رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد عز يسير على طريقة النجومية بثقة

يؤمن إيمان بالاجتهاد والتدريب
كتبت : كرز محمد

طريقه إلى النجومية لم يكن يوما مفروشا بالورود، بل كانت تحيط به على الدوام تحديات صعبة وأحداث مربكة أحيانا تعطله عن السير على الطريق الصحيح، ورغم كل المشقات التي واجهته في حياته فإنه كان يصر على الاستمرار في مشواره الفني بخطى ثابتة وواثقة، وعيناه أبدا ساهرة ومترقبة كصقر جسور، فضلا عن ذهن يقظ لمواجهة تلك المصاعب التي تعترضه دون أن تؤثر في شخصيته على المستوى الإنساني أو في فنه.

المشقات كثيرة ومتشعبة في حياة الفنان الشاب “محمد عز”، رغم أنه يحسب خطواته الفنية جيدا، ولا يبحث عن الشهرة، من خلال الشاشة بقدر ما تمتلكه الرغبة في صنع بصمة خاصة به في عالم التمثيل الجاد، وذلك رغم فلديه إدراك لمدى الصعوبات التي يواجهها الشبان الآن في مصر،  وهى لا تنحصر في زاوية معينة أو في مجال معين، بل في كل خطوة يخطوها الفنان الجاد تجد في طريقه أفخاخ وألغام عليه الحذر منها، والسير بينها بتأنٍ وثبات لكي يحفر لنفسه مكانة ويستمر فيها.

التمثيل بالنسبة لـ “محمد عز”، هدف نبيل يسعى إليه منذ سنوات من خلال التدريب الجاد والدراسة الأكاديمية أيضا، وهو ما جعل التمثيل مهنته الأولى، ليس طمعا في الشهرة والوقوف على منصات التتويج، بل لأنه يؤمن بأن الحب للمهنة يتطلب احترافا من نوع خاص، بخلاف الهواية التي ينحصر صاحبها في مرحلة التجربة، وبالتالي لن يقبله صناع العمل الذين لن يغامروا بأموالهم ووقتهم لإتاحة الفرصة لممثل شاب لايعى قيمة ما يجسده من أدوار.

يتطلع لأن يكون له بصمة خاصة في مجال التمثيل

بدأ مشوار حياته من باب التصوير الفوتوغرافي ، وظل يبحث طويلا عن الانتشار طبعا على مستوى التمثيل، لذا كان لا بد له  من أن ببذل مجهودا مضاعفا، لأنه بحاجة إلى بطاقة تعريف قوية مع الجمهور، ومن ثم كان ما يعرض عليه يقدمه على الفور متمنيا التوفيق من الله دائما، ومن خلال مشاركته في بداية المشوار بأدوار هامشية من مسلسل (ليلة)، سرعان ما لفت الأنظار إلى موهبته التي تأكدت أكثر بدوره المميّز في مسرحية (بعد الليل) من إخراج” خالد جلال“، ورغم أنه تتلمذ على يد المخرج  صانع المواهب “خالد جلال” في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، إلا أنه وبرغبة ملحة منه في بناء مستقبل كممثل حقيقي التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليصقل موهبته ويكسبها رونقا وبريقا ينعكس على أدائه الذي تطور كثيرا فيما بعد.

شارك “عز” في بداياته الأولى في عدة أعمال لم تظهر موهبته الحقيقية على أكمل وجه، كما في “راجل وست ستات ج5، قلوب 2014″، لكن سرعان ما تفجرت الموهبة في قلب أعمال كبيرة مثل “كلبش ج 1، ظل الرئيس، أبو العروسة”، وكانت انطلاقته القوية التي تعرف عليه الجمهور من خلالها بمسلسل “الأب الروحي ج1” ثم بدايات التألق أكثر وأكثر في “الحصان الأسود، عوالم خفية، الدولي وفيلم سوق الجمعة” لحين الوصول إلى عقل وقلب الجمهور في “نسر الصعيد، فيلم حرب كرموز،عقدة الخواجة ، أفراح إبليس، لآخر نفس، والآن في “الأخ الكبير”.

“عز” لديه يقين ثابت بأنه يجب أن يتوافر فيه الإحساس و قوة التركيز للأفكار وقوة التذكر للحركة الجسمانية ،لذا فهو يعيش في الدور الذي يلعبه في الدراما التليفزيونية أعلى شاشة السينما، و يتقمص الشخصية التي يمثلهاجيدا، إنطلاقا من أنه يجب على الممثل أن يمتاز بعقل و جسم نشيط، ففي هذا العقل والجسم النشيط تكمن القوة الديناميكية لتكوين الشخصية، ومن ثم يجب على الممثل أن يخلص للدور الذي يؤديه ،بحيث يعيش في مجتمع الدور و بإحساس صادق تماما كما فعل في “الأب الروحي” الذي دشنه كممثل شاب يسير على طريق النجومية بثقة.

حياته المهنية هى كل مايشغل تفكيره

ولقد حاول الوصول إلى أكبر درجة من الإتقان في هذا المسلسل أيضا كما في مسلسله الذي يعرض حاليا “الأخ الكبير”، وربما يدرك هنا أن هذا هو الأساس يمكن تحديد قوة الممثل أو ضعفه أو ما يسمونه بالموهبة الفنية، والحقية الثابتة أيضا عنده، أن كلما أحب الممثل دوره و أخلص له ظهرت الشخصية، وهدفها الأساسي بنقل أفكار المؤلف وأحاسيسه للمشاهد، ومن هنا فإن “محمد عز” يعيش في الشخصية التي يمثلها، فالشخصية الشريرة لديه تختلف في ملامحها تماما عن الشخصية الطيبة، لذا فهو يلجأ دوما  إلى أسلوب الكشف عن ظروف الشخصية وأحوال معيشتها قبل أن يقوم بتجسيدها على الشاشة في صورة إنسان من لحم ودم.

بقى أن نقول أن الشهرة لم تغير شيء في “محمد عز” فقد ظل ذلك “الإنسان” بداخله على الإطلاق، ببساطة شديدة لأنه متصالح مع نفسه، بسيط جدا في طبيعته إلى حد الوصول إلى درجة كبيرة من التواضع الشديد، وهو في هذا يرى أن ذلك هو  الطبيعي بأن يكون الفنان متواضع لأنه في الأساس إنسان عادي، والتمثيل مجرد مهنة وخارج التصوير لابد له أن يعود لحياته الطبيعية مثل كل الناس،  ولأنه أظهر تلك الإنسانية في حياته فقد أعطته الشهرة حب الناس، رغم أنها أخذت منه في المقابل حريته في العيش بطريقة طبيعية على شاكلة كل البشر، بحيث يمكنه التحرك بشكل طبيعي وبسيط في الشارع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.