* الموسيقار حلمي بكر: “شاكوش وبيكا وشطة” وغيرهم، حصلوا على نجومية لم يأخذها “عبدالحليم حافظ”، وأصبحوا قاعدة ينطلق منها كل المنهارين.
* الشاعر الغنائي عوض بدوي: الخوف أن نسمع عن أسماء أكثر انحطاطا وابتذالا في الفترة القادمة.
* الموسيقار منير الوسيمي: ما يحدث حاليا راجع لتخلف المنظومة التعليمية.
تحقيق : أحمد علي
فى الآونة الأخيرة امتدت سجادة “الرداءة الغنائية” التي نعيش فيها منذ فترة، وجاءت معظم الكلمات والألحان والأصوات التي نسمعها يوميا كي تغرقنا في مستنقع التدني والابتذال، على أثر أسماء هؤلاء المغنيين الذين يغنون هذا النوع من الغناء بما يحملونه من ألقاب غربية وعجيبة على مسامعنا على جناح ما يطلق عليه مجازا “المهرجانات”، فبعد أن سمعنا وشاهدنا أسماء من عينة “أوكا وأرتيجا، وحمو بيكا، وحماشة، وشطه، طلع علينا مغني اسمه “حسن شاكوش”، فبحق السماء أي ثقافة تبشر بها هذه الأسماء التى تتخذ من “المهرجانات”، و”الدي دجي”، و “الراب” مرتعا غنائيا لهم، وكيف تسمح لهم “نقابة الموسيقيين” بأن يصعدوا إلى مسارحنا، ويعثون فسادا، وينشروا القبح والابتذال لجيل من المراهقين والشباب.
هذه الأسماء لابد أن يزج بها في قفص المساءلة لكونها أصبحت تضرب القيم وتصيبها في مقتل لأن حجم إساءاتها لا تعد ولا تحصى، ففي غياب موسيقى عربية راقية أمام سطوة هذه الأعمال المبتذلة والمقززة والحبلى بالكلمات “الهابطة” والمضامين “الفجة” يرتفع ايقاعها وصداها في زمن الهبوط، ذلك الذي سادت فيه الجرأة وقلة الحياء، وظهرت فيها المضامين والعبارات غير اللائقة فضلاً عن طريقة الأداء وما تتخلله من إيحاءات قبيحة تحمل ضمن ما تحمله الكثير من الرسائل المزعجة.
ما تعيشه الأغنية في الوقت الراهن من ابتذال وتحول جعلها تتراجع ذوقيا وأخلاقيا ليثار التسؤال حول حدود العلاقة بين الفن والأخلاق وطبيعة الخيط الناظم بينهما، فهل انتشار هذا “النمط الغنائي” بمضامينه تلك يجسد المعنى الحقيقي لحرية التعبير في مصر والعالم العربي؟
الموسيقار الكبير حلمي بكر قال بصوت مليئ بالغضب والحزن: ما يحدث الآن ليس له علاقة بحرية التعبير ولا غيره، له علاقة بالأخلاقيات المنهارة، والجهل والسطحية والأمية التى يعاني منها الجيل الحالي، الذي أصبح يتعاطى ويدمن هذا النوع من الإنهيار الغنائي.
وأكد أن ما يحدث لعب قذر يسئ لنا جميعا، و”عيب” أن تسكت الدولة عليه، وكذلك نقابة الموسيقين، والتى أنشأت لهم شعبة، والسؤال الذي أريد توجيه للنقابة هل الدعارة لها شعبة؟، هل الحرامية وقطاع الطرق لهم شعبه؟ .. والله عيب!
وصرح صاحب “حبايب مصر” : أن “شاكوش وبيكا وشطه، وفلفل و”معرفش إيه” وغيرهم، حصلوا على نجومية مؤخرا لم يأخذها “عبدالحليم حافظ”، وأصبحوا قاعدة ينطلق منها كل المنهارين، والكارثة
أننا لسنا نعيش في سبات عميق فقط، ولكن نعيش في غيبوبة تامة عن كل ما يحدث.
وأرجع بكر شهرة هؤلاء للناس التى تقبل عليهم وتستمع إليهم، والفضائيات التى تظهرهم بحجة مهاجمتهم، لكنها تساعد على ترويجهم، لهذا رفض الظهور مع هذه النوعية من “الكوارث الغنائية” حتى لا يساعد في شهرتهم، كما حدث من قبل.
أما الشاعر الغنائي “عوض بدوي”، فقال بصوت مليئ بالسخرية: المشكلة أن يتعود الناس على هذه الأسماء الغريبة، وبعد فترة نسمع عن أسماء أكثر انحطاطا وابتذالا، وأتذكر أن المطرب “علي الحجار” عندما بدأ الغناء حاول الموسيقار ” بليغ حمدي” والست ” ورده” البحث له عن إسم غير “الحجار”!.
وللموسيقار الكبير منير الوسيمي وجهة نظر خاصة به فيقول: ما يحدث حاليا ليس له علاقة بحرية التعبير، ولكن راجع لتخلف المنظومة
التعليمية، وانهيارها، هذه المنظومة أفرزت للمجتمع مجموعة من الجهلة، ومن هؤلاء ظهر هؤلاء المهرجين من المغنيين الذين يقدمون فن يعبر عنهم!.