سمية الخشاب .. “عربية” يليق الأسود بجمالها
كتبت : شهرازاد سليمان
هى نجمة لاتعرف المستحيل في فنها، تعشق التمثيل والغناء والرقص، وتجيد العزف على أوتار المشاعر الإنسانية من خلال تجسيدها لشخصيات وأدوار مختلفة، فتارة هى فتاة شعبية قادمة من عمق الحارة المصرية بزخمها، وتارة أخرى هى سيدة مجتمع، أو فتاة عصرية وزوجة متمردة، وفتاة تتمتع بقدر من الإثارة غير المبتذلة، على جناح نزعة فطرية كامنة بداخلها تجنح نحو النوع الإنساني من الأداء بنبرة صوت مميزة، وفي نفس الوقت تتمتع بعذوبة خاصة في طريقة إلقائها، وفوق كل ذلك تتمتع بعقل سليم وجسم نشيط، وفي هذا العقل والجسم تكمن القوة الديناميكية لتكوين الشخصية التي تلعبها بسهولة ويسر في قلب مسلسل، أو فيلم، أو حتى “كليب” غنائي تشرع في طرحه.
أنها النجمة “سمية الخشاب” مصرية الهوى عربية الهوية، والتي تعيش حالة من الانتعاش على أثر عودتها للغناء من خلال كليب جديد بعنوان “عربية أنا”، والذي تم تصويره في سوريا وسط أجواء من البردوة ووسط حالات من القصف المدفعي الذي تتعرض له كافة الأماكن في هذا البلد العربي إلا أن الحظ خدمها في توقفه أثناء التصوير.
الكليب عبارة عن رسالة موجهة للمرأة العربية، والتي تقول أنه بمثابة هدية منها للمرأة العربية، فهو من ناحية يبرز جمال الفتاة العربية وقوتها وصبرها وصلابتها في آن واحد، ومن ناحية أخرى يعلى من شأنها كفارسة مكافحة ومناضلة في الحياة من خلال كلمات الكليب والصورة التي تعتمد على الملابس بأشكالها وألوانها المختلفة، بالإضافة التمثيل والاستعراض والتعبير بالسيف، عبر فساتينها الأربعة التي ارتدتها النجمة “سمية الخشاب” في كليبها الجديد، “سمية” تفتح دولابها قائلة:
سأتحدث عن أربعة فساتين ثلاثة منها باللون (الأسود والأزرق والأصفر) ، والرابع الفاتح مطعما بحروف عربية، وسأبدأ به حيث يعتبر هو الأكثر تعبيرا عن حال الكليب، فهو يحتوى على حروف باللون الذهبي “نصفه سالوبيت والنص الآخر عباءة”، وفكرته جديدة للغاية، حيث يتناسب مع الكلمات وعنوان الأغنية “عربية أنا”، وهو من إبداع مصمم الأزياء اللبناني “توفيق الحسن”، والذي أحب أشكره عبر بوابة “شهريار النجوم” فقد أبدى سعادة كبيرة بالتعاون معي، خاصة على المستوى الإنساني، لذا فقد جاءت التصميمات من قلبه وبمنتهى الحب، فجاء تصمينم الفستان معبرا عن المرأة العربية بجمالها ودلالها الأنثوي الفاتن.
وأحب أن أوضح أن هذا الفستان الأول كان مفاجأة لى من جانب مصمم الأزياء “توفيق الحسن”، عندما قال لي قبل التصوير: سأصمم لك النصف العلوي على شكل “سالوبيت”، والنصف الأسفل عبارة عن عباءة طائرة تبرز حركة الحروف العربية وكأنها تتحدث، وسوف تصنع هذه الحروف من “الفايبر” باللون الذهبي، وكان قد أطلعني عليها في “سكيتش” مرسوم، وانبهرت بفكرته وفعلا أعجب كل العاملين في الكليب، خاصة التاج الذهبي الذي وضع على رأسي حيث أظهرني فتاة عربية أصيلة.
