كتب : أحمد السماحي
على مدى مشوارها الفني قدمت نجمتنا “نادية لطفي” شخصيات عديدة فهي “الطالبة، الراقصة، الشغالة، الطيبة، الشريرة، المخادعة، الرومانسية، الواقعية، الزوجة، الأم، الملتزمة، المتهورة، الغنية، الفقيرة، السعيدة، الشقية، والمناضلة”، وعاشت في شخصيات كثيرة منحتها جزءا من روحها وأحاسيسها، فيما أخذت هى من تجارب الشخصيات وأضافت إليها، لكن رغم كل هذه الشخصيات كانت هناك ثلاث شخصيات قدمتهم نجمتنا لثلاث كتاب كبار كانت تعتبرهم الثلاثية المقدسة بالنسبة لها.
قصر الشوق
أولهم دورها في فيلم “قصر الشوق” لأديبنا العالمي “نجيب محفوظ”، حيث جسدت دور “زنوبة” بكل إقتدار، ويومها أحضر لها مخرج الفيلم “حسن الإمام” – وكما قالت لي – راقصة شعبية ليست محترفة، لأن “زنوبة” هاوية وتمارس الرقص لمزاجها الشخصي، وليست لديها القدرة المالية لإحضار معلم رقص يعلمها المهنة على أصولها، ولكنها ترقص “بعبلها” وفطريتها وحسيتها الشديدة رقص أقرب للإثارة .
وكانت مرشحة لهذا الدور فى البداية الفنانة “هند رستم” ، تلميذة “الإمام” واكتشافه، لكن كانت بينهم مشاكل فأسند الدور لنادية لطفي.
السمان والخريف
الفيلم الثاني من “ثلاثيتها” هو فيلم ” السمان والخريف” للعظيم “نجيب محفوظ”، فى هذا الفيلم لعبت دور “ريري” جريحة الكرامة، عزيزة الكبرياء التى ينتهك جسدها أحد المسئولين، وقدمت فى هذا الفيلم واحدا من أعظم أدوراها على كافة الأصعدة، سواء الأداء الدرامي، أو المكياج، أو الملابس، أو تشقق ” كعوب” رجليها فى دلالة بالغة الدقة على حرفيتها، مما أكسبها توهجا خاصا في هذا الفيلم.
قاع المدينة
الفيلم الثالث هو ” قاع المدينة”، وعن ظروف قيامها بدور”شهرت” في هذا الفيلم قالت لي الراحلة: أحببت هذا الدور جداً، وتعاطفت مع الشخصية منذ قرأت القصة التي قدمها لي المخرج “حسام الدين مصطفى” في “ورقة صغيرة” من صفحة ونص، إذ تخيلت الفيلم كله قبل التصوير، فاتصلت بالدكتور “يوسف إدريس”، مؤلف الفيلم، وجاء إلى بيتي بعد منتصف الليل، حيث كنت أنتظره أنا و”حسام وأحمد عباس صالح” كاتب السيناريو، وتناقشت معه في كل ما يتعلق بالشخصية وبالفيلم، واتفقنا على كل التفاصيل، لأني وجدت أن الموضوع ثري ومحمل بالأفكار والقضايا، ويعبر بصدق عن الطبقة التى نتحدث عنها، ويحمل الكثير من الجرأة، والغريب أنني وبعد انتهاء التصوير، وفي كل مرة أشاهد الفيلم أستغرب جدا… كيف جسدت هذه الشخصية؟!، وأضافت ضاحكة: أعتبرها هى و”ريري” فى رواية السمان والخريف و”زنوبة” فى قصر الشوق لنجيب محفوظ، الثلاثية المقدسة، أو الرائعة لي، فكل دور منهم مختلف تماما ويجمعهم جميعا الظلم الاجتماعي والفقر والحاجة إلى المال.