتنفس.. تحية تقدير واحترام لهذا النجم القادم على الطريق ويتألق من يوم لآخر على مداد من الجدية والاحترام.