الفستان الثاني “الأسود الذي يميل للجراي” صمم الجزء العلوي في الصدر منه عبارة عن درع من “الفايبر” الصلب جدا، وذلك لكي يشبه تماما الدروع المصنوعة من الحديد ويوحي بالقوة والصلابة، ومن ثم يظهر كدرع حقيقي، رغم أنه كان يمكنه تصميمه من الجلد، وهذا جعلني أواجه صعوبات كبيرة في أثناء الرقص بالسيف نتيجة احتكاكه برجلى بشكل كان يؤلمني جدا، لأنه يعطى ملمس الجبس في لحظات الاحتكاك، فضلا عن وزنه الثقيل جدا، وكان هذا عائقا كبيرا في الحركة بحرية تتناسب مع نشاط وحيوية فتاة عربية تعبر عن قوتها، لكنه أفادني في إحساس صدري بالدفء، وحماني من البرد نتيجة التصوير في أجواء صحراوية قارصة، رغم صعوبة وتقيده لي في حركات الرقص.
وهذا الفستان الذي ينتمي للون الرمادي الغامق، ناسب أجواء التصوير بطريقة ملفتة للنظر في عناق مع الحصان ولون الجبل الأسود أيضا، وقد سعدت بهذا الفستان جدا نظرا لعشقي للون الأسود بدرجاته المتفاوتة، خاصة أنه ظهر بشكل بديع وكأني جزء من الطبيعة، وأكثر ما أعجبني في هذا الفستان أن المصمم طعمه بريش من اللون النحاسى، وأيضا وضع بعضا من هذا الريش في شعري مستوحى من نفس روح الفستان، وسوف تلاحظون أن “البوت” أيضا وضع فيه بعض اللمسات الخفيفة من الريش، وتأكيدا على فكرة التصوير في منطقة جبلية طعم كل من الفستان والبوت ببعض الأحجار التي تجعل هنالك نوع من الثراء الذي يناسب هذه البيئة العربية الخالصة، ورغم أنه يبدو موديل قديم لكنه طعمه بلغة العصر الحديث كي يربط ربطا منطقيا بين الماضي بعراقته، والحاضر برونقه الجميل.
وأحب أن أشير إلا أن الألوان التي اختارها “الحسن” لكافة الفساتين كانت موفقة للغاية فقد اختارها بعناية شديدة، لكن اختيار لون الفستان الثالث “الأصفر” كان بمشاركتي له لأنه لون جميل ويليق ببشرتي، ورغم أنه ظهر على الشاشة بدرجة أفتح مما توقعنا، إلا أنه أظهرني بشكل ملائكي خاصة في أثناء الرقص على الرمال الناعمة وتطاير أطرافه في الهواء الطلق، ما يعبر بإيحاء صريح بالحرية والانطلاق ، كما يرمز في الوقت نفسه لصلابة شخصية المرأة العربية التي تتمتع بها دون سائر نساء الأرض، ورغم لونه الفاتح إلا أنه يظهر القوة في شخصية الفتاة العربية، خاصة عندما يقف الصقر على يدي اليسرى وبنظرة ثاقبة.
أما بخصوص الفستان الرابع “الأزرق” فكان فكرته لـ “الحسن” بالاشتراك مع “الاستايلست” اللبناني أيضا “على قديح”، وهو مستوحى من زرقة السماء التي تأتي عكس درجات الأسود الفاحم كما يبدو على الصخور التي تلتف حولنا في مشاهد تعكس جمال الطبيعة العربية، رغم قتامة المشهد برمته، وربما كانت لمسات النيران في أسفل الفستان هى الأكثر تعبيرا، بل صنعت إضاءة توضح جمال الفستان في أثناء الرقص ، فضلات عن احتواء نفس الفستان تدريجات لونية مستمدة من قوس قزح، حيث اللون البرتقالي الناري القوي، مع درجات الأزرق التي تعكسها الإضاءة في شكل جمالي يظهر جمال الطبيعة الصحراوية.
جدير بالذكر أن الكليب الذي اخرجته” رندلي قديح” والأزياء لـ “توفيق الحسن”، فقد اشترك في صناعة هذا اللوك الجميل مصفف ومزيِن الشعر “رواد عبود”، وماكياج “صابرين حمية”، فيما يتخلله عدة لوحات راقصة من تصميم مدرب الرقص “جوزيف سلوم”، بينما تولى “وسيم عبود” الاهتمام بإطلالة الراقصات السوريات علما بأنه لقى دعما كبيرا من جانب مدير الإنتاج السوري “محمد زيداني”.
رابط كليب : “عربية أنا” الجديد للنجمة “سمية الخشاب”