كتب : أحمد السماحي
“رب صدفة خير من ألف ميعاد”، هذا المثل ينطبق على حياة “بولا محمد شفيق” التى لم تحلم يوما بالسينما ولا النجومية، كانت كل أحلامها أن تصبح ربة منزل وأم، لهذا تزوجت في سن مبكرة، وأنجبت ابنها الوحيد “أحمد” في سن مبكرة أيضا، لكن كيف دخلت” بولا” عالم النجومية والأضواء، لهذا قصة طريفة لابد أن تروى، ففى بداية عام 1958 كانت “بولا” أو “بومبي” كما يحب أن يناديها والداها من بين المدعوين إلى حفلة في منزل صديق العائلة المنتج جان خوري “والد المنتج جابي وشقيقته المخرجة ماريان خوري”.
وكان من بين المدعوين المنتج الشهير “رمسيس نجيب” مكتشف المواهب الذي قدم للساحة الفنية العديد من النجوم، يومها كان “رمسيس” يبحث عن بنت جديدة تتمتع بمواصفات معينة لتلعب دور “صحافية” تقترب من “سلطان” المجرم الذي يقع فى غرامها فتسلمه للعدالة، وبحث بين النجمات الموجودات فلم يجد من يصدقها الجمهور، فكلهن قدمن من قبل عشرات الأدوار، والجمهور يعرفهن جميعا.
كان “رمسيس” يبحث عن وجه جديد يصدقه الجمهور، ويصدقه ” سلطان”، وعندما لمحها صاح على طريقة أرشميدس: “وجدتها وجدتها” مما لفت نظر الحضور جميعا، واقترب من “جان” وطلب منه أن يعرفه بضيفته الكريمة، وبالفعل عرفه “ببولا” فطلب منها أن تعمل في السينما، فضحكت ضحكتها الشهيرة بصوت عالي وقالت: أنا أشتغل في السينما!، فقال لها: نعم وجه جميل جدا وتحتاجه السينما، وغير موجود، وتغلب عليها طبيعة برج “الجدي” الذي تنتمي له، ووافقت على الفور.
وكان فيلم “
سلطان” أول أفلامها، قصة جليل البنداري، كتب له السيناريو مخرجه “نيازي مصطفى” بالتعاون مع “عبد الحي أديب”، بينما كتب “السيد بدير” الحوار، وقدم عام 1958 وشاركها البطولة كوكبة من النجوم هم “فريد شوقي، رشدي أباظة، برلنتي عبد الحميد، توفيق الدقن”، وحققت نجاحا كبيرا نظرا لبراءتها وجمالها الأسطوري فى هذا الوقت، وتوالت بعد هذا الدور أدوارها العديدة فى السينما المصرية.