موسيقانا الشرقية.. إلى أين ؟!
بقلم : سامي فريد
.. ولم يهتم أحد!! ، كان كل اهتمامهم هو تحريك أكفهم وكأنهم بلغوا حدا من اليأس.. وليس هذا هو المطلوب بالطبع!!
ما الحكاية؟..
أذاعت محطة الأغاني منذ سنوات حوارًا مع الموسيقار الدكتور “ياسر معوض” رئيس فرقة التخت العربي تناول فيه مقامات الموسيقى الشرقية وما نقدمه من الأغاني في الألفية الثالثة.
ولعل الحوار أثار الموسيقار “سامي نصير” فأجرى مداخلة فنية مع الدكتور “ياسر معوض” نبه فيها إلى أننا كنا في بدايات القرن الماضي نتعامل مع 430 مقاما موسيقيا (نكرر لعدم الخطأ فنقول: 430 مقاما موسيقيا) يختار منها الملحنون ما يرونه مناسبا لما يقدمونه..
هذه المقامات الأربعمائة والثلاثين تقلصت مع الأيام لتصبح ثلاثة مقامات فقط. (نكرر مرة أخرى لنؤكد ما ذكرناه فنقول إنها ثلاثة مقامات فقط!!) هى “الكورد والنهاوند والبياتي”..
ثم أثير الموضوع مرة أخرى بعد فترة وعلى نفس محطة الأغاني وهو مسجل عندها لنسمع الموسيقار “إبراهيم رجب” يرفض هذا الكلام ويعقب عليه قائلا أن المقامات الموسيقية ليست مطلقا 430 مقاما، وأن هذا الرقم فيه مبالغة وإنما هي فقط 9 مقامات (تسعة) تصبح بتفريعاتها 154 مقاما!
كلام من أساتذة الموسيقى في مصر يورثنا الحيرة فمن نصدق؟!
وهل مقاماتنا الموسيقية الشرقية هي 430 مقاما أم 9 مقامات فقط؟!
ومن يؤكد هذا الكلام أو ينفيه أو يوضح لنا الحقيقة ويحسم المسألة؟!
في نقابة الموسيقيين فترة رئاسة الموسيقار “منير الوسيمي” لها فتح كاتب هذه السطور الموضوع مرة أخرى أمام عدد من الموسيقيين فلم يتلق منهم إلا ما يفيد كسل الملحنين حاليا أو زحف الأرتام الغربية، أو جهل البعض بكل المقامات الشرقية، أو أننا لم نعد نحتاجها في ألحاننا الجديدة.
وأضاف واحد منهم قائلا انه ليت الأمر قد انتهي بنا إلى 3 مقامات فقط هي الكورد والنهاوند والبياتي، بل لعله قد وصل إلى مقام موسيقى واحد مادام هذا “الإكواليزر”(!) موجودا، والذي يستطيع أي مخلوق يعرف كيف يستخدمه أن يصبح ملحنا!!
سألت عن هذا “الإكواليزر” وعاينته بنفسي فعرفت أنه يؤدي جملة من الايقاعات بلا حدود ولا نهاية لها، وكل ما عليك هو أن تمسك بورقة كلمات أي أغنية لتضبطها على الإيقاع الذي يعجبك، وضربوا لذلك مثلا بواحدة من أحدث أغنيات الراحلة “وردة” من تلحين أحد الملحنين الذين اشتهروا مؤخرا كان قد قدم لها لحنا لتحفظه، ثم بعد فترة عاود الاتصال بها ليطلب منها ألا تحفظ اللحن، لأنه سيقدم لها لحنا شبابيا جديدا سيعجبها!
وبالفعل غنت “وردة” اللحن الجديد، وليس هنا مجال المقارنة بين ما لحنه لها الراحل بليغ حمدي وبين هذا اللحن، إنما كل ما نرجوه هو أن نسمع موسيقيينا الكبار – والشباب أيضا – رأيهم فيما طرحناه.
ثم والحل الذي يرونه إن كان ما عرضناه صحيحا، أو أين بالضبط الصواب من الخطأ من المبالغة حتى لا تضيع الحقيقة ثم نفاجأ بأن موسيقانا.. أو إحدى قوانا الناعمة قد توارت وأصبحت جزءا من تراث الماضي!!