كتب : أحمد السماحي
بعد دوران كاميرا المخرج “نيازي مصطفى” لبدء تصوير فيلم “سلطان” أول أفلام “نادية لطفي”، كان هو والعاملين معه يخطئون فى نطق إسم “بولا” إسمها الأصلي، فالبعض كان يقول “بول”، والآخر يقول “باول”، وثالث يضيف من عنده حروف ويقول “بولاند” باعتبارها “خوجاية”، وكان الأب بحكم ثقافته الشديدة اختار لها إسم “بولا” إشارة إلى القديس “بولس”، وأيضا “بولا” وكما ذكرت لي صديقتي الراحلة معناه ببساطة: (حاجة صغنونة ورقيقة ورشيقة، يعني “نونو” أو “ليتل” بالإنجليزية).
وكان يصاحب منادتها فى الاستديو الضحك والسخرية، فاجتمع “نيازي مصطفي” و”رمسيس نجيب” ومعهم “بولا محمد شفيق”، وطلبوا تغير اسمها، فأعترضت فى البداية، لكن “رمسيس” قال لها: إن إسمك على الأفيش سيوحي للناس إنك أجنبية، ولست مصرية”، ونظرا لإعتزاز “بولا” بمصريتها الشديدة، وافقت على التغيير، وأقترحوا وقتها أسماء عديدة، منها ” سميحة حسين” نظرا لرواج إسم ” سميحة” فى هذا الوقت بعد نجاح فيلم ” الوسادة الخالية” لعبدالحليم حافظ، ولبنى عبدالعزيز، ويومها قالت ” بولا” لرمسيس : ليه إصرارك على اسم “سميحة”، فقال لها: نستغل حب الناس له، فقال “السيد بدير” ضاحكا: سميييييحة وسلاح”، تماما كما كانت تنطقهما “لبني”، وفى هذا الوقت كان للأديب الكبير “إحسان عبدالقدوس” رواية جديدة نشرت فى حلقات فى إحدى المجلات الأسبوعية، وكل مصر تتحدث عنها، خاصة أن النجمة فاتن حمامه قامت ببطولتها وحققت نجاحا كبيرا، وكانت “بولا” تقرأها بإنتظام، وأعجبت بأدء ” فاتن” التى كانت تعتبرها معشوقتها، فاقترحت تغيير إسمها إلى “نادية لطفي” بطلة رواية “لا أنام” لإحسان عبدالقدوس.
وبالفعل وقرب انتهاء تصوير الفيلم كان كل العاملين فى الفيلم ينادونها بإسم “نادية”، وبدأت الصحف تنشر أخبار عن الوجه الجديد “نادية لطفي” فأنتبه الكاتب الكبير “إحسان عبدالقدوس”، أن بطلته فى روايته الجديدة التى كتبها وسهر الليالي في خلق شخصيتها وحواراتها موجودة في الواقع، وكتب مقال يومها عن هذه المفارقة فى مجلة “روز اليوسف” ، لكن “ولاد الحلال” صححوا له حقيقة الأمر وقالوا له: أن البنت الجديدة بطلة فيلم “سلطان” ليس اسمها “نادية لطفي” ولكن إسمها الحقيقي “بولا شفيق”، وهنا انتفض “إحسان عبدالقدوس” ورفع قضية، لمنع استخدام إسم بطلته ” نادية لطفي” دون الرجوع إليه، ولا إستئاذنه، لكن المنتج “رمسيس نجيب” ذهب إليه وأقنعه أن هذا سيزيد حجم المبيعات لروايته الجديدة، وسيلفت نظر زملائه المنتجين لأعماله الآخرى لإنتاجها سينمائيا، وأقتنع “إحسان” وتنازل عن دعواه القضائية.
جدير بالذكر أن صديقتي الراحلة “نادية لطفي” قالت لي عن هذه الواقعة وهى تضحك : كان إحسان ذكيا جدا وعرف يستغل الموقف لصالحه، ولصالح روايته الجديدة ولم يكن جادا فى حكاية القضية تلك.